سورية

مسؤولو «الإدارة الذاتية» الانفصالية يفرضون المناهج الكردية على الأهالي ويرسلون أولادهم إلى المدارس الحكومية!

| وكالات

كشف سكان وعاملون في الشأن الثقافي، أمس، قيام «مسؤولين» في ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، بإرسال أطفالهم إلى المدارس الحكومية السورية، على حين يقوم هؤلاء «المسؤولون» بمطالبة السكان بتدريس أولادهم في مدارس «الإدارة» الانفصالية!.
وبعد سيطرة تلك «الإدارة» المدعومة من الاحتلال الأميركي، منذ عدة سنوات على مناطق شاسعة في شمال وشمال شرق البلاد، مستغلة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، قامت بالاستيلاء على عدد كبير من المدارس التي تدرس مناهج وزارة التربية الحكومية الشرعية، وتحويلها إلى قواعد لميليشياتها، كما أغلقت عدداً كبيراً من المدارس.
وفرضت تلك «الإدارة» في عام 2015، مناهج باللغة الكردية، وأجبرت الأهالي على إرسال أولادهم إليها، على الرغم من عدم وجود اعتراف دولي بما تمنحه من شهادات.
وأوضح عبدالله شيخو، الذي يعمل مترجماً، حسب تقرير نشرته وكالة «نورث برس» الكردية، أن «الإدارة» الانفصالية أخفقت في إدارة الملف التعليمي وإقناع المجتمع بأهمية التعلّم باللغة الكردية، مشيراً إلى وجود خوف وعدم ثقة في المستقبل حتى من بعض موظفي «الإدارة»، مستشهداً بإرسال بعض المسؤولين لأولادهم إلى مدارس حكومية.
ومنذ سنوات تعتبر مسألة التعليم في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد» التابعة لـ«الإدارة» الانفصالية، جدلية، نظراً لوجود منهاجين للتعليم، أحدهما سنَّته «الإدارة» الانفصالية والآخر تابع للحكومة السورية.
ووصف ما يسمى «المجلس الوطني الكردي» خطوة «الإدارة» بإحداث منهاج خاص بها بالمتسرعة، وأوضح أن مناهج «الإدارة» غير معترف بها، ما يضع مستقبل الطلبة في خطر.
ويفضل الكثير من الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات «قسد»، أن يتعلم أطفالهم في مدارس تعتمد المنهاج الحكومي بدلاً من منهاج «الإدارة الذاتية» الكردية غير المعترف به رسمياً.
وعادت مسألة التعليم في المناطق التي تسيطر عليها «الإدارة» الكردية إلى الواجهة، مع صدور نتائج امتحانات الشهادة الثانوية للطلاب الذين يدرسون مناهج الحكومة السورية، حيث طالت الانتقادات ما يسمى «مسؤولون» ضمن «الإدارة» الانفصالية ممن يطالبون السكان بتدريس أولادهم المناهج الكردية، على حين هم يقومون بإرسال أطفالهم إلى مدارس الحكومة السورية.
وانتقدت مهدية محمد (46 عاماً)، وهي من سكان القامشلي في محافظة الحسكة، ما وصفته بتجاوزات «المسؤولين»، مطالبة «الإدارة» الانفصالية بمحاسبة موظفيها ممن يُفضلون مناهج الحكومة على مناهج «الإدارة» الكردية، إضافة إلى سن قانون يمنع ارتياد أطفال العاملين لدى «الإدارة» للمدارس الحكومية.
وأصدر ما يسمى المجلس التنفيذي في تلك «الإدارة»، في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2018، قراراً يمنع فيه أبناء موظفي و«مسؤولي» «الإدارة» من الالتحاق بالمدارس التابعة للحكومة السورية.
وسبق القرار، تعميم داخلي ممن يسمى «هيئة التربية» التابعة لـ«الإدارة» لجميع معلميها، بعدم إرسال أولادهم للمدارس الحكومية، مع محاسباتهم وإبعادهم عن العمل.
وبينت ما تسمى «الرئيسة المشاركة لإدارة مدارس في القامشلي» المدعوة فريدة إبراهيم، أن أي معلم لدى «الإدارة» يُفضل المناهج الحكومية، يبعد عن عمله، إلا في حال تعهده بعدم إرسال أولاده مرة أخرى، منتقدة قيام عاملين تابعين لـ«المجلس» بإرسال أولادهم إلى مدارس الحكومة السورية.
بدورها أوضحت ما تسمى الرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي في منطقة الجزيرة المدعوة نظيرة كورية، أن القرار لا يزال سارياً، وأنه تم توجيه إنذارات وتعهدات خطية للمخالفين، مؤكدة وجود تجاوزات، وأن «إدارتها» ستبحث هذا الموضوع خلال الفترة القادمة، دون الإفصاح عن آلية التعامل مع «المسؤولين» ضمن «الإدارة» ممن يرسلون أولادهم للمدارس الحكومية.
ويبلغ عدد الطلبة في مدارس «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، 789.225 طالباً موزعين على 4.137 مدرسة، وفقاً لإحصائيات ما يسمى «هيئة التربية» التابعة لـ«الإدارة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن