الأولى

المحروقات تفرمل حركة السير وتغير نمط حياة الحلبيين

حلب – الوطن :

تراجعت حركة السير في حلب بنحو 95 بالمئة بسبب فقدان مادتي المازوت والبنزين جراء حصار المدينة الجائر، الذي دخل يومه الـ12 واستنزف كل معروض محطات الوقود ومعظم احتياطي السوق السوداء التي وصل فيها سعر المازوت أمس إلى 600 ليرة والبنزين إلى 800 ليرة لليتر الواحد.
وانعكس الحصار من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وشح المحروقات، على تخديم السكان وتغيير نمط حياتهم بتراجع أعداد باصات النقل الداخلي والحكومية بمقدار النصف وأعداد السرافيس إلى أكثر من 75 بالمئة، وليتأخر الموظفون عن دوامهم وطلاب المدارس عن حصصهم الدراسية في الوقت الذي توقف فيه سير سيارات التكسي بشكل شبه كامل «لأن بيع ما لدي من البنزين يدر ربحاً أكبر من العمل على السيارة»، وفق قول أحد السائقين لـ«الوطن».
وأقبل السكان على شراء الحطب لمؤونة الشتاء بدل المازوت تحسباً لعدم توافر المادة وليرتفع سعره إلى 100 ليرة للكيلو الواحد، ويخشى معظمهم من توقف حركة السير نهائياً قريباً، وما يفرضه ذلك على حياتهم وأشغالهم، وتحسب الكثير منهم للأمر وراح يقضي حاجاته بما فيها الذهاب للدوام مشياً على الأقدام، لكن أمطار وبرد الشتاء قد تعرقل التدابير الاحترازية راهناً.
ولا يعرف بالضبط حجم المخزون الاحتياطي من البنزين والمازوت في المدينة مع تردد إشاعات عن استنفاد قسط لا بأس به منه والمخزن في خزانات محطات الوقود الاحتياطية وخزانات جامعة حلب التي لم تحتط للأزمة فلم يجر تعبئتها بالكامل تحسباً لأي حصار.
ويعبر مواطنون تحدثوا لـ«الوطن» عن هواجسهم من شراء أصحاب مولدات الأمبيرات لمعظم معروض السوق السوداء من مادة المازوت لغرض الإنارة لما له من انعكاسات سلبية خطيرة على حياة المدينة وعمل قطاعاتها الخدمية وفي مقدمتها المشافي العامة والخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن