اقتصاد

صناعيون وتجار: مرحلة عمل جديدة تبدأ والخطاب بوصلة لإيجاد الحلول للحصار الاقتصادي الخانق

| هناء غانم

التقت «الوطن» بعدد من الصناعيين والتجار الذين تحدثوا حول خطاب القسم فيما يتعلق بالمرحلة القادمة.
حيث أكد أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس القطاع الكيميائي محمد أكرم الحلاق أن خطاب القسم كان تاريخياً في هذه المرحلة فهو يشكل البوصلة الاقتصادية للمرحلة القادمة ولا يوجد أدنى شك أنه لولا دماء شهداء الجيش العربي السوري لما وصلنا إلى حالة من الأمان ودحر الإرهاب، فهي القاعدة المتينة التي نقف اليوم عليها، إضافة إلى تكاتف الشعب بجانب الجيش وصمود الصناعيين السورين الذين لم يغادروا بل قرروا البقاء وكانوا أحد أهم ركائز الاستقرار الاقتصادي الذي كان سائداً ولا يزال.. وأضاف الحلاق: إن النقاط التي طرحها السيد الرئيس في خطاب القسم هي كما قلنا البوصلة لإيجاد الحلول للحصار الاقتصادي الخانق كما تشكل الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة للخروج من مرحلة ما بعد الأزمة، مؤكداً إننا كلنا ثقة بأن السيد الرئيس ومن خلال هذه الرؤية البصيرة والنيرة لديه القدرة على ابتكار الأساليب التي تمكننا من تخطي هذه المرحلة القاسية التي نمر بها، ورغم كل الضغوطات التي نمر بها إلا أن مواردنا موجودة ووارداتنا موجودة أيضاً، وتضحياتنا التي قدمناها سابقاً ما زلنا مستعدين لتقديمها كقطاع اقتصادي لأن البلد بلدنا وهو أمن لنا الاستقرار لكي نبقى نعمل وبثبات في مصانعنا والاستفادة من مواردنا المتاحة وتخفيض تكاليف إنتاجنا كل هذه الأمور بالنسبة لنا هي نقطة الدعم الرئيسي لصمودنا في المرحلة القادمة.
الحلاق أضاف إنه لاشك أن العالم اليوم يتغير، وكلنا ثقة برؤية السيد الرئيس الأسد بأن هذه التغيرات التي تحدث بالعالم ستنعكس على مصلحة البلد، مبيناً أن من قاد البلاد خلال عشر سنوات من الحرب الظالمة على سورية بالتأكيد قادر على إعادة البناء والإعمار ودعم الاقتصاد الوطني وخاصة أن اقتصادنا غني بالموارد الزراعية والسياحية والتجارية والخدمية والبشرية التي أصرت على الصمود لنجاح الاقتصاد الوطني ابتداء من المشاريع المتناهية الصغر إلى الصغيرة والمتوسطة وصولاً إلى المشاريع الكبيرة، مشيراً إلى أن قانون الاستثمار الذي صدر مؤخراً هو البوصلة للاستثمار وداعم لجلب الاستثمارات وبالتأكيد بهمة وحكمة سيد الوطن سنجتاز المرحلة القادمة التي هي مرحلة الصمود ومرحلة التأكيد وتثبيت النصر بإذن اللـه، ونحن كقطاع صناعي سنبقى جنوداً أوفياء في هذه المعركة التي يقودها السيد الرئيس وبالتأكيد لا يمكن لأي أزمة أن تستمر وستعود المصانع والمعامل كلها للعمل وسيتم تأمين كل المستلزمات من محروقات وغيرها ما دام الأمل موجوداً وسيتحقق بالعمل كما هو شعار السيد الرئيس لحملته الانتخابية «الأمل بالعمل» واستمرار العمل واستمرار النجاح للوصول إلى أهدافنا وما نأمله كل التوفيق للسيد الرئيس لقيادة البلد إلى بر الأمان.
ياسر كريم عضو في غرفة تجارة دمشق قال: في البداية لابد أن نبارك لسورية بعهد جديد وخطاب القسم يبشر بانتهاء الأزمة ونأمل أن نحقق النصر الاقتصادي كما حققنا النصر العسكري وخاصة أن سورية اليوم بحاجة إلى تطوير الاقتصاد بل إلى بناء اقتصاد جديد وأن يكون هناك حكومة اقتصادية جديدة تدير الأمور بأشخاص اقتصاديين كفوئين لهم خبراتهم لينقلوا سورية إلى مصاف الدول الاقتصادية الصحيحة، لافتاً إلى أن اقتصادنا اليوم للأسف قريب من مرحلة الخطر لذلك نحن بحاجة إلى أشخاص مختلفين وبحاجة إلى خطط صحيحة وواعية مدروسة تبنى عليها صناعة حديثة وتجارة عالمية ويجب ألا نستمر بالأعمال الترقيعية للاقتصاد ويجب أن يكون هناك رؤى واضحة لجلب الاستثمارات الصحيحة وإعادة الرأسمالات التي خرجت من سورية خلال الحرب.
كريم أكد أن موضوع الطاقة هو العامل الرئيس والمحرك للاقتصاد كذلك يجب أن تكون القوانين واضحة وصريحة لأن القوانين الحالية لا تساعد على الاستثمار الصحيح، مؤكداً أن القوانين الضريبية يجب أن تكون واضحة لإلغاء أزمة عدم الثقة بين الحكومة والتجار والصناعيين والتي هي موجودة لذلك لابد من تصحيح المسار وإصدار قوانين لحل المشاكل القانونية لدى التجار والصناعيين وإصدار قانون عفو للاقتصاد لعودة التجارة من جديد وحل المشاكل للبدء بمرحلة جديدة وأن يؤخذ برأي أصحاب الفكر والرأي واستبعاد الأشخاص الذين كانوا أصحاب قرار لكنهم غير كفوئين لذلك وصل الاقتصاد إلى مرحلة سيئة جداً والمرحلة القادمة تتطلب رؤية جديدة تنطلق من خطاب القسم الذي يحمل الأمل بالعمل.
الصناعي عاطف طيفور قال مبارك لسورية قائد بحجم وطن، جميع المراهنات سقطت وبقي الوطن والدكتور بشار الأسد، أقسم من جانبه بالصيغة القانونية والدستورية على حماية وتحقيق أهداف الوطن والأمة. ويبقى في عهدة كل مواطن وكل شخص بمكانه وإمكانياته وموقعه أن يقسم اليوم بداخله وأمام عائلته والمجتمع، أن يحترم دستور هذا البلد والقانون ويكون مسؤولاً أمام الوطن والمواطن ورديفاً للدولة وقيادتها.
الدولة السورية والقيادة لا تنتظر الانتخابات أو خطاب القسم لإطلاق برنامج، وإنما تسير بمخطط وتوجه عام منذ سنوات عبر العمل المؤسساتي والقانون والدستور، ويتوسع ويتطور وفق مسار مبرمج، وكلمات هذا القسم تأكيد وتوسع على هذا المخطط والتوجه والمسار.. مؤكداً أننا قادرون على تجاوز الأزمة الاقتصادية بعيداً عن المبالغة، وهذا ليس إيماناً بالوهم، وإنما بالحقائق. فالاستثمار صامد ومنتج تحت أقسى الظروف والقصف والحصار، ويتوسع في كل القطاعات وأهمها الاستثمارات القائمة التي تتجاوز 2000 منشأة، وقيد الإنشاء اليوم والتي تتجاوز 3000 منشأة، وهذه الأرقام للمدن الصناعية فقط وبعيداً عن المناطق الصناعية والحرفية، والاستثمارات التي وسعت أعمالها والتي تعكس تصميم وإرادة أصحابها ووطنيتهم، وهذه الأرقام تدل على إمكانية الاستثمار. لذلك لابد من العمل على توسعة الاستثمارات ورفع نسبة الإنتاج والتي بالعلم تسمى ألف باء الاقتصاد، والإسراع بتمنية هذه الاستثمارات لتنمية الاقتصاد والوضع المعيشي العام.
طيفور أضاف: إن الأمور ليست بخير مطلق وليست سيئة بشكل مطلق كما أنها ليست مستحيلة، وهذا مرتبط بقراءة الواقع الصحيح والمشاركة الجماعية الواسعة.. وأحد أهم العوائق هي الأموال المجمدة بالمصارف اللبنانية والتي تقدر بعشرات المليارات ويليه الحصار الذي سبب اختناقات ويليه الإجراءات والقوانين ومكافحة الفساد.. والتأكيد على عنوان المرحلة القادمة وهو زيادة الإنتاج، ودور الدولة بدعم الإنتاج في كل القطاعات الصناعية والسياحية والاستثمارية وأهمها القطاع الزراعي ولمختلف الشرائح، وذلك من خلال تطوير بيئة الاستثمار، وتعديل وتحديث القوانين.. والتركيز على الاستثمار بالطاقة البديلة بالمرحلة القادمة لحل مشكلة الكهرباء، وهي الأولوية لدعم الاستثمارات والحياة اليومية.
طيفور أضاف: إن خطاب القسم شخص الداء لإيجاد الدواء لكل زمان ومكان ومشكلة، وهذا التحليل هو صمام الأمان للمستقبل.. مع الإشارة إلى أهمية دعوة الجميع لحضن الوطن، لتحرير كامل الأراضي السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن