معرض «تموز».. عالم غني من التصوير والنحت في صيف «جوليا دومنا»
| سارة سلامة - ت: مصطفى سالم
اجتمعوا على الحب والفن والإبداع بتفاصيل تشكيلية خلاقة، شباب تميزوا بأساليبهم المختلفة، قدموا أعمالاً تضج بالحياة في معرض «تموز» الذي استضافه فندق «جوليا دومنا» ويستمر حتى نهاية يوم 12 آب.
اختلفت أعمالهم سواء النحتية أم التصويرية من حيث التقنيات والمواد الخام، إلا أن الرسائل تجمعهم كشباب في إيصال فنهم للناس وتوسيع تجربتهم بالاختلاف وتقديم الفن كأساس.
ثمانية فنانين تشكيليين ونحاتين وهم: «سراب الصفدي وخزيمة العايد وعزة حيدر وحسن الماغوط ورنيم اللحام، إضافة إلى النحاتين: ربى كنج ويامن يوسف ورهف علّوم».
دعم النشاطات الثقافية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن مدير فندق جوليا دومنا سامر عيد: إننا «اخترنا في معرض تموز مجموعة من الفنانين يتميز كل منهم بأسلوب مختلف عن الآخر، ومن المهم جداً إقامة هذا النوع من المعارض وخاصة أننا في سورية عموماً لا نمتلك الكثير من النشاطات الثقافية والمعارض الفنية».
وأضاف عيد: «لدينا في فندق جوليا دومنا قاعتا أورنينا وشام، نقدم من خلالهما رسالتنا وهي رسالة تشجيعية لكل الفنانين وأصحاب المعارض لينمّوا ويكثّفوا من دعم واستقطاب الفنانين وخاصة الشباب منهم، هذا هدفنا من المعرض، لأننا مع أي شيء له علاقة بتشجيع النشاطات الثقافية والفنية».
اللون جزء من الحالة الشعرية
وقال الفنان يامن يوسف: «أعمل على النحت الملون وأحب أن أحمّل المنحوتة مفهوماً أكبر من مفهوم الظل والنور، وبالفن كل الألوان مباحة وخاصة أنني أعتبر اللون جزءاً من الحالة الشعرية وجزءاً من التعبير عن العمل، وفي الفن لا يأتي حالة مباشرة واحدة، هو شيء نحسّه ونشعر به، والموهبة واحدة عند الجميع ولكن الممارسة تجعل كل فنان يختلف عن الآخر».
وتابع يوسف: إن «الأسماء المشاركة في المعرض شجعتني لأن أكون معهم وكذلك الغاليري فهو راق جداً، وجميل أن تذهب الفنادق بهذا الاتجاه وأن يكون لدينا غاليري بكل فندق لنكسب مساحة أفضل للتعبير الفني».
من جانبها بينت رهف علّوم: أن «المواد المستخدمة في منحوتتها هي القماش والكرتون من الداخل ودهنتها بالغري من أجل الصلابة، أما الرجلان فهما من القماش وفي داخلهما أسلاك، وأنا أعمل على موضوع الخوف والحلم والإصرار عليه، وهذا نمط شغلي، الدجاج مع الإنسان والدجاج يرمز عادة للخوف وأشتغل في هذا النمط منذ بدايتي».
وأضافت علوم: لم أقم بمعرض فردي للآن وشاركت بعدة معارض منها في غاليري مصطفى علي وقزح وزوايا، والمشاركة اليوم هي فرصة لترى الناس عملي بتنوع أكثر، والفنانون أعرفهم من قبل وفرصة لنرى بعض أعمالهم الجديدة».
اكتشف حياة الشخصيات
أما سراب الصفدي فقالت: «عندما نرى اللوحة نلتقط إحساسه الأول، ولوحاتي تعبر عن المرأة المعاصرة والقديمة، أحب تسليط الضوء على المرأة وحياتها وعلاقاتها ووضعها في المنزل ووضعها في العمل، وغالباً ما أقرأ العديد من الروايات لأستخلص شخصية ما وأعمل عليها دراسات وأنشئ اللوحة، هي ليست مسألة سهلة لأنني أشكل حياة شخصية ما، وأقتبس أشكالها وحركاتها من الخيال لكنني تعودت على ذلك، وتميزت بهذا العمل ونرى من خلاله فسيفساء خاصة بالمرأة لأني أدخل لبيوت وأطل على شبابيك وأكتشف حياة الشخصيات».
ولفتت الصفدي في حديثها: «أعمل اليوم على زيادة الألوان الفاتحة عموماً لأن الكثيرين قالوا إنني ذهبت باتجاه القتامة، وأحببت أن أشارك مع هذه المجموعة اللطيفة من الفنانين وهي تجربة على أمل أن تكون ناجحة لنا جميعاً».
بينما لفت المخرج علي منصور إلى أن «المعرض لطيف ومتنوع، تميزه ثورة الشباب وهي واضحة بالأعمال سواء في مجال التصوير أم النحت، ويستحق كل عمل أن نتوقف عنده، وبالنسبة لعمل الفنانة ربا الكنج هو عمل يعتمد على موضوع الخوف والانكماش وعدم فرد المساحة وربما له علاقة بالظرف الذي نعيشه ومجريات الحياة التي تجري بشكل يجعلنا ننقبض أكثر».
وأضاف منصور: إن «العمل ينقسم إلى موضوع وتكنيك، والموضوع هو القوقعة والانكماش، أما التكنيك فهو يعود إلى أسلوب الفنانة والشكل الذي تقدم فيه عملها، موضحاً أن التلوين يغني المواضيع النحتية تحديداً لأنها كانت من قبل تذهب باتجاه البرونز أو المواد التي تعتمد على طبيعتها الخام، إلا أن اليوم أصبح الفنانون يغنون تجربتهم بالتلوين».
من جانبها تحدثت عزة حيدر: «الموضوع الأخير الذي أعمل عليه هو الطبيعة وأستوحي مواضيعي منها وأستعمل ألوان الأكوريل لأبيّن شفافية وجمالية الطبيعة، وشاركت بثلاثة أعمال كبيرة وأربعة أعمال صغيرة، أنا متأثرة بالطبيعة، نحن مجموعة فنانين شباب لكل منا أسلوبه، وجميل أن نجتمع بمعرض واحد».