رياضة

عظمة الأهلي

| محمود قرقورا

لم يكن مفاجئاً تتويج الأهلي المصري بلقب دوري أبطال إفريقيا أمس الأول على حساب نادي كايزر شيفس الجنوب إفريقي بثلاثة أهداف دون مقابل في المباراة التي جرت بينهما على أرضية ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء.
اللقب هو العاشر لكبير مصر وفخر العرب والثامن خلال الألفية الثالثة، ما يقطع الشك باليقين حول العظمة اللامتناهية لممثل القاهرة الكبير الذي تنازع مع جاره الزمالك على لقب نادي القرن العشرين، ولكن لا أحد يتجرأ على مقارنته بأحد عندما يقتصر الحديث على القرن الحالي.
تحقيقه بطولة الدوري المصري 42 مرة مقابل 12 مرة للزمالك يؤكد الهوة التي تتسع بين الغريمين التقليديين.
حمله لقب كأس مصر 37 مرة مقابل 27 مرة للزمالك يؤكد الفجوة التي من الصعب جداً ترميمها على المدى المنظور.
مسابقة كأس السوبر المصرية حملها إحدى عشرة مرة مقابل أربع مرات للزمالك دليل إضافي على التفاوت الملحوظ بين الناديين.
التنافس بين قطبي القاهرة يخرج عن إطار اللباقة وهذا تجلى في تهنئة نادي الزمالك ثم سحب التهنئة رداً على تصرفات صبيانية من جانب الأهلي، فاضطر مجلس إدارة النادي الأحمر لتقديم اعتذار لمجلس إدارة النادي الأبيض، ما يؤكد أن العداوة أزلية بين الناديين وبروتوكولات التهنئة لا تخفي القلوب الممتلئة حقداً.
كثيراً ما تحدثنا عن أن الإدارات الناجحة المتعاقبة على النادي الأهلي سر خطير بل أهم أسرار التفوق على مر العصور، على حين يعيش الزمالك تخبطاً إدارياً بين الحين والآخر، بل إن الإدارة هي التي تتبنى نظرية المؤامرة وتحاول إيصال ذلك إلى جماهيرها التي تدفع الثمن برؤية الأهلي يحلق، وناديها يكتفي بدور المتفرج مع هبات ساخنة نادراً وباردة مرات.
لا جدال أن لقب نادي القرن العشرين موضع جدل والحديث عن حالة ظلم أحيقت بالزمالك أمر وارد من منطلق أنه كان زعيماً للقارة مع انتهاء القرن العشرين، ولكن النوم في عسل إنجازات الماضي لا يكفي، فاعتبر الأهلي لقب نادي القرن بداية للانطلاق في الوقت الذي نام فيه الزمالك وكأن الحديث عن نادي القرن العشرين نقطة تحول خطيرة في مسار الناديين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن