الأولى

في الذكرى الـ65 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية والصين … السفير مصطفى لـ«الوطن»: علاقاتنا تزداد اتساعاً وتشهد تطوراً لا مثيل له

| سيلفا رزوق

أكد سفير سورية لدى الصين، عماد مصطفى، أن نوعية العلاقات السورية الصينية في العقد الحالي شهدت تطوراً لا مثيل له، وازدادت اتساعاً فشملت مجالات عديدة، وبلغت من العمق مستويات غير مسبوقة.
وفي مقابلة أجرتها معه «الوطن» عبر تقنية «الفيديو» بمناسبة مرور الذكرى الخامسة والستين على إرساء العلاقات بين البلدين، أكد مصطفى أن العقد السادس من القرن المنصرم شهد معلماً مهماً في تاريخ العلاقات الثنائية، معتبراً أن نوعية العلاقات السورية الصينية في العقد الحالي قد شهدت تطوراً لا مثيل له، وازدادت اتساعاً فشملت مجالات عديدة، وبلغت من العمق مستويات غير مسبوقة.
ولفت السفير مصطفى، والذي قدّم خلال المقابلة سرداً للأهمية التاريخية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية والصين، إلى أن الرئيس بشار الأسد اعتمد بصورة حاسمة ولا تراجع عنها سياسة الاتجاه شرقاً، وهي سياسة قائمة على فهم إستراتيجي لطبيعة المتغيرات الدولية، والصراع العالمي المعاصر، وتمفصل القوى الكبرى مع حلفائها في سياسات محورية ذات أثر كبير، مبيناً أن سياسة التوجه شرقاً ليست سياسة منفردة تعزل سورية عن دوائر مهمة أخرى في الساحة العالمية، بل هي تتناغم وتعزز سياسة التحالف مع الدول التقدمية والمناهضة للمشروع الغربي حول العالم، سواء أكنا نتكلم عن كوبا وفنزويلا، أم عن زيمبابوي وجنوب أفريقيا، أم عن قطاعات كبيرة من الجماهير العربية المناهضة للهيمنة الأميركية والمؤيدة للمحور الممانع للذل والهوان عبر الساحات العربية جميعها، وأضاف: «سياسة التوجه شرقاً تلك، تعتبر العلاقات مع روسيا الاتحادية وإيران والصين الشعبية والهند وكوريا الديمقراطية خياراً ارتضته سورية لنفسها بديلاً عن العلاقات مع المحور الذي يقوده الكيان الإسرائيلي، ويضم في طليعته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأذنابهم ومن يدور في فلكهم».
وشدّد السفير مصطفى على أنه وفي ضوء هذه السياسة سيستمر البلدان بتعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية باضطراد، ولاسيما أن المعسكر الغربي يشن حملة ضارية من الافتراءات والشيطنة بحق الصين لا مثيل لها منذ عهد «ماو تسي دونغ»، مؤكداً أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأخيرة إلى دمشق ولقائه مع الرئيس الأسد، ومحادثاته مع وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد هي إحدى المؤشرات على المستقبل الواعد للعلاقات بين البلدين.
السفير مصطفى أكد أن الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية والصين، هي مناسبة ذات أهمية استثنائية لا تشابه إقامة العلاقات بين أي دولتين تتبادلان الاعتراف ببعضهما بعضاً، لأن جمهورية الصين الشعبية التي تأسست عام 1949 لم تنل الاعتراف إلا من ست عشرة دولة (من خارج الكتلة السوفييتية) وكانت تتطلع باهتمام كبير لأن تحظى بالاعتراف العالمي، وبعد سبع سنوات من قيام جمهورية الصين الشعبية، لم تكن هناك أي دولة عربية تعترف بها أو تتبادل العلاقات الدبلوماسية معها، وفي عام 1956 جاء اعتراف مصر وسورية بالصين الشعبية، وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها بمثابة معلم بارز من معالم السياسة الخارجية الصينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن