سورية

تسعى لإضعاف أكبر تنظيم تابع له عبر ابتلاع مكوناته … محاولات لميليشيات موالية للنظام التركي التمرد عليه

| الوطن – وكالات

تعمل تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة موالية للنظام التركي، ومنضوية تحت ما يسمى «الجيش الوطني» على تشكيل جسم جديد، تحت مسمى «تحالفات عسكرية وأمنية جديدة» في شمال سورية.
ورأى مراقبون ومتابعون لتطورات الأوضاع في المناطق التي يحتلها النظام التركي في شمال غرب سورية لـ«الوطن»، أن ما تقوم به تلك التنظيمات والميليشيات، قد يتضمن محاولة تمرد على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وإضعاف «الجيش الوطني» الذي شكله من مرتزقته ويعتبر أكبر ميليشيات في شمال غرب سورية تأتمر بأوامره.
وتحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن اجتماعات شبه يومية تحصل لمتزعمي تلك التنظيمات والميليشيات، تحت مظلة ما يسمى غرفة القيادة الموحدة «عزم»، التي أعلن عن تشكيلها الخميس الماضي من قبل ميليشيات «الجبهة الشامية» ونظيرتها «فرقة السلطان مراد» المواليتين للنظام التركي وفي الوقت نفسه هما منضويتان في «الجيش الوطني».
وأوضحت المواقع، أن الجهات القائمة على «عزم» تسعى إلى خلق «جسم» يجمع معظم التنظيمات والميليشيات المنضوية في «الجيش الوطني»، بهدف «التنسيق على مستوى عالٍ بالملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية».
واعتبر بعض هؤلاء المراقبين والمتابعين، أن تشكيل «عزم»، يأتي كمحاولة من «الشامية» و«السلطان مراد» لابتلاع بقية التنظيمات والميليشيات الأخرى المنضوية في «الجيش الوطني» والتغلب عليها.
وبدأت «عزم» أول أعمالها بتنفيذ حملة مداهمة في مدينتي إعزاز وعفرين المحتلتين من قبل النظام التركي، ضد بعض من تسميهم «مطلوبين للقضاء»، وتجار ومروجي المخدرات، وتم على إثرها اعتقال 22 شخصاً، ومصادرة كميات من الأسلحة والمواد المخدرة.
وذكرت المواقع، أن قيادة «عزم» أرادت توجيه رسائل داخلية وخارجية عبر حملة الدهم، وخاصة للنظام التركي الذي يبحث عن حلول لضبط حالة الفلتان الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني»، وبدا ذلك من خلال حشود المسلحين الضخمة التي شاركت في الحملة، والتي وصفت بأنها استعراضية، لكون العدد القليل من «المطلوبين» لا يحتاج إلى مئات المسلحين وعشرات الآليات والرشاشات المتوسطة لإلقاء القبض عليهم.
وذكر مصدر في «عزم»، حسب المواقع أن «غرفة القيادة الموحدة» تجري مباحثات مع قادة عدة تنظيمات وميليشيات في «الجيش الوطني» للانخراط ضمن «الغرفة» وتنسيق الأعمال العسكرية والأمنية ضمنها، موضحاً أن المباحثات والاجتماعات شملت «أحرار الشرقية»، و«جيش الشرقية»، و«الفرقة الأولى»، و«جيش الإسلام»، وأن المباحثات تشمل بناء «تحالف» ضمن الغرفة، يتم من خلاله التنسيق في الملفات الأمنية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية، لكن المصدر أكد عدم التوصل إلى نتائج نهائية.
ووفق المواقع، تشير المعلومات إلى أن مشروع «القيادة الموحدة» خلق تجاذبات بين بعض التنظيمات والميليشيات في «الجيش الوطني»، ومن الدلالات على ذلك، إحجام ما تسمى «إدارة التوجيه المعنوي» عن ذكر أي شيء يتعلق بـ«الغرفة» الجديدة، رغم أن الإدارة تنشط في متابعة أخبار «الجيش الوطني» بمختلف تنظيماته وميليشياته، ونشرها على الحسابات التابعة لها.
في غضون ذلك، قال «مزمجر الشام»، وهو حساب على موقع «تويتر» يتابع أخبار التنظيمات الإرهابية في سورية، إن خصوم «الجبهة الشامية» يتهمونها بالسعي للتغلب، ويستدلون على هذا باللقاءات المكثفة بين متزعمي ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له، و«الشامية» مؤخراً.
وأشار «مزمجر الشام»، إلى تردد شائعات عن دخول المئات من مسلحي «تحرير الشام» إلى مناطق شمال حلب الخاضعة للاحتلال التركي تحت مظلة «الجبهة الشامية»، وأن «الشامية» ستسعى للتغلب في الشمال السوري تحت شعار «محاربة الفساد والفلتان الأمني».
من جهتها، بينت مصادر إعلامية، أن «تحرير الشام» أرسلت 200 مسلح مدربين على حرب التنظيمات وابتلاعها إلى «الشامية»، من أجل مساندتها بمشروع التغلب الذي تخطط له.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن