سورية

الاجتماع المشترك السوري – الروسي بحث في يومه الثاني التعاون الثنائي … المقداد: سورية ترحّب بعودة أبنائها والغرب  يعيق … شعبان: الإعلام الغربي اعتاد على تشويه الحقائق

| منذر عيد- وكالات

بينما تواصلت أمس فعاليات الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين في يومه الثاني، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، فيصل المقداد، أن الزيارة الروسية لسورية مهمة جداً، وأن سورية ترحّب بعودة أبنائها لكن من يعيق العودة هي الدول الغربية من خلال الدعاية المضادة ومن خلال التضليل والكذب وتشويه الحقائق، في وقت أوضحت فيه المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أن الزيارة أمر طبيعي بين بلدين تربطهما علاقات شراكة متميزة في الحرب على الإرهاب وبناء علاقات أفضل في المستقبل، وأن الإعلام الغربي اعتاد على تشويه الحقائق لصالحه.
وفي إطار متابعة الاجتماعات لتطوير سبل العمل المشترك في مختلف القطاعات بين الجانبين السوري والروسي ناقش ممثلون عن وزارتي العدل بسورية وروسيا الاتحادية مشروع اتفاقيات بين البلدين بثلاثة قوانين تمهيداً لإقرار توقيعها، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
كما عقد اجتماع بين ممثلين عن وزارتي التربية السورية والروسية إضافة لممثلين عن جامعة موسكو الحكومية التربوية بهدف تطوير طرائق تدريس اللغة الروسية وذلك ضمن إطار اتفاقية موقّعة بين البلدين.
وقام أيضاً ممثلون عن «صندوق العلم الروسي» بتسليم مجموعة من الكتب والأدبيات التربوية والمنهجية الروسية إلى وزارة التربية لإنشاء مكتبات لإغناء مدرسي مادة اللغة الروسية في سورية والطلاب المهتمين حيث وقع الجانبان وثيقة تسليم الكتب وألقى عدد من الأطفال السوريين مجموعة من القصائد باللغة الروسية.
وتركّز اللقاء الذي جمع وفداً من وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها مع وفد من وزارة التنمية الرقمية الروسية وعدد من وسائل الإعلام الروسية حول تطوير التعاون بين وسائل الإعلام في البلدين ومجالات تعزيزه.
كما بحث وفدان من وزارة الطوارئ الروسية والدفاع المدني السورية بنود مذكرة التفاهم المزمع توقيعها في وقت لاحق بين الجانبين والتعديلات المقترحة بما يسهم في النهوض بعمل الدفاع المدني والطوارئ والإنقاذ والإسعاف والحرائق والتدريب.
وعقد ممثلون عن المديرية العامة للجمارك في سورية وإدارة الجمارك الروسية الفيدرالية اجتماعاً ناقشوا فيه آليات التعاون الثنائي وتسهيل الإجراءات بهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
على خط مواز، أكد وزير الخارجية والمغتربين، أن الزيارة الروسية لسورية مهمة جداً، للوقوف على معاناة المواطن السوري وما هي الإمكانات المتاحة لتلبية تطلعات المواطن، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأشار المقداد إلى أن الزيارة الروسية لسورية مهمة جداً، وأن اليوم الأول كان التركيز على البعد السياسي، أمس واليوم سيكون التركيز على البعد العملياتي، وستزور الوفود الروسية العديد من المحافظات السورية، وستلتقي مع العديد من الوزارات في سورية كي تتفهم ما يجري فيها من جهة، ومعاناة المواطن السوري من جهة أخرى، وما هي الإمكانات المتاحة لتلبية تطلعاته.
ولفت المقداد إلى المساعدات التي يقدمها الجانب الروسي في مختلف المجالات، معرباً عن امتنان وشكر بلاده لذلك.
وأضاف: «سورية ترحّب بعودة أبنائها، لكن من يعيق العودة هي الدول الغربية من خلال الدعاية المضادة ومن خلال التضليل والكذب وتشويه الحقائق».
وثمّن المقداد خلال ندوة أقامتها وزارة الخارجية والمغتربين والسفارة الروسية في دمشق بالتعاون مع وزارة الثقافة في مكتبة الأسد بدمشق عن كتاب بعنوان «سورية الطريق الصعب من الحرب إلى السلم» للكاتبة ماريا خودينسكايا غولينيشيفا المستشار الرئيسي لدى إدارة التخطيط السياسي الخارجي في وزارة الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية مواقف روسيا السياسية والدبلوماسية الداعمة لسورية فضلاً عن دعمها للشعب والجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب في وقت كانت بعض الدول تدعم الإرهاب والقتل واستمرار الحرب على الشعب السوري معرباً عن تقديره لجهود خودينسكايا وتمثيلها مواقف بلادها من خلال دفاعها عن سورية، حسبما ذكرت «سانا».
وأشار المقداد في تصريح للصحفيين إلى أن المحاضرة محاولة لإيضاح ما كان يجري في الدوائر السياسية بخصوص سورية ويظهر قوة العلاقات السورية الروسية وحملات التشويه التي قامت بها الدول الغربية ضد سورية، مؤكداً السعي المستمر لإيصال حقيقة أن ما تتعرض له البلاد حرب إرهابية حقيقية مدعومة من دول تدّعي أنها ديمقراطية وتساعد الشعب السوري لكنها في الحقيقة تدعم الإرهاب وتفرض الحصار والتجويع على السوريين.
وبيّن المقداد، أن الكتاب دليل جديد يظهر الحقائق المتعلقة بالحرب على سورية التي شنتها الدوائر الغربية والإسرائيلية والمفضوحة في أهدافها، مؤكداً أن الشعب السوري سينتصر على هذه المحاولات لأنه يؤمن بقيادته وجيشه وعدالة قضيته.
بدورها، قالت شعبان في مداخلة لها خلال الندوة: إننا نواجه اليوم بعد الحرب العسكرية حرباً حول الحقيقة، والإعلام الغربي اعتاد على تشويه الحقائق لصالحه لذلك فالحرب التي نخوضها اليوم جميعاً حرب في غاية الأهمية لإظهار الحقيقة للعالم ولنغيّر مواقفه، معتبرة أن الحرب على سورية أظهرت حقيقة الإعلام الغربي فهو ليس إعلاماً حراً أو حيادياً.
وأضافت: كمواطنة سورية لا يوجد فرق بالنسبة لي بين الدور التركي والأميركي وكل ما يقال عن الخلافات بينهم هو تضليل للرأي العام العالمي في حين هم يمثّلون ذات الأجندة والشعب السوري لديه قلق من موضوع الاحتلال التركي يماثل قلقه من الاحتلال الإسرائيلي أو الأميركي.
وأوضحت شعبان، أن زيارة الوفد الروسي إلى سورية أمر طبيعي بين بلدين تربطهما علاقات شراكة متميزة في الحرب على الإرهاب وبناء علاقات أفضل في المستقبل الذي يمر عبر مخاض في العلاقات الدولية، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم».
وأضافت شعبان: «تبقى العلاقة السورية الروسية راسخة منذ عشرات السنين، والآن ازدادت في هذه السنوات العشر نتيجة موقف البلدين من هذا الإرهاب الذي ضرب سورية، ونتيجة الدعم الروسي لسورية».
من جانبه، قال الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية السفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف: نحن منذ زمن طويل أصبحنا شركاء إستراتيجيين وحلفاء وعائلة ولدينا رؤية مشتركة وما يوحّدنا هو نضالنا المشترك ضد الإرهاب ليعم السلام والاستقرار»، مشيراً إلى أهمية كتاب خودينسكايا لكونه يتضمن الحقائق وخاصة بوجود كثير من التضليل حول الأوضاع في سورية والحرب التي تشهدها البلاد، مبيناً أن الكاتبة كانت شاهدة ومشاركة في تطورات الأحداث من خلال وجودها في ساحة المعركة الدبلوماسية بجنيف وكذلك في بعض المعارك الميدانية في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد سفير الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمبعوث الخاص للمجلس الدولي لدى الأمم المتحدة في جنيف هيثم أبو سعيد، أن الاجتماع السوري- الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين، يعتبر خطوة متممة وآلية ضرورية لمتابعة ما خرج به المؤتمر الدولي الذي عقد في تشرين الثاني الماضي، والذي شكّل نقطة انطلاق أساسية لإعطاء إشارة سياسية واضحة إيجابية لكل من راهن على هذه المسألة سلباً، ومن ذهب بتأويلات قبل المؤتمر ليهمز بالإشارة إلى أن الرئيس بشار الأسد غير راغب بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وأوضح أبو سعيد أن المؤتمر خرج حينها بتوصيات ولا بدّ من متابعة هذا الأمر لتطبيق المقررات بشكل جدي للولوج إلى العودة الكاملة، والتي أعطت دمشق أولوية قصوى لهذا الأمر من أجل إرساء الإطار الصحيح لها، وألا تكون عودة دون ركائز.
وبيّن أبو سعيد، أن ثمة مشكلة واجهتها سورية مع بعض الحكومات السابقة في لبنان في هذا الملف، حيث أصرّ البعض أن يلعب دور رديف لقوى أجنبية لا تضمر الخير للشعب والدولة السورية.
وأضاف: «أما حكومة لبنان الحالية المستقيلة فقد لمست المشكلة الأساسية لهذا الموضوع وبدأت التنسيق على المستوى المطلوب من أجل عودة كريمة لهم إلى وطنهم، وعليه يمكن القول إن التحقيق الجاري في الاتحاد الأوروبي لفتح هذا الملف، يشير إلى تورط جهات كثيرة مستفيدة مالياً وسياسياً من هذه القضية وجاءت كلها على حساب المواطن السوري».
وبيّن أبو سعيد، أنه يمكن تقسيم دور لبنان في قضية عودة اللاجئين السوريين إلى شطرين واحد سلبي والثاني إيجابي، لكنه أتى في نهاية المشكلة ولم يحاك أساسها من البدايات.
وعن الدور الأوروبي والأميركي المعرقل لعودة اللاجئين، أكد أبو سعيد أن الهدف كله يأتي في سياق السياسة الدولية المتّبعة من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية وبعض الدول العربية والتي يستفيد منها فقط كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان ترحيبها بكل الجهود المبذولة لبناء بيئة تمكّن اللاجئين والنازحين السوريين من ممارسة حقّهم في العودة، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن