عربي ودولي

بوتين عرض على بايدن تنسيق العمل حول أفغانستان … جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية وطالبان تؤكد بناء الثقة والحكومة تأمل في مرونة

| وكالات

انطلقت في العاصمة القطرية، الدوحة، أمس السبت جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية بين وفدي الحكومة برئاسة رئيس مجلس المصالحة الوطنية، عبد اللـه عبد الله، وحركة «طالبان» المتشددة برئاسة الملا عبد الغني برادار، في وقت تتجه أنظار العالم إلى أفغانستان حيث تواصل حركة «طالبان» المتشددة السيطرة على مناطق واسعة منها بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
يأتي ذلك على حين عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة جنيف، على نظيره الأميركي جو بايدن تنسيق العمل حول أفغانستان.
وقال الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم وردك، عبر «تويتر»: «بدأ الاجتماع الافتتاحي للمحادثات الأفغانية، في الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت قطر، بين وفد الإمارة الإسلامية برئاسة الملا عبد الغني برادار ووفد كابول بتلاوة القرآن الكريم».
وقال رئيس وفد حركة «طالبان» في محادثات السلام الأفغانية في الدوحة، الملا عبد الغني برادار، إن المفاوضات مع الحكومة مستمرة منذ نحو 10 أشهر، معتبراً أنها لم تُفض إلى تقدم ملموس كما كان متوقعاً.
وأكد برادار، في كلمته خلال انطلاق الجولة الجديدة من محادثات السلام في الدوحة، أمس: «المحادثات بين الأطراف الأفغانية مستمرة هنا منذ ما يقرب من عشرة أشهر حتى الآن، ولسوء الحظ، هناك بعض المشاكل ولا يوجد تقدم كما هو متوقع».
وأضاف: «لقد بذلت إمارة أفغانستان الإسلامية قصارى جهدها، الأمر الذي أدى إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات»، لافتاً إلى أنه «يجب أن ننهي انعدام الثقة ونعمل من أجل وحدة الشعب وتضامنه والوقوف بحزم ضد كل المحاولات التي تهدد سلامتنا الإقليمية ووحدتنا الوطنية».
وأضاف ممثل طالبان: «إذا كانت أمتنا تعيش في سلام فمن الضروري وجود نظام إسلامي قوي ومركزي ومستقل»، مؤكداً أن «إمارة أفغانستان الإسلامية لن تسمح بأي محاولة للنيل من وحدة أراضي بلادنا ووحدتها الوطنية».
بالمقابل، أكد عبد اللـه عبد الله، رئيس لجنة المصالحة الأفغانية رئيس الوفد الحكومي، أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة الأفغانية ويجب على جميع الأطراف بذل الجهود للتوصل إلى حل سياسي».
ونقلت قناة «طلوع» عن عبد اللـه قوله في كلمته خلال انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام في الدوحة، أمس، إن «الأفغان يمرون بأوقات عصيبة واشتباكات عنيفة جارية والضحايا هم الشعب».
وأضاف عبد الله: «اجتماعات شاملة عقدت بين ساسة وقادة من الحكومة الأفغانية قبل رحلة الدوحة وكانت جميعها تحمل رسالة واحدة، وهي أن مشكلة أفغانستان ليس لها حل عسكري»، مشيراً إلى أن «كل الجهود يجب أن تتركز على إنهاء الحرب وتحقيق تسوية سياسية والتخطيط لمستقبل مشترك للأفغان».
وتابع إنه «لتحقيق السلام، هناك حاجة إلى المرونة من الجانبين»، لافتاً إلى أن «الأفغان يريدون استمرار دعم العالم لعملية السلام… ما زالت أفغانستان بحاجة إلى إعادة الإعمار وتحتاج إلى علاقات بناءة مع المنطقة والعالم».
وتأتي هذه الجولة من المحادثات الأفغانية في وقت حرج تتجه فيه الأنظار الدولية إلى أفغانستان في ظل سيطرة حركة «طالبان» على مناطق كثيرة من البلاد وتصاعد وتيرة العنف، والمواجهات الدامية بين القوات الحكومية ومسلحي حركة «طالبان» الأفغانية، إذ تعثرت المفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.
كما يأتي هذا التصعيد متزامناً مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان؛ بينما أعلنت طالبان مؤخراً سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، إضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان ونقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.
ووفقا لصحيفة «كوميرسانت»، اقترح الرئيس الروسي عبر نظيره الأميركي استخدام القواعد العسكرية الروسية في طاجيكستان وقرغيزستان لمراقبة الوضع في أفغانستان، بهدف تبادل المعلومات التي يتم الحصول عليها عبر الدرونات في القواعد الروسية.
وذكر مصدر مطلع للصحيفة، أن الأميركيين لم يردوا حتى الآن على العرض الروسي وأكد أن واشنطن كانت ستقبل حتماً مثل هذا الاقتراح، لو أنها لم تكن تهدف لتحقيق مهام أخرى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد، امتنع عن التعليق على هذا الموضوع، وذكرت أنه كذلك لا يوجد تأكيد لهذه المعلومات من الكرملين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن