رياضة

كرة المجد تبحث عن العودة إلى الأضواء بشروط … رمضان: الاحتراف لم يأتِ بالفائدة المرجوة وقانونه بحاجة إلى تعديل الكثير من بنوده

| ناصر النجار

صلاح الدين رمضان قيادي رياضي بارز ولد من رحم كرة القدم لاعباً ثم أصبح مدرباً وتحول بعدها إلى العمل الإداري متدرجاً بالمناصب من رئيس لنادي المجد إلى رئاسة اللجنة التنفيذية بدمشق ثم أصبح عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام ورئيساً لاتحاد كرة القدم.

وقبل أقل من عام عاد لرئاسة المجد مرة أخرى بتشكيل الإدارة الجديدة.

يقول رمضان: من المعيب أن يكون ناد عريق باسم دمشق الأهلي (المجد) بين أندية الظل ويجب أن يعود إلى مكانه الأصلي والحقيقي بين الكبار.

عندما عاد إلى نادي المجد لم تكن الأمور تسير بطريقها الصحيح، لذلك وضع خطة وإستراتيجية عمل لتحقيق العودة بشروط موضوعية.

ما الخطة التي وضعها رمضان لنادي المجد؟ وكيف ينظر إلى الكرة السورية والدوري بشكل عام؟

التفاصيل في اللقاء الحصري التالي لـ«الوطن».

مستنقع

• نادي المجد فشل لموسمين سابقين في العودة إلى الدرجة الممتازة، هل من سبب وجيه لذلك، أم إنه التنافس المشروع؟

نادي المجد ناد عريق، اسمه كبير، مستمد عراقته من تاريخه الكبير بدءاً من دمشق الأهلي وهو ظهوره الأول وقد اقترب عمره الفعلي من المئة سنة، وله صولات وجولات وبطولات ومشاركات خارجية، ودعم الكرة السورية ورفدها بلاعبين كبار لهم تاريخهم وإنجازاتهم وبكوادر فنية وإدارية مشهود لها.

لكن للأسف استلمت النادي وهو (خرابة) وكأنه في مستنقع، فكل أموره الفنية والإدارية والمالية في أسوأ أحواله، حتى القواعد صارت في خبر كان بعد أن كانت قواعد كرة نادي المجد بخير وتنافس على البطولات وترفد الكرة السورية بالمواهب على مدى العقود السابقة.

من أجل هذا فإننا نعتقد أن سوء إدارة العمل في نادي المجد كان أحد أسباب بقاء النادي في دوري الدرجة الأولى وعدم تمكنه من العودة إلى الأضواء في الموسمين الماضيين.

• ما الخطة لبناء فريق قوي في طريق العودة إلى الممتاز؟

الخطة تنقسم إلى مراحل وفق إستراتيجية طويلة الأمد، في الوقت الحالي ولهذا الموسم وضعنا في الاعتبار الاعتماد على أبناء النادي من الموجودين واستقطاب بعض اللاعبين من الأندية الأخرى من أبناء النادي، ووفق العدد وحسب المراكز الناقصة قد نتعاقد مع لاعبين أو ثلاثة كحد أقصى ليكون الفريق كاملاً بكل المراكز أساسيين وبدلاء، وأسندنا مهام القيادة الفنية لأبناء النادي بقيادة المدرب فراس معسعس وهو مدرب مجتهد أثبت كفاءته بقيادة عدد من أندية الدرجة الممتازة.

المرحلة الثانية وهي مرحلة الصعود إلى الدرجة الممتازة ونحن سنسعى لتحقيقها هذا الموسم، وإن أخفقنا (لا سمح الله) فلن تتأخر عودتنا عن الموسم الجديد، ونحن نريد حضوراً قوياً ولا نرضى أن نكون في الدوري (كيس ملاكمة) تتدرب فيه الفرق الأخرى.

المرحلة الثالثة وهي مرحلة البناء وبدأنا فيها قبل فترة وجيزة وهي تجري على طريقين، الطريق الأول: يعتمد على بناء فرق قاعدية من الصغار عبر أكاديمية النادي التي تضم لاعبين بعمر البراعم، والعناية بفرق الأشبال والناشئين والشباب عبر تمارين مدروسة وانتقاء للاعبين بشكل مدروس، ليكونوا نواة كرة نادي المجد في المستقبل، وبهذه الطريقة نحصل على قواعد قوية ستحمل اسم النادي فلن يحتاج إلى أي لاعب من خارجه، كما أننا سنصدر الفائض من اللاعبين ونستفيد من عملية بيعهم.

وسنراعي في عملية بناء القواعد التدريب التربوي، وهو أن يلعب اللاعب بأخلاق وانضباط ومن أجل كرة القدم وجمالها، واعتبار الفريق الآخر جزءاً من اللعبة وليس خصماً وعدم اعتبار المباراة معركة والملعب ساحة حرب.

على سبيل المثال كان شباب النادي الذي هبط إلى الدرجة الأولى غير منضبط وغير ملتزم، ورغم أنه يضم العديد من العناصر الجيدة إلا أن عدم الانضباط وعدم الالتزام ساهما بشكل مباشر بهبوط الفريق إلى الدرجة الأولى.

الطريق الثاني هو الاستثمار فهذه الخطط كلها وعودة فريق الرجال إلى الدرجة الممتازة لن تنجح إن لم نملك المقومات والإمكانيات المالية الكفيلة بذلك، واستثمارات نادي المجد تفوق المئة مليون ليرة بقليل وهي لا تكفي لتنفيذ كل هذه الخطط والأفكار.

لذلك بدأنا بمشروع استثماري ضخم (سوق تجاري) وسيتجاوز استثماره المليار ليرة سورية وسيكون لنا عوناً في تنفيذ كل الخطط التي وضعناها لتطوير كرة النادي وبقية ألعابه.

• هناك بعض اللاعبين رفضوا العودة إلى نادي المجد مفضلين البقاء بالممتاز؟

بالفعل هناك عدد من اللاعبين أبدوا رغبتهم باللعب بالدوري الممتاز من أجل أن تبقى الأضواء حولهم، ولعدم قدرة النادي بالوقت الحالي توفير متطلباتهم المالية الكبيرة.

ونحن لا نقف أمام مستقبل لاعبينا ولا نفرض عليهم البقاء مع نادي المجد ما دمنا لا نستطيع مقارعة أندية الدرجة الممتازة بالدفع.

مبالغ خيالية

• يعتقد البعض أن عقود العديد من اللاعبين صارت خيالية وتفوق قدرة العديد من الأندية، هل من ضبط لهذه العقود؟

فعلاً هي مبالغ كبيرة، وسبب ذلك بعض الداعمين للأندية، وهذا حق مشروع لهم، والأندية القادرة في الدوري على توفير هذا المال لا تتجاوز الثلاثة أندية وهي تستقطب 75% من اللاعبين المبرزين وارتفاع أسعار اللاعبين يعود للمنافسة الشديدة بين هذه الأندية لاستقطاب اللاعبين وعدم وضوح سعر للاعبين، وعدم وجود سوق ترويج، وهذا الأمر مفيد للسماسرة وللمستفيدين من هذه العقود، لذلك يبقى سعر اللاعب مبهماً وغير واضح.

ودوماً وكما هي العادة في كل الدوريات العربية والعالمية فإن الأندية تضع سعراً للاعبيها الذين تريد بيعهم أو مراعاتهم، وهذا يضع حداً للمبالغة في الأسعار التي بلغت حداً لا تطيقه أغلب الأندية.

وأعتقد أن هناك فوضى عارمة في هذا الموضوع، وحله يكمن بثلاث نقاط:

أولاً: وجود فترة محددة لبيع اللاعبين وإعلان الأسعار.

ثانياً: تحديد سعر اللاعبين من قبل اتحاد اللعبة، فرغم أن العقد شريعة المتعاقدين لكن الأزمة المالية التي نمر بها تفرض علينا تحديد السعر.

ثالثاً: يجب وضع ميزانية حقيقية للنادي في البنك، يتم من خلال هذه الميزانية توقيع العقود وتوثيقها، وعلى اتحاد كرة القدم أن يرفض تصديق العقود التي تزيد قيمتها على الميزانية، وهذا يسهم بخفض أسعار اللاعبين، لأن الكثير من الأندية توقع عقوداً بأعلى من ميزانيتها ثم تحاول أن تنهي هذه العقود بالتراضي، وهذا يؤكد أن أرقام العقود أغلبها خلبي وغير صحيح.

نتمنى تحديد أسعار اللاعبين ورواتبهم بما يكفيهم ويفيض من أجل مستقبلهم، أما عندما تكون الأسعار (شلف) فهذا يضر بكرتنا وأنديتنا، وكما نعرف إنه في كل موسم نجد اتحاد الكرة يطالب العديد من الأندية بمبالغ مالية لمصلحة اللاعبين الذين اشتكوا عدم تسديد رواتبهم وتنفيذ عقودهم، وذلك لأن الأندية وقعت عقوداً تفوق ميزانيتها وإمكانياتها.

وعلى صعيد الدعم، فإن كل الداعمين مرحب بهم، ولكن يجب أن يكون الدعم واضحاً، وأن يتم تقديم مبلغ الدعم إلى البنك ليتم صرفه على مدار العام، وللأسف فإن العديد من الأندية تورطت مع كوادرها ولاعبيها لأن الداعمين أخلفوا بوعودهم ونكثوا عهودهم.

اتحاد كرة القدم بالمقابل غير جدي بالتعامل في هذه المواضيع التي تتعلق بطبيعة العلاقة بين الكوادر واللاعبين مع الأندية، ونحن بحاجة إلى قوانين صارمة لتكريس العمل الأخلاقي كأساس لكل شيء، فكم من مدرب أو لاعب يلعب في ناد معين ويأتي ناد آخر يريد سحبه بأي طريقة، وهذا ما حدث مع نادي المجد عندما كان مدربه أحمد عزام، حيث وجدناه فجأة ودون سابق إنذار مع نادي الكرامة ونحن في أصعب مراحل الدوري!

وهذا حدث أيضاً مع أندية أخرى مع مدربين ولاعبين ومن هنا نجد أن هناك تقصيراً كبيراً في قانون الاحتراف ومن المفترض أن يلحظ هذه الأمور ويتعامل معها بجدية مطلقة.

هجرة اللاعبين

• ما رأيك بهجرة اللاعبين إلى الدوريات العربية وغيرها؟

الهجرة أمر جيد، وهو بمصلحة اللاعب على صعيد مستقبله الفني والمالي، وهو بمصلحة كرتنا والمنتخب بشكل عام.

عندما يكون لدينا عدد جيد من اللاعبين في الخارج يتدربون بملاعب جيدة وتحت إشراف مدربين محترفين، فهذا الأمر كله يعود بالنفع على كرتنا عموماً والمنتخب بشكل خاص، فاللاعب في الخارج يكسب الخبرة وتصقل موهبته ويتجاوز رهبة المباريات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن