سورية

بعد حجب النظام التركي لجزء كبير من حصة سورية والعراق من «الفرات» … إقبال على حفر الآبار في «عين العرب» خوفاً من تفاقم أزمة المياه

| وكالات

لجأ السكان في مدينة عين العرب بريف حلب، مؤخراً، إلى حفر الآبار الارتوازية بشكل لافت بسبب مخاوف من تفاقم نقص المياه الواصلة للمنازل بعد استمرار النظام التركي في خفض كميات مياه نهر الفرات المتدفقة إلى الأراضي السورية، ومنع سورية والعراق من الحصول على حصتهما منها وفقاً للاتفاقيات الدولية.
وتأثرت قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والري في عين العرب، منذ أكثر من أربعة أشهر، جراء تخفيض النظام التركي لكميات مياه نهر الفرات المتدفقة نحو الأراضي السورية، ما أدى إلى انخفاض غزارة النهر من 500 إلى أقل من 190متراً مكعباً في الثانية.
وفي هذا الإطار، أوضح عبدو إبراهيم (65 عاماً)، وهو أحد سكان عين العرب، أنه يقوم حالياً بحفر بئر لمنزله لتأمين مياه الشرب، بعد انخفاض مستوى المياه في الفرات الذي أدى لنقص كميات المياه الواردة إلى المنازل، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأشار إبراهيم إلى أن انخفاض مستوى المياه في نهر الفرات أدى إلى تلوث المياه في النهر وإصابة الكثير من السكان بالأمراض، مبيناً أن قيامه بحفر البئر هو أمر احتياطي في حال تم قطع مياه الفرات عن المنطقة من النظام التركي أو انخفضت مستويات التدفق لدرجة تصبح غير صالحة للاستخدام.
وأكد أن سكان المنطقة لا يستطيعون تحمل نفقة حفر الآبار، كما أن كميات المياه في كل بئر تختلف من بئر لآخر، فهناك آبار لا تضخ أكثر من خمسة براميل في اليوم، كما يختلف العمق اللازم للبئر من مكان لآخر داخل المدينة، حيث يتم حفر البئر بعمق يتراوح بين 50 و150 متراً.
وتبلغ تكلفة كل بئر بين 500 و600 ألف ليرة سورية، على حين تصل تكلفة تجهيزه لضخ المياه بما فيها معدات المضخات والخراطيم إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية.
بدوره أشار أحمد (38 عاماً)، وهو صاحب حفارة في المدينة إلى أن لجوء سكان عين العرب لحفر الآبار زاد منذ نحو شهرين بعد انخفاض مستوى مياه نهر الفرات.
وذكر أن مياه البئر كانت تظهر سابقاً على عمق 35 متراً، على حين تظهر المياه حالياً على عمق 70، وقد تصل في بعض الأماكن إلى 120 متراً، وذلك بسبب كثرة الآبار من جهة، وانخفاض مستوى مياه الفرات من جهة أخرى.
وفي السياق، بيّنت ما تسمى الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في عين العرب، التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية المدعوة خالصة حج عبد القادر، أن تخفيض النظام التركي للمياه المتدفقة إلى المنطقة أدى لمشاكل نقص المياه.
وأعربت الأمم المتحدة في التاسع عشر من حزيران الماضي عن «قلقها العميق» إزاء انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، وحذرت من أن ذلك ستكون له آثار إنسانية واسعة النطاق على ملايين الأشخاص في سورية، بعد قيام النظام التركي بحجب المياه المتدفقة نحو سورية والعراق، وترافق ذلك مع تقديرات أممية بأن الجفاف المستمر منذ شهر يهدد بأزمة جوع في سورية.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر من خمسة ملايين شخص في شمال شرق سورية، يعتمدون على نهر الفرات للحصول على مياه الشرب، ونحو ثلاثة ملايين شخص للحصول على الكهرباء.
ووقعت سورية والنظام التركي اتفاقيــة في عام 1987، نصت على تعهــد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً مــن الميــاه يزيد علــى 500 متر مكعب في الثانيــة للجانــب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراق على تمرير 58 بالمئة من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42 بالمئة لسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن