عربي ودولي

كوبا تعلن عن هجمات سيبرانية استهدفت موقع خارجيتها وبيونغ يانغ: نرفض محاولات التدخل في الشؤون السيادية لهافانا

| وكالات

أعلنت وزارة الخارجية الكوبية عن تعرّض موقعها على الإنترنت لهجمات سيبرانية من الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا منذ الـ11 من تموز، مع انطلاق مظاهرات الاحتجاج في البلاد.
وقالت الخارجية الكوبية على حسابها على تويتر «ندين هجمات DDoS السيبرانية التي تعرض لها موقعنا منذ 11 تموز»، مشيرةً إلى أن «هذا الهجوم يتمثّل في إرسال عدد كبير من البيانات الزائفة، مما يعطل الخوادم».
وأضافت الخارجية إن عناوين الـIP التي نفذ منها الهجوم موجودة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا، معترفة بأن ذلك قد يكون «تمويها» للمواقع الحقيقية التي انطلق منها الهجوم.
كما أشارت إلى أن موقع الخارجية الكوبية تعرض لهجوم من 34 عنواناً، أرسل كل واحد منها أكثر من 10 آلاف طلب في آن واحد، واعتبرت الخارجية أن ذلك «جزء من الحرب السيبرانية والمعلوماتية التي تم شنها ضد كوبا».
وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أكد أول من أمس أن الولايات المتحدة فشلت في محاولاتها لتدمير بلاده رغم إنفاقها مليارات الدولارات لتحقيق هذه الغاية.
بدورها أعلنت كوريا الديمقراطية أمس السبت رفضها جميع محاولات التدخل في الشؤون السيادية لكوبا مؤكدة أن الاحتجاجات التي شهدتها مناطق متفرقة في كوبا مؤخراً هي «نتيجة لتلاعب القوى الخارجية من وراء الكواليس».
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية عن وزارة الخارجية في بيونغ يانغ قولها في بيان إن «الاحتجاجات التي شهدتها كوبا في الآونة الأخيرة هي نتيجة تلاعب القوى الخارجية إلى جانب مخطط الحصار المستمر والجائر ضد كوبا» معربة عن تضامنها الكامل مع الحكومة والشعب الكوبي في مساعي الحفاظ على سيادة كوبا واستقلالها.
وكانت شبكات التواصل الاجتماعي وصفحات رئيسية لوسائل إعلام مهمة حول العالم قد وزعت عناوين حول فرار الرئيس السابق راؤول كاسترو إلى فنزويلا، استقالات للجنرالات، والاستيلاء على المدن والساحات العامة، واختطاف قادة شيوعيين، ووصولاً إلى مقتل عدد لا يحصى من الناس» من دون أدنى مؤشر من المصداقية أو الرجوع إلى مصادر موثوقة، على حين تستمر الآن الأخبار الكاذبة حول كوبا.
عليك فقط أن تقوم بجولة في العاصمة هافانا أو التواصل مع مصادر موثوقة في المحافظات الأخرى، لتكتشف أن العديد من الأخبار المتداولة في الفترة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى في وسائل الإعلام المهمة هو كاذب أو تم إخراجه من سياقه، بهدف زعزعة الاستقرار في الجزيرة الكاريبية التي تتميز بالأمن والأمان وأجواء من السلام التي قل نظيرها على مستوى العالم.
أخبار عديدة كاذبة أو بعيدة جداً عن المصداقية غزت وسائل التواصل والإعلام عبر العالم، وكيف لا وأن من يدير وسائل الإعلام الكبرى حول العالم هو من يقف في الجهة المقابلة وهو المتهم الأول من الجهات الرسمية الكوبية بمحاولات زعزعة الاستقرار في الجزيرة منذ انتصار الثورة فيها عام 1959؟
على الرغم من أن العديد من المتظاهرين الذين شاركوا في احتجاجات الشوارع في هافانا ومدن أخرى في البلاد دافعوا عن مطالبات مشروعة وهم في الأصل يعانون مصاعب الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تفاقمت في كوبا نتيجة لتكثيف الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي وتفشي مرض COVID-19 بشكل حاد، فإن التلاعب واستغلال هذه الاحتجاجات من المشغلين الخارجيين ساهم في خلق عنف بين المتظاهرين – ما دفع العديد منهم إلى الاعتداء على قوات حفظ النظام في البلاد.
حتى الرئيس ميغيل دياز كانيل نفسه اعترف علناً بشرعية المطالب، لكنه شجب التلاعب بها من أجل تنفيذ إجراءات معادية للثورة، التي لا تهدف إلى المطالبة بالإصلاحات أو تحسين الواقع المعيشي، بل إلى الإطاحة بحكومة الجزيرة وزعزعة الاستقرار فيها، بدعم وموافقة مموليها من الولايات المتحدة الأميركية.
كوبا التي تشهد في الآونة الأخيرة تفشياً غير مسبوق لفيروس كورونا تتعرض لحملة شرسة تستغل الوضع الراهن لاتهام الحكومة في البلاد بالتقصير في أداء واجباتها والتحريض على التظاهر ضدها حيث تسعى الحكومة الأميركية إلى خنق الاقتصاد لفتح البلاد على تدخّلاتٍ أجنبية تحت مسمى المساعدات الإنسانية، في سيناريو تسعى واشنطن إلى تطبيقه على هافانا، التي تخضع لحصارٍ أميركي منذ ما يقارب الستين عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن