الكشف عن قطع أثرية مهمة تباع في السوق السوادء البريطانية مهربة عبر تجار لبنانيين … عبد الكريم لـ«الوطن»: زيارة وفود أوروبية إلى سورية للتنسيق لحماية الآثار .. دول أوروبية زودت الدولة بصور عن قطع أثرية سورية
محمد منار حميجو :
كشف المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم أنه تم ضبط قطع أثرية سورية مهمة كانت تباع في السوق السوداء في بريطانيا وأنه تم توقيف بيعها، معلناً أن القطع الأثرية هرّبت عبر تاجر لبناني، مؤكداً أن هناك قطعة أثرية مهمة جداً كانت معروضة للبيع ما يدل على تورط تجار عرب في تهريب الآثار السورية إلى السوق السوداء الأوروبية.
وأوضح عبد الكريم في تصريح خاص لـ«الوطن»: أن وزارة الثقافة وكلت محامياً لمتابعة إجراءات استرداد القطع الأثرية المكتشفة في الدول الأوروبية ولاسيما التي كانت تباع في السوق السوداء في بريطانيا، مبيناً أنه يتم التعاون حالياً مع الإنتربول الدولي لضبط مافيات وعصابات التهريب.
وأعلن عبد الكريم عن تشكيل لجنة سورية برئاسة وزير الثقافة لمتابعة الآثار المسروقة واسترداد الآثار المهربة إلى الخارج، مؤكداً وجود تعاون قوي بين سورية والكثير من الدول الأوروبية وحتى بعض الدول العربية لمعرفة مصيرها، كاشفاً عن زيارة عدد كبير من الوفود الأوروبية حالياً إلى سورية للتنسيق معها حول الإجراءات التي يجب اتخاذها لضبط الآثار المهربة.
وبين عبد الكريم أن اللجنة تعمل حالياً لضبط الآثار المهربة وأنه في حال تم الكشف عن أي قطعة أثرية سورية حقيقية أصلية فإن وزارة الثقافة التي تترأس هذه اللجنة تنصب نفسها مدعيا على الجهة السارقة وعلى كل من يخرب آثار سورية، وهذا ما حدث حالياً حينما تم ضبط القطع الأثرية التي تباع في السوق السوداء البريطانية.
وقال عبد الكريم: هناك دول أوروبية زودتنا بصور عن قطع سورية مهربة وفي حال تم الكشف عن حقيقتها وهل هي سورية، وتتم المطالبة بها عبر الإنتربول الدولي ورفع دعاوى في الدولة الموجودة فيها القطعة الأثرية، موضحاً أنه من حق الحكومة السورية المطالبة بأي قطعة أثرية سورية هربت من أراضيها، كما أن مجلس الأمن جرم كل من يهرب الآثار معطيا الحق للدولة التي هربت آثارها باتخاذ الإجراءات القانونية بالتعاون مع المجتمع الدولي، وأن سورية حالياً تعاني من انتشار جريمة تهريب الآثار.
وأكد عبد الكريم أن المشكلة ليست في سرقة المتاحف فهي بخير وأن الدولة السورية بذلت جهدا كبيراً لحماية الموجود منها ونقل الموجود في متاحف المحافظات الساخنة إلى مناطق آمنة مثل دمشق، إنما المشكلة تكمن في سرقة المواقع الأثرية، إضافة إلى فلتان الحدود مع الدول المجاورة مثل تركيا والأردن والتي يتم عبرها تهريب معظم القطع الأثرية.
وكشف عبد الكريم عن اجتماع عقد أمس مع منظمة اليونسيكو للبدء بمشروع ترميم الآثار السورية برعاية الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن المشروع يهدف إلى تدريب الكوادر الموجودة في سورية وتبادل المعلومات وزيادة التنسيق وترميم الآثار المدمرة.
وأوضح عبد الكريم أن الوفد سيزور المواقع الأثرية للاطلاع على ما فعلته العصابات المسلحة من تدمير منهجي للمعالم الأثرية بشكل لا تقبله العقلية البشرية بأي حال من الأحوال، معتبراً أن هذه الخطوة جزء من خطوات تقوم منظمة اليونيسكو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لحماية الآثار السورية.
وأكد عبد الكريم أن المنظمات الدولية تعمل إلى جانب الدولة السورية في معرفة الآثار المهربة بتزويدها بجميع المعلومات عن القطع الأثرية المهربة ومراقبة السوق السوداء في معظم الدول العربية والأجنبية وخاصة الأوروبية، باعتبار أن جميع عصابات تهريب الآثار تهرب القطع المسروقة إلى السوق الأوروبية لجني أكبر كمية من المال، مشدداً على ضرورة تطبيق أشد العقوبات بحق هذه العصابات، ومؤكدا أن الحكومة السورية لن تتهاون في مسألة سرقة الآثار ولاسيما أن مثل هذه الجرائم تهدف إلى تدمير حضارة البلاد والتي يزيد عمرها على 7 آلاف سنة تضم في أروقة تاريخها حضارات خلدها التاريخ.
ولفت عبد الكريم إلى أن تدمير آثار سورية هي جزء من هذه الحرب التي تتعرض لها وأن ما فعله داعش في تدمر يدل بشكل واضح على صحة هذه النظرية بتدميره أهم المواقع الأثرية في المدينة تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
وضبطت الجهات المختصة عبر سنوات الأزمة ما يزيد على 6500 قطعة أثرية مسروقة من مواقع أثرية، كما أمنت الدولة ما يقارب 300 ألف قطعة أثرية في حين هناك ما يقارب 15 ألف قطعة أثرية مازالت في محافظة إدلب، وبحسب تصريحات المديرية العامة للآثار والمتاحف فهي في مكان آمن.
واستطاعت مديرية الآثار من تأمين حوالى 400 تمثال تدمري والتي كانت معرضة للتدمير أو السرقة من داعش.