رياضة

النادي الاجتماعي السوري «الفتوة» … الرواية الكاملة – الجزء الثالث

| شادي علوش

رغم أنها لم تكن من أولوياته، إلا أن الرياضة أخذت حيزاً واسعا من اهتمامات مازن العاني «الشاب».
كان ذلك مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ومن خلال فريق «النجمة» الشهير للأحياء الشعبية، وهو الفريق الذي كان صانعاً حقيقياً لنجوم أندية دير الزور..
من هناك كانت الانطلاقة وعلى يد المدرب الخبير جورج قسطنطين كان الاستكشاف.. وإلى جانب مجموعة من النجوم من بينهم محمود حبش وعزيز ياسين وحسام اليوسف وأحمد عاروض وغيرهم بدأ المشوار..
في بداية عام ١٩٨٤ شهدت تشكيلة شباب الفتوة الظهور الأول للعاني لاعباً.. وحمل شارة القيادة لجيل لن يتكرر من نجوم أزرق الدير أمثال جهاد مطر وبشار ميخا ومحمد اليونس ومهند السالم وعامر كويدر وعزيز ياسين وأحمد عاروض وغيرهم.
بعد عام واحد شارك العاني بفريق فئة الرديف وهي الفئة التي أحدثها اتحاد كرة القدم السوري نهاية عام ١٩٨٥ وأحدث لها دورياً خاصاً بها شارك به العاني قبل أن ينتقل لفريق الرجال ويشارك معه منذ عام ١٩٨٦ ولغاية عام ١٩٩١.. وليشهد بذلك كل إنجازات الأزرق الكروية رغم اهتمامه بدراسته أولاً ولعنة الإصابات التي لاحقته.
وهنا قرر العاني الابتعاد عن كرة القدم في سن مبكرة، ولكن الرياضة بقيت في باله.
عند اندلاع الأزمة واستقرار أندية دير الزور في دمشق عاد اسم العاني ليطرق المسامع رياضياً.. من خلال دعمه لأندية دير الزور فكانت المساعدات المادية متوافرة بشكل مستمر لكل أندية المحافظة «الفتوة واليقظة والميادين وحطلة».. بالإضافة لرعايته للعديد من الأبطال والمواهب الديرية في الألعاب الفردية وتخصيص رواتب دورية لهم.
كل هذا الدعم المستمر كان قبل الدخول الفعلي في أجواء الرياضة.. من خلال الرئاسة الفخرية لنادي الفتوة الرياضي والفعلية للنادي الاجتماعي حيث تحمل هذا الرجل النسبة العظمى من صرفيات النادي والتي حققت رقما ماليا غير مسبوق أكسب العاني محبة جماهيرية منقطعة النظير ومطالبات مستمرة بوجوده في النادي دائماً.

المنجزات والمستقبل

في جميع الأجزاء الماضية تحدثنا بإسهاب عن جميع المنجزات الاجتماعية التي قام بها المهندس مازن العاني والتي تم اعتبار أغلبيتها بمنزلة الاستثناءات سواء في الطريقة أو بحكم النتيجة.. وها هو منذ أيام يعلن استمرار جميع ما تم البدء به والعمل عليه لسنوات طوال سواء لجهة النادي الاجتماعي أو لجهة الحملات الإنسانية المتكررة.
لقد أنجز هذا الرجل حالة مجتمعية معينة في مدينته أولاً.. ولمواطنيها في أمكنة أخرى ثانياً.
الأرقام المالية والوثائق الموجودة لدى النادي الاجتماعي وحملة «لا تقطع المعروف» تشكل دليلاً دامغاً على عمل خير مستمر.. لم يكن كلاماً أو وعوداً بقدر ما هو فعلاً واقعاً على الأرض ملموس للمئات من العوائل التي أصبح الترابط وثيقا جداً ما بينها وبين هذا الرجل والمؤسسات التي يمثلها.
ولكن ماذا عن المستقبل كنظرة يقدمها العاني لأهل مدينته أولا ولكل فاعلي الخير والمعروف ثانياً.
في الكثير من اللقاءات التلفزيونية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان العاني يؤكد أنه كشخص موجود لخدمة أبناء محافظته.. ويسمي ذلك «واجباً أخلاقياً».
وفي العديد من الأحاديث الجانبية يؤكد العاني أن مجموعة من محبي الخير يتواصلون معه بشكل مطرد لتقديم العون للعوائل الأشد فقراً مع اختلاف مفردات وتوجهات تلك الإعانات.

في النظرة للمستقبل يقول العاني:

لأهل مدينتنا علينا حق أمام الله.. هو واجب إنساني وأخلاقي لا نرتجي منه سوى عمل الخير والمعروف.. وأنا من موقعي هنا وبما أمثله أدعو كل يد قادرة أن تتجه نحو العمل الإنساني.. أهلنا يستحقون.. ونحن معهم.. مقدار السعادة لا يوصف حين تجد أنك قادر على مساعدة كريم.. وأنا سميتهم كراماً.. لأنك في هذه الحالة تستشعر مدى أن تجعل شخصاً ما مرتاح البال.. الدعوات بالتوفيق تكفيني.. وهذا ربما أكثر ما أردت الوصول إليه اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن