عربي ودولي

الإمارات تعلن افتتاح سفارتها في كيان الاحتلال والفصائل الفلسطينية تصفها بـ«الخطيئة الكبرى»

| وكالات

في خطوة تطبيعية جديدة بعد توقيع «اتفاق ابراهام» بين الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي، افتتحت السفارة الإماراتية، أمس الأربعاء في «تل أبيب» بحضور رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. في حين اعتبرت حركة حماس افتتاح الإمارات سفارتها في «إسرائيل» خطيئة كبرى بحق الشعب الفلسطيني، وقالت حركة الجهاد الإسلامي: إنه «ربما كانت هذه السفارة قد أقيمت على أنقاض منزل أو أرض لعائلة فلسطينية هجرت أو أبيدت خلال نكبة 1948».
وبحسب هرتسوغ فإن «افتتاح السفارة الإماراتية في «إسرائيل»، ليست فقط خطوة مهمة لعلاقات «إسرائيل» والإمارات، بل للشرق الأوسط كله».
وأضاف: «رؤية علم الإمارات في سماء «تل أبيب» كان يبدو كحلم بعيد في السابق، واليوم أصبح واقعاً»، واصفاً الأمر بأنه «معلم مهم في العلاقات المتنامية بين بلدينا»، وأردف قائلاً «يجب أن يمتد هذا الاتفاق التاريخي إلى دول أخرى تسعى إلى السلام مع إسرائيل».
بدورها اعتبرت حركة حماس أن «افتتاح دولة الإمارات العربية سفارتها لدى الكيان الصهيوني، إصرار على الخطيئة الكبرى بحق شعبنا الفلسطيني وكل شعوب المنطقة الرافضة تماماً لكل أشكال التعامل والتطبيع مع الكيان الصهيوني».
ولفتت إلى أن «الأخطر من ذلك أن يأتي هذا التصرف من دولة الإمارات العربية بعد عدوان صهيوني إرهابي على شعبنا ومقدساته، ارتكبت فيه المجازر بحق المدنيين العزل، ودمرت البيوت فوق رؤوس ساكنيها تحت سمع وبصر العالم أجمع، ما يمثل انحداراً خطيراً في السياسة الإماراتية، والذي من شأنه ليس فقط إعطاء غطاء رسمي للعدو الصهيوني لارتكاب جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، بل يشجعه على ارتكاب المزيد منها، واستكمال مشاريعه التهويدية العنصرية المتطرفة، ولن يطول الزمن حتى يكتشف المطبعون حجم وخطورة جريمتهم بحق شعوبهم وشعوب المنطقة، وسيادتهم على أرضهم».
وأضافت «حماس»: «إننا نؤكد ضرورة وقف هذا التدهور الخطير في السياسة الإماراتية، والعمل على تصويب هذا المسار الخاطئ، وبما يمليه الواجب الديني والقومي والأخلاقي على دول المنطقة تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، وإنهاء كل أشكال التعامل والتطبيع مع الاحتلال».
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي «سيسجل التاريخ أنه في الوقت الذي تتسارع فيه جرائم الاحتلال في القدس، وهدم المنازل، واقتحام المسجد الأقصى، كان حكام الإمارات يفتتحون سفارة لهم لدى الاحتلال».
وأضاف سلمي: «ربما كانت هذه السفارة قد أقيمت على أنقاض منزل أو أرض لعائلة فلسطينية هجرت أو أبيدت خلال نكبة 1948»، مؤكداً «سيبقى التطبيع والتحالف مع العدو خيانة وجريمة مهما حاولت أبواق التزوير إشاعة مبررات التطبيع، ومهما حاول المطبعون إخفاء الحقيقة».
في السياق نفسه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي: «محمد بن زايد خائن، ويجب طرد الإمارات من الجامعة العربية».
وفي وقت سابق، قال سفير الإمارات في «إسرائيل» محمد الخاجة «الإمارات وإسرائيل دولتان مبتكرتان ويمكننا تسخير هذا الإبداع في العمل من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامةً لبلدينا ومنطقتنا».
وزار الخاجة، الحاخام الرئيسي دافيد لاو والحاخام شالوم كوهين، في أيار الماضي، «وأطلعهم على وضع الجالية اليهودية في الإمارات، وتشاور معهم بعدة مواضيع»، وفق ما ذكر موقع «كيبا» العبري. وقام بزيارة مكتب الحاخام الرئيسي الاشكنازي، وأخبره عن «الاحترام الذي يكنونه له في الإمارات»، ودعاه إلى زيارة الإمارات رسمياً.
واستكمل السفير الإماراتي زيارته لرئيس مجلس حاخامات التوراة الحاخام شالوم كوهين، وخلال الزيارة بارك الحاخام شالوم السفير الخاجة ببركة كهنوتية وتحدث معه عن «اتفاقات ابراهام».
يأتي ذلك بعدما وقعت الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، في أيلول الماضي، على اتفاق «التطبيع الأسرلة» مع تل أبيب في واشنطن، بحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي فعالية رسمية في البيت الأبيض، كان على رأسها ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد اللـه بن زايد، ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، وقّع نتنياهو وابن زايد والزياني «اتفاق السلام» الذي أطلق عليه «الاتفاق الإبراهيمي».
وأتى افتتاح السفارة الإماراتية في «إسرائيل» بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد للإمارات، الشهر الماضي، وافتتاح سفارة «إسرائيلية» في أبو ظبي، وقنصلية لها في دبي.
وقال لبيد لوسائل إعلام إماراتية إن «التجارة الثنائية بين البلدين منذ أيلول زادت على 675.22 مليون دولار»، متعهداً «بمواصلة تعزيز العلاقات مع العالم العربي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن