ثقافة وفن

والدي رفض دخولي المجال الفني منذ الصغر…. وشهادتي مجروحة به … لوتس مسعود لـ«الوطن»: أرفض الرد على هذه الأقاويل… وجديدي هو فيلم «الخروج إلى الداخل»

| هلا شكنتنا

لوتس غسان مسعود شابة سورية لديها الكثير من الأفكار والطموح والأحلام التي تتمنى تحقيقها، درست الإعلام وعملت في تقديم البرامج الإذاعية، كما أنها تمتلك موهبة الكتابة التي جعلتها تقدم مسرحيتين بالتعاون مع والدها الذي تولى مهمة المخرج، وقد حصدت المسرحيات الكثير من الآراء الإيجابية، ولم تكتف فقط بكتابة النصوص المسرحية بل اتجهت إلى عالم الإعلانات من خلال كتابتها لنصوص تحمل أفكاراً جديدة، وفي حوارها مع «الوطن» أخبرتنا الآتي:

• في البداية دعينا نتحدث عن الصورة الأخيرة التي قمت بنشرها عبر حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمعك مع والدك القدير غسان مسعود ومجموعة من الممثلين؟

هذه الصورة قامت بنشرها النجمة نظلي الرواس، وأنا قمت بإعادة نشرها حيث كنا مجتمعين مع مجموعة من الممثلين ومنهم والدي، وهذا الاجتماع هو بغاية التحضير لعمل مسرحي جديد يصعب التحدث عنه حالياً، ولكن هو من إخراج والدي الممثل غسان مسعود لكنه ليس من تأليفي ومهمتي بهذه المسرحية مختلفة.

• حدثينا عن تجربتك الفنية بالمسرح السوري، وهل تواجهين صعوبات أثناء تقديمك للمسرحيات وبالأخص الظروف التي يعاني منها المسرح السوري؟

بدايتي في المسرح كانت من خلال «كأنه مسرح» وهي مسرحية من تأليفي وإخراج والدي، إضافة إلى مسرحية «هوى غربي»، وأنا سعيدة وفخورة جداً بهذه التجارب، ولو عاد بي الزمن سوف أعيد تقديمهما مثلما قدمتهما سابقاً، وبالمقابل الإنسان مع مرور الزمن يتغير وتختلف لديه بعض وجهات النظر لكن بالتأكيد أنا راضية عن هذه التجارب وأعتز بها، صراحة التجربتان اللتان تحدثت عنهما كانتا من أكبر الفرص بالنسبة لي، وخاصة أنهما تنتميان لمجال صعب وخطر هو التأليف المسرحي، ووالدي لديه الفضل لكونه قام بتقديمي بأفضل صورة، كما كان شديد الحرص من خلال إطلالتي المسرحية، وأنا أعتقد أنني لا يمكن أن أكون بأيد أمينة إلا معه لأنني أثق به جداً، لأن والدي هو واحد من أهم أعمدة المسرح السوري وشهادتي مجروحة به، كما أن الجمهور يعرف جيداً أنه من أهم الأعمدة في المسرح العربي، أما الصعوبات التي يواجهها المسرح فهي متعلقة بالظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، والعمل الذي يريد أي شخص إنجازه قد يستغرق منه الوقت الكثير، لكن بالنسبة لي من خلال المسرحيات التي قدمتها كانت الصعوبات تلقى على عاتق والدي لكونه المخرج الذي يتحمل جميع الأمور، لكن بالنهاية وبالرغم من هذه الظروف إلا أنها لا تمنع من حضور الجمهور المسرحيات التي تحترم عقله وتفكيره وتقدم له أفكاراً تناسب ذوقه المسرحي، وهذا ما حصل معي.

• هل من الممكن أن تقومي بكتابة عمل درامي؟

بالتأكيد من المفترض أن أقوم بكتابة عمل درامي، لكنني لا أفضل كتابة أعمال تكون أفكارها نمطية وتقليدية، وإذا أردت كتابة عمل درامي يجب أن يكون خارج هذا الإطار، وأتمنى تقدمة عمل درامي مختلف، ويقدم أفكاراً أفضّل أن أشاهدها في الأعمال الدرامية، لأنني أكتب الشيء الذي أريد رؤيته.

• هل هناك أعمال سينمائية جديدة يتم التحضير لها؟

لقد قدمت نصاً سينمائياً من تأليفي للمؤسسة العامة للسينما، يحمل عنوان «الخروج إلى الداخل»، وقد فاز الفيلم بمسابقة المؤسسة عن فئة أفلام سينما الواقع الراهن، وأتمنى أن يكون الفيلم أيضاً من إخراجي.

• بالانتقال إلى العمل الإذاعي، ما الذي جذبك للتقديم إلى الإذاعة؟

أنا أحب الإذاعة والصوت كأداة للإنسان سواء كان مذيعاً أم لا، لأن الصوت هو الهوية الحقيقية للشخص، ولا أعتقد أن أصوات البشر تتشابه مئة بالمئة، والذي جذبني نحو الإذاعة أنني أركز على هذا الجانب لأن المستمع سوف ينجذب لصوتي ويتذكرني من خلاله، وأنا قبل أن أتجه للإذاعة قمت بإنشاء صفحة «بالعامي الفصيح» على الفيسبوك بعام 2015، ومن بعد إنشاء هذه الصفحة بعدة سنوات شاهدت عدداً من الشباب والشابات يقومون بإنشاء صفحات مشابهة وهي تسجيل أصواتهم باللغة العامية وإضافتها إلى مقطع مصور، وهذا الشيء لا يزعجني أبداً لأنه يشعرني بأنني استطعت أن أؤثر بهؤلاء الشباب، لكن يجب التنويه إلى أنني أول من قمت بهذه الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال هذه التجربة كنت أختبر صوتي ومدى انجذاب الجمهور له، وقد أتلقى ردود أفعال إيجابية حول صوتي ومنهم من شجعني على الخوض بتجربة التقديم الإذاعي.

• شاهدك الجمهور أيضاً كمقدمة برامج تلفزيونية، كيف تصفين هذه التجربة، وماذا حصل حتى قررت الانسحاب من الحلقات الأخيرة؟

دعيني أخبرك شيئاً، تعاوني مع برنامج «Syrian talents» حصل بشكل مفاجئ، حيث تواصلت معي المنسقة الإعلامية للبرنامج، وقبل يوم واحد من عرض الحلقة، طلبت مني أن أقدم البرنامج بشكل مباشر على التلفاز إلى جانب الإعلامي غيث حرشوف، حيث أخبرتني بأنهم يريدون مذيعة تكون على قدر عالٍ من المسؤولية والاتزان على المسرح، وبالمقابل قلت لها بأنني لم أحضر نفسي لهذا الأمر لكنها طالبتني مرة أخرى بأن أكون معهم في هذا البرنامج، ولكي أكون صريحة لقد ترددت في البداية في قبول طلبها لكوني لم أشاهد البرنامج في حلقاته الأولى، ولكي أكون على قدر عالٍ من المسؤولية قمت بمتابعة البرنامج عن طريق الفيديوهات والتعرف إلى محتواه، ومن ثم وافقت على هذه التجربة وأخذتها بشكل يشبه التحدي، وخاصة أن التقديم المباشر على المسرح لم أخضها من قبل لذلك قررت أن أتحدى نفسي، ولكن أود أن أوضح شيئاً أن الردود التي تلقاها البرنامج كنت أشاهدها وكنت أسأل نفسي لماذا لم نقدم شيئاً أفضل مما قدمناه، لكن في النهاية قررت أن أقدم عملي بشكل مهني، وبسبب وصول الأمور داخل البرنامج إلى حد لم أستطع تحمله قررت الانسحاب من تقديم البرنامج، لأن التعامل لم يكن بالمستوى المطلوب سواء على الصعيد الشخصي أم المهني والأخلاقي المتعلق بطريقة التعاطي والتعاون الاحترافي.

• من جانب آخر تحدث الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن سبب دخولك الوسط الفني هو والدك، ما ردك على هذه الأقاويل؟

حقيقة لا أفضل الرد على هذه الأقاويل، لقد تعرضت للانتقادات من ممثلين أيضاً، لكن أنا لم أرد على أحد، لأنني لا أعمل لكي أغيّر نظرة جميع الناس، بل أحترم كل الآراء التي تتمحور حولي، وفي النهاية عملي يكون للعلن، ومن ثم الحكم الأول والأخير هو الجمهور، والشيء الذي لا يعرفه البعض أن والدي رفض دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية، ولو أراد والدي أن يدخلني الوسط الفني لكنت شاركت كممثلة في عدة أعمال درامية وأنا أبلغ من العمر سبع سنوات فقط، لكن والدي كان يرفض هذا الأمر رفضاً تاماً، لكن في المقابل والدي لديه الفضل الكبير ويكفي أنه والدي، والتعاون الذي حصل بيننا جاء نتيجة تعاون عفوي بين كاتبة ومخرج، وذلك حينما عرضت عليه فكرة مسرحية «كأنه مسرح» ونالت إعجابه وقرر إخراجها.

• ما النصيحة التي يقدمها والدك دائماً؟

النصيحة التي يقدمها لي دائماً هي أن أكون صبورة جداً، وأقوم بالتركيز على أحلامي، وأتمنى أن أتحلى بالصبر مستقبلاً.

• لقد تشاركت مع شقيقك السدير مسعود في تقديم الإعلانات، لماذا ذهبتما بهذا الاتجاه ولم تتجها للعمل الدرامي؟

عندما تخرّج شقيقي في الجامعة، عرضت عليه شركة معينة تقديم عرض له وحينها طلب مني أن أقوم بكتابة نص للإعلان لأنه يحب قلمي، وحقيقة الإعلانات التي يقدمها السدير كانت مختلفة عما تقدمها الإعلانات السورية السابقة، ومن ثم أصبح يفضل تقديم الإعلانات بنصوص مرافقة مع فكرة الإعلان، أما عن التعاون الدرامي بيننا فهو لم يحصل لأنني لم أكتب نصاً درامياً وكنت منشغلة بالعمل الإذاعي، وحينما قام السدير بإخراج مسلسل «قيد مجهول» كان النص موجوداً، لكنني تعاونت معه من خلال المعالجة الدرامية لبعض المشاهد.

• هل كان لشهرة والدك القدير غسان مسعود تأثير على طفولتك بشكل سلبي؟

بالعكس، شهرة والدي لم تسبب لنا أنا وأخي أي تأثير سلبي لأن والدي بعيد عن أجواء الوسط الفني بشكل عام، بل عمل على تكوين عائلة حقيقية بعيدة عن الفن، لكن الشيء الوحيد الذي تعرفت إليه منذ الصغر هو تفاصيل المجال الفني وصعوبة عمله.

• بالحديث عن حياتك الشخصية ما أحلام لوتس مسعود؟

أتمنى أن أحقق شيئاً مختلفاً في مجال الكتابة والإعلام، وخاصة في مجال الكتابة أحلم بتقديم نص حقيقي نابع من الواقع، وبعيد عن الكذب لأنني أكره هذا الأمر، في النهاية يجب أن يكون النص سواء الدرامي أم السينمائي قريباً من الجمهور وقادراً على نقل أحاسيس المشاهد.

• من أصدقاؤك في الوسط الفني الذين تثقين بهم كثيراً؟

الفنانة روبين عيسى، هي ليست صديقتي بل أعتبرها بمنزلة أختي ومن أقرب المقربين بالنسبة لي، لأنها دائماً تقف إلى جانبي، وأنا حزينة لأنها لم تستطع أن تكون معنا في العمل المسرحي الجديد بسبب ارتباطها مع طفلها الصغير «ورد».

• ما رسالتك لكل فتاة تسعى للنجاح في حياتها، وإثبات نفسها في المجتمع؟

يجب على الإنسان أن يؤمن بنفسه وبأحلامه حتى لو كانت غريبة، وهنا أستذكر كلام والدي حينما كان يقول لي بأنه يجب على الإنسان أن يصدق إحساسه وحلمه حتى ولو كان الجميع يقول له لا، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن