عربي ودولي

مقتل ثلاثة ناشطين أكراد في اشتباكات مع الشرطة في جنوب شرق تركيا واتهام مسؤولين في صحيفة «معارضة» تركية بـ«محاولة انقلاب» وتوقيفهما

اتهمت محكمة في اسطنبول أمس الثلاثاء مسؤولين في مجلة «نقطة» المعارضة التي انتقدت فوز الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد وأودعتهما السجن كما أفاد مصدر من المجلة.
يأتي ذلك في حين قتل ثلاثة ناشطين أكراد أمس في جنوب شرق تركيا المأهول بأغلبية من الأكراد أثناء اشتباكات مع قوات الأمن، حسب مصادر متطابقة. وأوضح صحفي في المجلة «إن رئيس التحرير جوهري غوفن ومدير النشر مراد تشابان اتهما وحبسا بتهمة محاولة القيام بانقلاب».
وأوقفت الشرطة الصحفيين في اسطنبول الاثنين بعد صدور العدد الأخير من المجلة وعلى غلافه عنوان اعتبر انتصار العدالة والتنمية «بداية الحرب الأهلية في تركيا».
وأذكى فوز الحزب الإسلامي المحافظ الذي استعاد الأكثرية المطلقة بعد أن خسرها قبل خمسة أشهر، المخاوف لدى خصوم الرئيس من أن يستغل ذلك لتعزيز سلطاته في البلاد.
وفي الأسبوع الفائت اقتحمت الشرطة التركية مقار محطتي تلفزيون تابعتين إلى مجموعة «كوزا- ايبيك» القابضة المقربة من المعارضة تطبيقاً لقرار قضائي بفرض الحراسة القضائية عليهما. ومنذاك قام المديرون الجدد المعينون بفصل 58 صحفياً في المجموعة بحسب الإعلام المحلي.
وغالباً ما تنتقد منظمات حقوق الإنسان حكومة العدالة والتنمية الإسلامية المحافظة بسبب ضغوطها على وسائل الإعلام. ودانت الاثنين الولايات المتحدة «الضغوط» و«التخويف» بحق الإعلام في أثناء الحملة الانتخابية فيما انتقد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا النظام التركي على «تدخلها في الاستقلالية التحريرية لوسائل الإعلام». ورفض نائب رئيس الوزراء التركي بدوره هذه الانتقادات بشكل قاطع أمس.
وفي سياق آخر أفاد مصدر من الأجهزة الأمنية أن اثنين من عناصر حزب العمال الكردستاني قتلا في محافظة هكاري قرب الحدود العراقية، فيما قتل ناشط آخر مقرب من حزب العمال الكردستاني في سيلفان، حسب حاكم محافظة دياربكر. وقتل شاب في الثانية والعشرين من عمره في مدينة سيلفان حيث فرض حظر التجول على ثلاثة من أحيائها منذ الفجر كما أعلن مكتب حاكم محافظة دياربكر في تصريح. وأعلنت هيئة أركان الجيش التركي أمس قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني الاثنين في تركيا وشمال العراق.
تأتي هذه العمليات بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ فوزاً في الانتخابات التشريعية الأحد بحصوله على 49.4% من الأصوات مستعيداً بذلك خلافاً لكل التوقعات الأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان التي خسرها قبل نحو خمسة أشهر.
وطوال الحملة ركز رئيس الوزراء المنتهية ولايته ورئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو ورئيس الدولة أردوغان على نهج متشدد للغاية حيال حزب العمال الكردستاني.
واستؤنفت المعارك الدامية بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية أواخر تموز في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. وتوقفت عملية السلام الهشة التي بدأت في خريف عام 2012 بهدف وضع حد لهذا النزاع الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984.
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن