رياضة

الدوري الكروي على أقساط والاحتراف مؤجل … فرق بدأت بوضوح وفرق ما زال الغموض يلفها

| ناصر النجار

نتابع ما بدأناه الأسبوع الماضي في الحديث عن فرق الدوري الكروي الممتاز بين موسمين، واحد انقضى والثاني آت.

ونصل اليوم إلى الفرق التي لم تملك حظوظاً في المنافسة على اللقب ولم تكن بين الكبار، وتراوحت مراكزها بين الوسط والمؤخرة ونستثني منها فريق الاتحاد الذي خصصنا له مساحة وافرة في الحلقة السابقة.

ولابد من التعرض إلى نظام الاحتراف الجديد الذي لم يصدر بعد، وكان من المفترض أن يتم تطبيقه من الموسم الماضي، لكنه تأجل للمزيد من المناقشة والدراسة، وانتهت هذه الدراسات وهو اليوم معروض على المجلس المركزي لتتم مناقشته الأخيرة وإقراره.

ويرى خبراء اللعبة أن نظام الاحتراف الجديد لن يتم تطبيقه هذا الموسم لسببين، الأول أن الأندية دخلت في الموسم الجديد وبدأت تعاقداتها ومن غير الطبيعي بعد أن أنجزت الفرق أغلب تعاقداتها وقطعت أكثر من نصف الطريق أن تعيدها إلى نقطة الصفر.

السبب الثاني أن نظام الاحتراف هذا متعلق بالأمور المالية، وأحد بنوده وضع ملاءة مالية في البنك يتم من خلالها إجراء العقود، فأي ناد عليه وضع مال الاحتراف في البنك والتصرف بعقوده ضمن هذه الكتلة وذلك ضماناً لحقوق النادي والمتعاقد معهم، وحتى لا تقع الأندية بحرج عدم التسديد إن كانت العقود أكبر بقيمتها من إمكانية النادي، وهناك سبب ثالث مهم وهو أن نظام الاحتراف الجديد بحاجة إلى تدريب لضمان آلية التنفيذ الصحيحة، لذلك سيتم فتح دورات لكوادر الأندية من أجل استيعاب النظام الجديد وسهولة التعامل معه بشكل قانوني وسلس.

وعلى ضوء هذا الأمر الواقع فإن أنديتنا ستبقى أسيرة الاحتراف السابق العشوائي الذي يسير بأنديتنا نحو الهاوية دون أي تفكير بما ستؤول إليه العقود، ودون أي ضمانات تكفل للأندية السداد.

فكل موسم هناك عقبات وعثرات تعترض الأندية وخلافات لا تنتهي بين الأندية ولاعبيها وكوادرها، وكل موسم يصدر اتحاد الكرة اللوائح المفترض على الأندية تسديدها كذمم عليها للاعبين والكوادر من خلال فض النزاع المالي عبر لجنة شؤون اللاعبين هذه الفوضى الاحترافية ستستمر موسماً آخر، ونأمل أن تستوعب أنديتنا هذا الموضوع فلا تقع بفخه مرة أخرى.

دوري التقسيط

نظراً لوفرة المشاركات الخارجية للمنتخب الأول وللمنتخب الأولمبي فإن الدوري الكروي الممتاز لن يجد له موطئ قدم مريحاً حتى نهاية العام الجاري.

فالمنتخب الأول تنتظره مباريات التصفيات التي تبدأ مطلع شهر أيلول القادم ومطلع تشرين الأول وتشرين الثاني إضافة لكأس العرب في كانون الأول، والمنتخب الأولمبي سيشارك في تشرين الأول ببطولة غرب آسيا في السعودية وتصفيات آسيا في قطر، لذلك سيقام الدوري على مساحات ضيقة بين هذه الفترات، ما يعرض الدوري في مرحلة الذهاب إلى الضغط والتقسيط والتأجيل والتعديل، فربما تدخل مباريات استعدادية للمنتخبين لن تكون بالحسبان، وعلى هذا الأساس يجب أن يضع مدربو الدوري هذه (الشنططة) بالحسبان وضمن معايير الإعداد والاستعداد، أي إن الفرق ستأتي عليها أيام سيكون الدوري فيها مضغوطاً بمعدل مباراتين في الأسبوع وقد ترتاح بعدها فترة طويلة لتعود إلى الضغط مرة أخرى وهكذا.

الصعب في الدوري هذا الموسم أن الهبوط سيكون لأربعة فرق كما تم إقرار ذلك قبل موسمين، ولا ندري إن كان سيتم تطبيق هذا الأمر فعلياً، وإن تم تنفيذه فإن الأمر سيزداد صعوبة على نصف فرق الدوري على الأقل، وهذا ما سنعلمه في مؤتمر اتحاد كرة القدم القادم.

وضوح وغموض

الفرق التي سنستعرضها اليوم تنقسم إلى قسمين، فرق واضحة المعالم بدأت موسمها وخطت طريقها فغربلت لاعبيها وتعاقدت مع جدد، وفرق أخرى ما زال الغموض يكتنفها حتى الآن، وربما هناك معوقات عديدة تقف أمامها وفي طليعتها الأمور المالية.

ونبدأ بهذا القسم من الأندية وأهمها جبلة بطل الكأس، الأخبار الواردة من هذا النادي ما زالت غير سارة حتى الآن، فبعد رحيل المدرب عمار الشمالي لم يتم تعيين مدرب حتى الآن وإن كانت خيارات النادي واضحة في تحديد هوية مدربها القادم بين أسماء قليلة مطروحة.

أما على صعيد اللاعبين فقد خسر الفريق أهم لاعب وهو هداف الدوري محمود البحر المنتقل إلى الرفاع الغربي البحريني وحارسه أحمد الشيخ الذي غادر إلى تشرين ونور علوش الذي تعاقد مع عفرين، ولا أخبار غير ذلك، مع العلم أن الباب ما زال مفتوحاً أمام حركة التنقلات سواء للمغادرين أو الوافدين، وكل الأنباء الواردة تفيد أن مشكلة النادي تبقى في الدعم المالي من الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي لم تتضح حتى الآن.

أبصرت إدارة نادي الطليعة الجديدة النور، وأسندت في أول قرار لها مهمة تدريب فريقها الأول إلى ابن النادي فراس قاشوش وكلفته بانتقاء الطاقم الفني المساعد، ما تبين لنا من خلال المواسم السابقة أن نادي الطليعة غير قادر على الدخول بزخم في الاحتراف ليكون منافساً بارزاً في المقدمة، إنما سياسة النادي تقتضي أن يكون فريقها قريباً من الكبار وبعيداً عن براثن الهبوط، والأسباب بالطبع مالية، فإمكانيات النادي مع داعميه غير قادرة على ضخ مال كما يضخها غيره من الأندية.

وعلى هذا الإطار قد يسير النادي ضمن حدوده المفترضة، وحتى الآن لم تقم إدارة النادي بأي تعاقدات جديدة، وخرج من النادي حتى الآن خالد مبيض إلى نادي الوحدة والحارس محمود خلف إلى نادي الكرامة والمدافع حسن بوظان إلى نادي الاتحاد وعامر دندشي إلى الشرطة.

قد يكون هذا الأسبوع بداية التحرك لأن الوقت يمضي مسرعاً وهو يداهم الطليعة وغيره من الأندية.

فريق حرجلة وضعه صعب للغاية، وقد دخل الدوري الكروي الممتاز مراهناً، لكن الداعمين قطعوه في منتصف الطريق وبات في حيرة من أمره بين الاعتذار والاستمرار مكرهاً، وعلى ما يبدو أنه اختار الأمرّ، لكنه سيسير ضمن خطوات لا تتجاوز قياس إمكانياته وليكن بعدها ما يكون.

وعلى هذا الأساس فإن أغلب المتعاقدين مع النادي في الموسم الماضي سيرحلون ولن يبقى بالفريق إلا من يرضى بشروطه وضمن إمكانياته.

الصورة لم تتضح بعد، لكن إدارة النادي عينت كوادر الفريق وأسندت مهمة التدريب إلى مدربها السابق ياسر مصطفى ونحن ننتظر ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.

همة عالية

الوثبة هذا الموسم همته عالية وطموحه كبير وبدأ استعداده للموسم الجديد من أوسع الأبواب وهدفه لقب الدوري، وحشد لذلك كل الإمكانيات من خلال تعاقدات كبيرة سترفع الفريق كثيراً عما كان عليه في الموسم الماضي، في البداية تعاقد مع المدرب عمار الشمالي بطل الكأس، وهو مدرب خبير بالدوري وفرقه.

وعلى صعيد اللاعبين فقد تعاقد مع وائل الرفاعي وأنس بوطة القادمين من حطين وهما من أبناء النادي السابقين وتعاقد مع الحارس حسين رحال القادم من الجيش ومع لاعبي الحرية الحارس محمد السالم وشقيقه المهاجم سامر السالم كما تعاقد مع كرم عمران أبرز لاعبي فريق الشرطة في الموسم الماضي، ومع المدافع برهان صهيوني من الاتحاد.

وجدد عقود لاعبيه السابقين إبراهيم العبد الله وصبحي شوفان وعلي الصارم وأزدشير الصارم وعبد الرزاق البستاني وباهوز محمد وثائر الشامي وسعد أحمد وسعيد برو، واستغنى حتى الآن عن رامي عامر لفريق الجيش وعن الحارس مهند خياري لعفرين.

حتى الآن لم يغلق النادي أبوابه أمام المزيد من اللاعبين الوافدين أو المغادرين حسب رؤية المدرب الفنية بعد إتمام المرحلة الأولى من الاستعداد.

دروس مستفادة

من الواضح أن نادي الفتوة استفاد من دروس المواسم الماضية التي وقع فيها أسير الاضطراب والتخبط وشبح الهبوط، وهذا ما فهمناه من عملية الاستقرار واختيار اللاعبين ونوعيتهم، ولاشك أن الاستعداد المبكر سيكون له الأثر الإيجابي على الفريق.

إدارة النادي أبقت على مدربها أنور عبد القادر ونلاحظ هنا أن الفتوة هو الفريق الوحيد الذي حافظ على مدرب الإنقاذ.

عملية اختيار اللاعبين انصبت حول أبناء النادي بالدرجة الأولى بين التعاقد والتجديد، فتعاقدت إدارة النادي مع المدافع عقبة المرعي من الشرطة ولاعب الوسط عدي الجفال من الوحدة وجددت لعبد الكريم فتيح ومحمد العبادي وعلي بعاج وأسعد الخضر وعمار المستت وميسرة عرسان وهم من أبناء الفتوة، وتعاقدت مع هادي الملط من الشرطة ووسيم جفلة من الساحل وجددت للحارس يزن إعرابي وعبيدة السقي ومازن سردار.

واستغنت عن الحارس أحمد شيحة لفريق النواعير والمهاجم محمد هزاع لفريق الشرطة.

أيضاً لم تقفل باب الانتقالات لكن الأمور باتت واضحة.

لا شيء يعكر صفو الفريق حتى الآن، ودوماً يخشى على الفريق من نار الخلافات والمتربصين الذين يصطادون في الماء العكر، وهذه آفة يجب الحذر منها وتجاوزها بثبات وصدق.

حدود ضيقة

ما يميز فريق الشرطة عن غيره كنادٍ وهيئة أن أموره واضحة من ناحية التعاقدات وأن الانضباط والالتزام يسيران بالفريق نحو الاستقرار.

لكن حدوده المالية ضيقة ووفق هذا الأساس تعمل إدارة النادي على مبدأ (قد بساطك مد رجليك) ومن هذا فإن خيارات إدارة النادي في اللاعبين تبدو محدودة جداً لتتوافق مع الميزانية المالية.

الجديد هذا الموسم أن إدارة النادي غيرت كادر فريقها بالكامل، فصار اللاعب الدولي السابق محمد العمر مدير الفريق، وأسندت مهمة التدريب إلى مدربها الأسبق محمد شديد يساعده حسام العوض وطه العمار معداً بدنياً وياسر قدو مدرباً للحراس، والإداري أسعد زغلول.

الراحلون عن الفريق أكثر من القادمين، فقد غادر الفريق عمر الترك إلى الجيش وعقبة المرعي وهادي الملط إلى الفتوة وسامر خانكان إلى الاتحاد وكرم عمران إلى الوثبة كما غادر مروان الصلال، واعتزل كابتن الفريق خالد عكلة بعد أن قارب الأربعين بعد مشوار عطاء مشرّف.

تعاقد الفريق مع عامر دندشي من الطليعة والمدافع يوسف عرفة من حرجلة والمهاجم محمد هزاع من الفتوة ومع لاعب الجهاد السابق خليل إبراهيم.

مدير الفريق محمد العمر قال لـ«الوطن»: لدينا العديد من اللاعبين ضمن الاختيار قبل أن نحسم الأمور معهم وما زلنا نبحث عن المزيد من اللاعبين، وصورة الفريق النهائية لن تتضح إلا بعد المشاركة بدورة الوفاء التي ينظمها نادي تشرين نهاية الشهر الحالي، وأضاف: أنهينا مرحلة الاستعداد الأولى، وسنبدأ بخوض اللقاءات التجريبية، وسنلعب هذا الأسبوع مباراتين مع الجيش وفريق آخر لم يتم تحديده.

وافدان

النواعير العائد إلى الأضواء لم تتضح صورته بعد، وهو كما علمنا لديه أزمة مالية وهو ينتظر بعض الوقت ليبدأ رحلة الاستعداد بشكل جدي والمعلومات عنه قليلة جداً، مدرب الفريق خالد حوايني، وأهم عقوده الحارس أحمد شيحة القادم من الفتوة وعلي غصن من حرجلة والحارس محمد داود من الوحدة والحارس أحمد شيحة من الفتوة.

فريق عفرين يريد دخول الدوري الممتاز من أوسع الأبواب، فتعاقد مع الخبرة أحمد هواش، وعزز صفوفه بعدد من اللاعبين أهمهم: براء ديار بكرلي وريفا عبد الرحمن من الكرامة والحارس مهند خياري من الوثبة والحارس زكريا دهنة من الساحل وحسام الشوا من الحرية وأيمن الصلال من الاتحاد وأحمد حمو من حرجلة. وما زال الوقت متاحاً أمام الفريق للمزيد من التعاقدات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن