الأولى

«الوطن» في مـراسـم أداء القســم الـدســتوري … تنظيم يعكس هيبة الدولة المنتصرة

| الوطن

كل من حضر حفل أداء القسم الدستوري يوم أمس في قصر الشعب، لاحظ التنظيم الرائع لمراسم الاستقبال التي بدأت بتجميع الضيوف في أماكن محددة بدمشق، ونقلهم في باصات فخمة ومكيفة إلى داخل القصر، حيث تم تسليمهم كتيب صغير أنيق للغاية يشرح تفاصيل حفل أداء القسم وتوقيته ومكان جلوس الضيف.
الكتيب الذي جرى توزيعه على الضيوف حمل عبارات ترحيب ارتقت لمستوى المناسبة وجاء فيها: «ذات يوم، سيقول التاريخ: إن سنابل القمح الطرية كانت أقوى من لهيب المحتلّين، وإن الحارات والأزقة الجميلة كانت أوسع من كل الدنيا، وإن الورود على شرفات المنازل في وطني أجمل من كل بقاع الأرض.
ستقول الحكاية: إن زيتونة نبتت في زمن الحرب فأعطت قنطاراً من الخير والبركة، وإن مدرسة سقطت شبابيكها فكتب طلابُها بالطبشور قصائد للنصر والتحرير والمستقبل، وإن مدينة كادت تسقط حجارتها فأمسك أبناؤها أبواب التحدي بسواعد لا تعرف الهزيمة.
ستقول صفحات الكتب: إن في بلادي شعباً مُنتجاً لا يعرف اليأس طريقاً إلى قلبه، في بلادي رجال ونساء يرسمون دروبهم بألوان من عطاء واجتهاد سيقول التاريخ بلسان صريح: إن سورية لم تنكسر، وإن النفوس الأبية لا ترى إلا الكرامة.
وهناك على كتف الوطن سنضيء معاً سبع سنوات من مستقبل سورية، سنفتتح سوية كتاباً من العزيمة والإرادة للأيام القادمة.
اليوم، تدخلون قصر الشعب ومعكم حكاياتكم كأنها نجمة على صدر الزمن، تواجهون بها قساوة الحرب فينهزم الألم وينتصر الفرح والأمل ومن ممر الفخر والشرف تسيرون نحو قاعة مكللة أبوابها بالغار، تتسع لأبناء الوطن، وفيها يلتقي الجميع تحت سقف القسم، يؤديه رئيس الجمهورية العربية السورية أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب السوري وأمامكم، يعاهدكم ويُعاهد كل السوريين بما يمليه دستورنا الذي كتبنا حروفه قبل تسع سنوات، يشاهده معكم بقية أبناء الوطن الذين كنا نتمنى أن يتسع لهم جميعاً هذا المكان.
أهلاً بكم صنّاع النصر والشرف من ضباط الجيش العربي السوري.. أهلاً بعائلات الشهداء مصنع الرجولة والإباء.. أهلاً بجرحانا رجال الشمس والتحرير.
أهلاً بجنود الحياة والشفاء، أطباء وممرضين واجهوا وباء كورونا بشجاعة ومسؤولية وإنسانية لا حدود لها.. مرحباً بإعلاميين يكتبون بحروفٍ من حقيقة، وينطقون بصوتٍ من واقع ومسؤولية، وبكتّابٍ وأدباء يصنعون المعرفة، مرحباً بفنانين أبدعوا بفنّهم فنالوا عميق محبة الجمهور لهم.
نتشرف بحضور المتفوقين، وبالكوادر العلمية التي تعطي بسخاء بالرياضيين تتوِّجُ الميداليات أعناقهم بممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية، بالحرفيين والصناعيين، برجال الدين، وشخصيات نالت وسام الاستحقاق السوري.
نتشرف بأعضاء الحكومة، والقيادة المركزية لحزب البعث، وأمناء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وأعضاء اللجنة الدستورية العليا، وأعضاء اللجنة القضائية العليا للانتخابات، ورؤساء النقابات والمنظمات، ومرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية 2021، ورؤساء مجلس شعب سابقين، ورؤساء حكومات سابقين، أهلاً بكم، أهلاً بكلّ سورية في قصر الشعب».
في قصر الشعب كان هناك استراحة، حيث تم تقديم المرطبات والمشروبات الساخنة، وقبل أن يتوجه المدعوون بترتيب عالٍ وبمجموعات صغيرة إلى داخل القاعة العملاقة التي تم تصميمها وفرشها بحيث تستقبل أكبر عدد ممكن من الضيوف، مع الأخذ بعين الاعتبار -قدر المستطاع- مسألة التباعد الاجتماعي حيث يلغ عدد المدعوين يوم أمس ٨٢٥ ضيفاً، بدلاً من ١٢٥٠ حضروا مراسم أداء قسم عام ٢٠١٤.
وفي طريقهم إلى القاعة الرئيسة شاهد المدعوون الفرقة السمفونية السورية التي كانت تعزف الأغاني الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، في بهو قصر الشعب فيما كانت موسيقى استعراض الجيش من تأليف الموسيقار سعد الحسيني، وموسيقى الدخول من تأليف الموسيقار طاهر مامللي.
دخل الضيوف إلى القاعة برفقة موظفي المراسم في رئاسة الجمهورية، حيث تم إيصال كل ضيف إلى مكان جلوسه، كما هو محدد مسبقاً، لتبدأ مراسم أداء القسم الدستوري حيث قام كل من المقدم محمود صالح، والنقيب أحمد مرهج من الحرس الجمهوري بوضع القرآن الكريم ودستور الجمهورية العربية السورية على القاعدة المخصصة لهما عند المنصة.
وبدأ بعدها الضيوف ومن خلال شاشتين عملاقتين داخل القاعة أخفاهما نسر الجمهورية العربية السورية بمتابعة لحظات وصول السيد الرئيس بشار الأسد إلى قصر الشعب، حيث عزفت فرقة موسيقى الجيش والشرطة النشيد العربي السوري، ثم استعرض السيد الرئيس ثلة من حرس الشرف وتشكيلات من قوات الجيش العربي السوري البرية والبحرية والجوية.
وعند دخوله القاعة استُقبل الرئيس الأسد بتصفيق حار، وبدأت المراسم كما كان مخططاً لها بالترتيب، وعقب أدائه القسم بدأ سيادته بإلقاء الخطاب، وكان لافتاً وجود أساتذة السيد الرئيس عندما كان طالباً، حيث خص المعلمين بالتحية، فجاء الرد من وسط القاعة من معلمة نهضت وقالت لسيادته: إنه لشرف كبير لها أنها كانت من بين معلميه، فأجاب سيادته: الشرف لي.
وعند انتهاء خطاب القسم، غادر سيادته القاعة ترافقه سيدة سورية الأولى السيدة أسماء، وخرج من بعده الضيوف الذين حصلوا على هدية تذكارية من رئاسة الجمهورية عبارة عن درع يخلد هذه الذكرى واللحظة التاريخية.
ولم يخفِ الضيوف مشاعرهم تجاه دقة التنظيم وفخامة المراسم، ليشيدوا بالحفل الذي عكس بامتياز هيبة الدولة السورية، متمثلة بمكانة مؤسسة رئاسة الجمهورية، دولة انتصرت على كل من حاول تدميرها فأخفق نتيجة صمود شعبها وقائدها.

نسخة القرآن الكريم

أقسم السيد الرئيس بشار الأسد واضعاً يده على واحدةٍ من أقدم نسخ القرآن الكريم في سورية، تمّ نسخها بخط اليد عام 1194هـ من قبل إمام وخطيب جامع القدم، الشيخ صالح بن حسين بن عبد القادر التقي الكفرسوسي، وقد اعتمد في ضبطه على قراءة الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري، وهو أحد القراء السبعة ومن أئمة الفقه والأدب.
وخلال مراسم أداء القسم الدستوري قام كل من المقدم محمود صالح، والنقيب أحمد مرهج من الحرس الجمهوري بوضع القرآن الكريم ودستور الجمهورية العربية السورية على القاعدة المخصصة لهما عند المنصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن