الظواهري يدعو لتوحيد «الجهاد» ضد «العدوان» الروسي الأميركي الإيراني
كرر زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري دعوته لـ«المجاهدين» في سورية والعراق إلى وقف القتال فيما بينهم والتوحد لـ«مواجهة العدوان الأميركي الروسي»، في أحدث مؤشر على رغبته في إنهاء الصراع الدائر بين تنظيم داعش الإرهابي، وفرع «القاعدة» في سورية، جبهة النصرة.
وطالب الظواهري في تسجيل صوتي نشر ليل الأحد أتباعه بشن هجمات ضد الغرب وخاصة أميركا، وتكرار هجمات على غرار 11 أيلول.
وقبل أسابيع رفض الظواهري الاعتراف بشرعية تنظيم داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي، غير أنه قال: لو كان في العراق أو سورية لتعاون معهما ضد التحالف الذي يقوده الغرب.
غير أن الظواهري مضى أبعد في التسجيل الذي نشرته مواقع جهادية أمس الأول، وحذر مما وصفه بـ«التنسيق» بين روسيا والولايات المتحدة وإيران والنظام وحزب اللـه اللبناني (!) في الحرب «ضد الجهاديين» بسورية والعراق. وأضاف متسائلاً: «فهل عجزنا (المجاهدين) أن نوقف القتال بيننا حتى نوجه جهدنا كله ضدهم؟».
ولم يتضح متى تم تسجيل الشريط ولكن الإشارة إلى الضربات الجوية الروسية على سورية، توحي بأنه تم تسجيله بعد انطلاق العملية الجوية الروسية بالتعاون مع القوى الجوية السورية ضد التنظيمات الإرهابية في الثلاثين من أيلول الماضي.
وندد الظواهري بما سماه «عدواناً أميركياً أوروبياً روسياً إيرانياً سورياً.. يستهدف المجاهدين». ودعا «إخوانه المجاهدين في كل مكان» من تركستان الشرقية (الاسم الذي يطلقه الإسلاميون المتطرفون على إقليم شيغيانغ شمال غرب الصين) حتى المغرب، وفي كل المجموعات، ومن كل الفئات» إلى الوقوف «صفاً واحداً» في وجه «الحلف الشيطاني المعتدي على الإسلام وأمته ودياره».
وأكدت مصادر روسية عسكرية وأمنية أن داعش و«النصرة» بصدد إجراء مفاوضات من أجل التوحد فيما بينهما. ولفت مراقبون إلى أن انسحاب «جند الأقصى» المقرب من «النصرة» من تحالف «جيش الفتح»، الذي تقوده الجبهة عملياً، هو خطوة أولى باتجاه تفكيك جيش الفتح وإطلاق التنسيق بين النصرة وداعش.
وهدد الظواهري في الكلمة التي حملت عنوان «لنتحد لتحرير القدس»، بضرب الغرب وأميركا في عقر دارها، قائلاً: إن «تحرير القدس يتطلب ضرب الغرب وأميركا في عقر دارها، ومهاجمة مصالحهم المنتشرة في كل مكان» داعياً إلى تكرار هجمات 11 أيلول. وأضاف: «يجب أن يدفع داعمو إسرائيل من دمهم واقتصادهم ثمن دعمهم لجرائم إسرائيل ضد المسلمين والإسلام».
ورفض الظواهري عام 2013، قرار البغدادي، زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» في حينه، حل «جبهة النصرة» ودمجها مع تنظيمه لتشكيل تنظيم جديد هو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والذي عُرف باختصاره «داعش». وتصاعدت حدة التوتر بين الظواهري والبغدادي من جراء تدخل الأول لحل الخلاف بين البغدادي وزعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني. ووقعت عدة اغتيالات في الداخل السوري استهدفت قادة محسوبين على «القاعدة» أبرزهم أبو خالد السوري القيادي الكبير في حركة «أحرار الشام الإسلامية».
واتهمت «النصرة»، داعش بقتله. وعقب احتلال داعش للموصل وإعلانه قيام «دولة الخلافة» تحت قيادة الخليفة إبراهيم (البغدادي) في حزيران 2014، رفض زعيم «القاعدة» هذه الدولة بشكل قاطع، الأمر الذي دفع الدواعش إلى شن حملة ضارية على الظواهري والطعن به. وما لبث داعش أن طرد «النصرة» من معاقلها في دير الزور والرقة والحسكة.
من جهة أخرى، هاجم الظواهري، «الإخوان المسلمين» و«السلفيين السيساويين» (في إشارة إلى حزب النور السلفي بمصر المؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي)، وكذلك «الغنوشيين» في تونس (في إشارة إلى أتباع حركة «النهضة الإسلامية» التي يقودها محمد راشد الغنوشي). وقال: «معركتنا في الشام ومصر هي معركة واسعة وشاملة لإعادة الخلافة الإسلامية.. وهي أيضاً معركة بالجهاد السياسي لنبين لشعوبنا أن هناك من الجماعات المنتسبة للعمل الإسلامي من أمثال الإخوان المسلمين والسلفيين السيسيين والغنوشيين من قادوها لخسارة الدين والدنيا».
وانتقد زعيم «القاعدة»، كلاً من جماعة «الإخوان المسلمين» و«السلفيين السيساويين» و«الغنوشيين»، معتبراً أنهم «تحالفوا مع أعداء الإسلام، وأعداء الأمة من العسكر العلمانيين والساسة الفاسدين، وزينوا صورتهم الشوهاء ومنحوهم الحصانة، ومكنوا المجرمين من أمثال السيسي و(الرئيس التونسي) الباجي قايد السبسي من التسلط على رقاب المسلمين، والتزموا باتفاقات الاستسلام مع إسرائيل فقد علموا أن ثمن الوصول للسلطة هو قبول الدساتير العلمانية وقبول الاستسلام لإسرائيل.
(سي إن إن– رويترز)