عربي ودولي

هافانا تؤكد تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في تنظيم الاضطرابات … سورية: ندين التدخل الأميركي السافر بشؤون كوبا الهادف إلى زعزعة الاستقرار فيها

| وكالات

أدانت سورية، أمس، بأشد العبارات التدخل الأميركي السافر في شؤون كوبا الداخلية الهادف إلى زعزعة الاستقرار فيها وأعربت عن ثقتها بأن هافانا التي واجهت الحصار الأميركي الظالم ستتمكن من التغلب على الهجمة الجديدة التي تتعرض لها والحفاظ على سيادتها، على حين اتهم وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الولايات المتحدة بالتورط المباشر في تنظيم الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ الأحد الماضي.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات التدخل الأميركي السافر في شؤون كوبا الداخلية الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار فيها والنيل من الإنجازات التي حققها الشعب الكوبي، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
واعتبر المصدر أن الحصار الأميركي الجائر وسياسة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب اللامشروعة هما السبب الأساس للظروف الاقتصادية الصعبة والمعاناة المعيشية للمواطنين الكوبيين وعلى المجتمع الدولي التحرك لوضع حد لهذا الإرهاب الاقتصادي الذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق الإنسان.
وأضاف: إن الجمهورية العربية السورية إذ تعرب عن تضامنها الكامل مع كوبا الصديقة قيادة وحكومة وشعباً فإنها واثقة أن كوبا التي واجهت الحصار الأميركي الظالم منذ قرابة ستين عاماً ستتمكن من التغلب على الهجمة الجديدة التي تتعرض لها والحفاظ على سيادتها.
على خط مواز وجّه وزير الخارجية الكوبي اتهامات إلى الولايات المتحدة بالتورط المباشر في تنظيم الاحتجاجات والاضطرابات التي تعيشها كوبا منذ الأحد الماضي، وأكد أن «واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة عن الأحداث» موضحاً أنه شارك في تلك الأحداث من «يتلقون تمويلاً وإرشادات من الخارج، ومن يتنقل بسيارات تتمتع بصفة دبلوماسية، ويلتقون الدبلوماسيين الأميركيين».
وأكد الوزير الكوبي أن بلاده تتعرض لتأثيرات حرب غير تقليدية، تستخدم فيها شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لعمليات زعزعة الاستقرار في كوبا، موضحاً في هذا السياق، أن «واشنطن مولت حملة للترويج لأعمال الشغب في الجزيرة الكاريبية، من خلال تطبيق تويتر الذي مقره في كاليفورنيا».
ولفت رودريغيز إلى أن هذه الإستراتيجية «تتضمن دعوات للقيام بأعمال عنف ومهاجمة السلطات والاغتيالات وتعزيز تدفق الهجرة غير النظامية بين البلدين»، مشدداً على أن «هذه الأعمال يتم الترويج لها من حسابات مجموعات وشركات مقرها الولايات المتحدة، وممولة بأموال حكومية».
وكشف أن أحد الحسابات موجود في الخارج ونشر أكثر من ألف رسالة على «تويتر»، في كل من 10 و11 تموز الجاري، مضيفاً: إنه «من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والماكينة الإعلامية، سعت الولايات المتحدة إلى خلق الفوضى وعدم الاستقرار لكسر النظام الدستوري والإجماع الاجتماعي والانسجام الذي يعم الجزيرة الكاريبية».
ورفض وزير الخارجية الكوبي تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي عبر فيها الأخير عن قلقه بشأن الاضطرابات الأخيرة في كوبا من دون الإشارة إلى تأثير الحصار، مشيراً إلى أن «الرئيس الأميركي يمكنه تخفيف سياسة هذا الحصار تجاه الجزيرة بدلاً من إبقائه وسط تفشي جائحة كوفيد-19».
وقال: «يجب أن يستمع بايدن إلى مواطنيه الذين يتحدثون غالباً ضد الحصار وإمكانية السفر حول العالم»، ودعا رئيس البيت الأبيض إلى الاستماع إلى المجتمع الدولي الذي يرفض سياسة الحصار ضد كوبا.
واتهم الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، سابقاً، الولايات المتحدة، بـ«اتّباع سياسة خنق اقتصادي لإثارة اضطرابات اجتماعية» في الجزيرة و«تغيير النظام» فيها.
وسبق ذلك، دعوة دياز كانيل الثوريّين الكوبيّين إلى النزولِ إلى الشوارع لمواجهة «محاولات مدعومة من الخارج لزعزعة الاستقرار في كوبا».
واعتبر أن «الإجراءات المُتخَذة من جانب الولايات المتحدة الأميركية ضد هافانا هدفها خنق الاقتصاد لفتح البلاد أمام تدخلات أجنبية تنتهي بالتدخّل العسكري».
وأعلنت وزارة الداخلية الكوبية الثلاثاء الماضي أن التظاهرات والاضطرابات التي اندلعت نهار الأحد أسفرت في إحدى ضواحي العاصمة عن موت رجل «كان يشارك فيها».
وقالت الوزارة إنها «تأسف لموت هذا الشخص» في حيّ غوينيرا في ضاحية العاصمة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكوبية الرسمية.
وفي وقتٍ سابق من يوم الأحد، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان: إن «واشنطن تدعم حرية التعبير والتظاهر في جميع أنحاء كوبا».
يُذكر أن كوبا تخضع لحصار أميركي منذ ما يقارب 60 عاماً، الأمر الذي حال دون وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد رغم انتشار وباء «كورونا»، وهو ما أدى إلى تدهور في الأوضاع الاقتصادية في الفترة الأخيرة.
وكانت الحكومة الكوبية استنكرت دعوات موجَّهة من الخارج إلى إثارة الفوضى والعصيان المدني، والاستفادة من الوضع الصعب في الجزيرة الكاريبية نتيجة تفشي الوباء وتكثيف الحصار الأميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن