عربي ودولي

«هيومن رايتس ووتش»: الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب «جرائم حرب» في غزة … رام الله: مواجهة تهويد القدس تتطلّب تعزيز الصمود الفلسطيني بالدعم الدولي

| وكالات

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، بأشد العبارات المخطط التهويدي الاستيطاني المسمى بمخطط تطوير مركز مدينة القدس الشرقية، واعتبرته جزءاً لا يتجزأ من مخططات تهويد وأسرلة القدس وطمس هويتها وتغيير معالمها وطابعها التاريخي والحضاري والثقافي بما يخدم روايات الاحتلال الإسرائيلي المزعومة وأجنداته الاستعمارية التوسعية.
جاء ذلك في وقت اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية غير الحكومية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن هجمات «ترقى على ما يبدو إلى مستوى جرائم الحرب» خلال العدوان الذي استمر أحد عشر يوماً على غزة في أيار الماضي.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة «وفا»: إن هذا المخطط التهويدي هو استهداف صريح وواضح للممتلكات والمباني الفلسطينية التي تعود بالنفع العام على الفلسطينيين بما فيها بعض أملاك الأوقاف والكنائس والمواطنين في منطقتي شارع السلطان سليمان وشارع صلاح الدين وبتكلفة تقدر بسبعين مليون شيكل، هذا إضافة إلى فرض المزيد من القيود على عمليات البناء والمس بجميع مستويات حياة المواطنين وحركتهم في تلك المنطقة، هذا على الرغم من ادعاءات الجهات القائمة على المشروع بأنه لن يكون هناك مس بالأماكن التاريخية والأثرية.
وأشارت إلى أنه من الواضح أن حكومة الاحتلال ماضية وبعنجهية القوة ومنطقها في فرض حقائق جديدة على الأرض في القدس المحتلة غير مكترثة بالقرارات الأممية ذات الصلة وبمشاعر الفلسطينيين والعرب والمقدسيين.
وحملت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تنفيذ هذا المشروع التهويدي، وحذرت بشدة من مخاطره وتداعياته على الأوضاع برمتها، وخاصة أنه يعتبر جزءاً من الحلقات الأخيرة لاستكمال عملية تهويد القدس، واصطناع بيئة طاردة لسكانها، وأهلها، وسط مئات القرارات، والأوامر العسكرية، وعمليات هدم المنازل، والإبعاد، والاعتقال، التي تستهدف المواطنين المقدسيين.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي بسرعة التحرك لتوفير الحماية الدولية للقدس ومواطنيها، وتنفيذ القرارات العربية والإسلامية والأممية ذات الصلة بما يعزز من صمود المقدسيين ويحافظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها.
كما طالبت بالعمل السريع والفعّال لوقف هذا المخطط ومنع تنفيذه لتعارضه مع الالتزامات الدولية والقانون الدولي، ووقوفاً عند مسؤوليات تلك الدول في الحفاظ على وضع مدينة القدس المحتلة، ومنع الإضرار بشخصيتها الطبيعية وتكوينها الديموغرافي وانسيابها الحضري.
في غضون ذلك أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني استنتاجاتها بعد التحقيق في ثلاث غارات جوية شنها الاحتلال الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على غزة، وذكرت أنها أدت إلى استشهاد 62 مدنياً فلسطينياً، وأكدت أنه «لم تكن هناك أهداف عسكرية واضحة في محيط تلك الهجمات».
وقالت المنظمة: إن مثل هذه الهجمات «تنتهك الحظر المفروض على الهجمات المتعمدة أو العشوائية ضد المدنيين».
واتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن هجمات «ترقى على ما يبدو إلى مستوى جرائم الحرب» خلال العدوان الذي استمر أحد عشر يومًا على غزة في أيار الماضي.
من جهته أكد جيري سيمبسون، مدير الأزمات والصراعات المسلحة في «رايتس ووتش»، أن جيش الاحتلال نفذ هجمات في قطاع غزة في أيار «دمرت عائلات بأكملها، من دون وجود أي هدف عسكري واضح في مكان قريب».
من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام فلسطينية محلية، بأن شبّاناً ألقوا زجاجات حارقة تجاه سيارات للمستوطنين على طريق الأنفاق بين القدس و«غوش عتصيون» من دون وقوع إصابات.
وتشهد مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر والاحتقان بسبب الانتهاكات المستمرة التي ينفذها المستوطنون وجنود الاحتلال في المسجد الأقصى.
وشهد الأسبوع الماضي اندلاع مواجهات مع الاحتلال في 46 نقطة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، أدت إلى إصابة جنديين من قوات الاحتلال و8 مستوطنين رشقاً بالحجارة، بعد اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وتنفيذهم جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ويقوم المستوطنون بشكل يومي بعمليات اقتحام استفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
كما ذكرت وكالة «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين وسط إطلاق الرصاص ما أدى إلى إصابة شاب في قدمه كما قامت باعتقال فلسطينيين اثنين، في حين أصيب خمسة فلسطينيين بجروح خلال اقتحام عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال «قبر يوسف» شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين من خلال التضييق عليهم ومداهمة مدنهم وقراهم وشن حملات اعتقال يومية بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن