ثقافة وفن

ستبقى «ضيعة ضايعة» تفتقد حضور «أسعد خرشوف» … في ذكرى نضال سيجري.. «شارلي شابلن العرب» الذي حظي بالحب والاحترام الكبيرين

| وائل العدس

رحل وهو في أولى خطواته الفنية على سلم الطموح، وكان في جعبته مئات الأحلام الفتية التي رحلت معه ولم تر النور، حيث جاءت وفاته على حين بدأ نجمه يلمع وخاصة بعد دوره في مسلسل «​ضيعة ضايعة​»، الذي كان نقلة نوعية في الكوميديا السورية.

استفاق من غيبوبة طويلة قبل يومين من وفاته، فأمسك بيد شقيقه وهو يقول «سورية يا فواز» ثم انهمر الدمع من عينيه، ليعود إلى غيبوبته ويفارق الحياة… هذا هو المشهد قبل الأخير في حياة نضال سيجري.

أما المشهد الأخير، فجاء تلبية لوصية الفنان الراحل عندما سجي جثمانه على خشبة المسرح القومي في اللاذقية.

قاوم «شارلي شاربلن العرب» المرض وبقي صامتاً لسنتين بعد استئصال حنجرته، قبل أن يرفع الراية البيضاء أمام مرض عضال تغلغل في جسده حتى تمكن منه قبل ثماني سنوات عن عمر 48 عاماً فقط.

أما آخر ما كتبه على صفحته في الفيسبوك: وطني مجروح وأنا أنزف.. خانتني حنجرتي فاقتلعتها… أرجوكم لا تخونوا وطنكم.

حظي سيجري باحترام وحب كبير لدى السوريين، بما كان يحمله من رسائل حب واعتدال، خاصة أنه اتخذ من صفحته على الفيسبوك منبراً لمخاطبة أبناء بلده، ودعوتهم للحوار ونبذ العنف.

ستتذكره ضيعة «أم الطنافس»… بحجارتها وبحرها وسهلها وجبالها… ستبقى «ضيعة «ضايعة»… تفتقد حضور «أسعد خرشوف» الذي أضحك الناس… وأبكاهم.

نجاح بارز

ولد في 28 أيار 1965 في مدينة اللاذقية، وهو خريج المعهد العالي للفنون، متزوج وله ولدان.

شارك السيجري في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وحقق نجاحاً بارزاً في الأدوار الكوميدية حيث اختار شخصيات غريبة ميزته عند المشاهدين.

عانى السيجري في السنوات الأخيرة من مرض السرطان الذي أدى إلى استئصال حنجرته، ولكنه ظهر في دورين صامتين في «بنات العيلة»، و«الأميمّي».

الشخصية الأبرز

في الحديث عن الشخصيات الخالدة فيه، سيقفز إلى ذهننا فوراً، «​أسعد خرشوف​» ذلك الريفي الجميل، الطيب الساذج، والوطني الساحر المغلوب على أمره، الذي ظهر في مسلسل «ضيعة ضايعة» حيث لعب سيجري هذا الدور بشكل لافت، وكرسه شخصية شعبية بامتياز، سكنت في وجدان الجمهور، في مسلسل كان نقطة علام في تاريخ الدراما السورية.

أعماله

تزخر مسيرة نضال سيجري بما يقارب مئة مسلسل درامي، قدم من خلالها أدواراً متنوعة بلهجات مختلفة، على الصعيد الكوميدي والاجتماعي والتاريخي وحتى الفانتازي.

ومن أهم أعماله نذكر: «الفوارس» عام 1999 و«سيرة آل الجلالي» عام 2000 و«صلاح الدين الأيوبي» و«أبيض أبيض» عام 2001 و«أبناء القهر» عام 2002 و«قانون ولكن» و«خط النهاية» و«أيامنا الحلوة» عام 2003 و«عصر الجنون» و«عشتار» و«ليالي الصالحية» عام 2004 و«أنا وأربع بنات» و«الظاهر بيبرس» عام 2005 و«غزلان في غابة الذئاب» و«الانتظار» عام 2006 و«كوم الحجر» و«جنون العصر» و«الحصرم الشامي» عام 2007 و«غفلة الأيام» و«ضيعة ضايعة» و«الخط الأحمر» عام 2008 و«مرسوم عائلي» و«قلبي معكم» عام 2009 و«زمن العار» 2009 و«كليوباترا» عام 2010 و«صايعين ضايعين» و«خربة» عام 2011 و«بنات العيلة» و«الأميمي» و«المفتاح» عام 2012.

شارك ممثلاً في العديد من الأفلام، منها «الطحين الأسود»، «خارج التغطية»، «حادثة على الطريق»، «الترحال» و«زهرة الرمان»، وكان سيخرج فيلم «طعم الليمون»، الذي تناول فيه يوميات عائلات لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين من ​الجولان​ السوري، إضافة إلى مهجرين عراقيين اجتمعوا في منزل واحد، في حي فقير.

كُرّم في إطار الدورة الخامسة عشرة لمهرجان دمشق المسرحي في 2010، وكرمه مسرح بابل في العراق بعد رحيله بعرض مسرحية «حمام بغدادي»، التي كانت من إخراجه.

خطوة تطوعية

ضمن خطوة تطوعية شبابية نحو تكريم شخصيات سورية تركت بصمة في تاريخ بلدها، أطلق فريق «قطرات ملونة» التطوعي في محافظة اللاذقية مشروع «وجوه»، الذي جسد تلك الشخصيات من خلال رسمها على جدران في شوارع المدينة.

وحمل المشروع الأول صورة للراحل نضال سيجري (1965- 2013)، على الحائط المقابل لمقهى قصيدة نثر عام 2016.

سيجري والمسرح

يبتعد معظم النجوم عن المسرح لعدة عوامل أبرزها ضعف الإنتاج والعمل الطويل، لكن سيجري بقي متعلقاً بالمسرح حتى الرمق الأخير، وشارك في عدة مسرحيات كان أهمها «حمام بغدادي» من بطولته والممثل فايز قزق وأُنجزت في عام 2010.

إضافة إلى مسرحيات أخرى، كمسرحية «كاليغولا» و«الغول» و«السفربرلك»، ليصل عدد الأعمال التي شارك فيها إلى 35 عملاً مسرحياً، وكان تلميذاً للمسرحي السوري فواز الساجر.

كما تسلم إدارة المسرح القومي، واستقال منها قبل أن يتم عاماً واحداً فيه.

استذكار

في ذكرى رحيله الثامنة، استذكر النجم ​باسم ياخور​ زميله الراحل ​نضال سيجري​ بصورة جمعتهما في مسلسل «​ضيعة ضايعة​»، وكتب: «الغالي الذي رحل في مثل هذا اليوم الحزين».

أما النجمة أمل عرفة فنشرت صورته وعليها جملة «ضلوا تذكرونا» وكتبت: «بالبال على طول».

كما نشرت النجمة ​تولاي هارون​ صورتين جمعتهما من مشهدين مختلفين في مسلسلين عملا بهما معاً وعلقت: «صعب نسيانك يا طيب، السلام لروحك، متل اليوم فارقتنا وحزنا على فراقك، الرحمة لروحك الطيبة».

أما النجمة هبة نور فكتبت: « نضال سيجري الغالي الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الحزين.. اشتقنا لك، اللـه يرحمك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن