شريان جديد لحلب أقصر بـ80 كيلو متراً … طرد داعش من الطعانة شرقي حلب واستعادة السيطرة على محطة «سريان» الإستراتيجية
حلب – الوطن – وكالات :
وجه الجيش العربي السوري ضربة قاصمة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي أمس بدحر مسلحيه متقدماً باتجاه قرية الشيخ أحمد غربي مطار كويرس العسكري المحاصر ليصبح أقرب من أي وقت مضى منه في الوقت الذي طرد مقاتلي التنظيم من قرية الطعانة قرب مدينة الشيخ نجار الصناعي شرقي حلب.
وعلى حين استعاد الجيش السيطرة على محطة سريان الإستراتيجية قرب إثريا، أقرت التنظيمات المسلحة بمقتل 42 من عناصرها، وبدأت إطلاق نداءات الاستغاثة.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش تقدم بضعة كيلو مترات شمال شرقي مدينة السفيرة ليثبت مواقعه على تخوم قرية الشيخ أحمد، واختصر بذلك المسافة التي تفصله عن «كويرس» العسكري من 8 إلى 2.5 كيلو مترات وهي مسافة سهلية مكشوفة تمكن الجيش من مواصلة تقدمه بعد أن سيطر في وقت سابق على قريتي الناصرية وحمام وتلتها الإستراتيجية ولم يتبق أمامه سوى قريتي الشيخ أحمد وأم أركيلة في طريق فك الحصار عن المطار المحاصر من «داعش» منذ أكثر من سنتين.
وأوضح المصدر أن قرية الطعانة ذات الموقع الحيوي في جنوب شرق مدينة الشيخ نجار الصناعية غدت في قبضة الجيش بعد إعادة انتشاره في محيطها قبل أيام بسبب الهجمات المكثفة لـ«داعش»، وأشار إلى أن أكثر من 50 من مقاتلي التنظيم لقوا حتفهم في معركة الجيش لاستعادة الطعانة بالإضافة إلى عشرات الجرحى وتدمير سيارات دفع رباعي وأسلحة ثقيلة منها دبابة تي 52.
وإلى طريق خناصر الوحيد الذي يربط حلب بحماة والعالم الخارجي، بين مصدر ميداني لـ«الوطن» أن سبب تأخر العملية العسكرية الرامية إلى طرد داعش وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، يعود إلى تثبيت الجيش وقوات الدفاع الوطني المساندة له نقاط التمركز في المواقع التي استعيدت السيطرة عليها خلال الأيام المنصرمة.
ولفت المصدر إلى أنه بتقدم الجيش في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وخصوصاً في المنطقة الواصلة منه إلى بلدة خناصر أمس الأول، قد تتيح الفرصة لشق طريق جديد يمر في مناطق سيطرة الجيش الجديدة الأكثر أمناً من دون الحاجة للمرور في خناصر وأثريا وقرى أخرى، ما يختصر 80 كيلو متراً من طريق خناصر أثريا الذي شقه الجيش قبل سنتين ويفتح شرياناً جديداً لمدينة حلب يصلها بحماة. وفي الغضون أكدت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلاً عن مصدر عسكري من مدينة أثريا أن الجيش والقوات المرادفة له، تمكنوا من استعادة السيطرة على محطة «سريان» الإستراتيجية في المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة جداً، مع قوات تحالف «داعش – النصرة»، على امتداد طريق أثريا – الطبقة. وأضاف المصدر: أن المحطة التي تمكن «التحالف الإرهابي من السيطرة عليها قبل أيام، لا تبعد سوى أقل من 7 كيلومترات عن مفرق طرق (خناصر- السفيرة)، وهو الطريق الوحيد الواصل لمدينة حلب، والذي يقع تحت سيطرة الحكومة السورية».
وفي ضوء النجاحات التي يحققها الجيش أكد ناشطون على فيسبوك أن «المجموعات الإرهابية المسلحة باتت تطلق نداءات استغاثة لباقي المجموعات لمؤازرتها في ريف حلب الجنوبي وحالة من الهيستريا تعيشها تلك المجموعات بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش خلال الساعات الماضية».
من جهتها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري «مقتل العديد من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وتدمير آليات مزودة برشاشات وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم» بعد قيام وحدات من الجيش بإسناد من الطيران الحربي السوري بتوجيه «ضربات مركزة على تجمعات ومحاور تحرك التنظيم في مدينة منبج وقرى وبلدات المفلسة وأم أركيلة وكويرس جنوبي والحلبية والشيخ أحمد ورسم العبد وسوسيان» بالريفين الشرقي والشمالي الشرقي لحلب. ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش «كبدت إرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات التكفيرية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد خلال عمليات مركزة ضد أوكارهم وتجمعاتهم في بلدتي الحاضر والزربة» بريف حلب الجنوبي، على حين أكد «سقوط قتلى ومصابين بين أفراد التنظيمات الإرهابية وتدمير آلياتهم بعضها مزود برشاشات خلال ضربات مركزة لوحدات من الجيش على أوكارهم وخطوط امدادهم في قرى وبلدات شامر والعمارة وحريتان ومحيط حندرات وكفر داعل والمنصورة»، في الريفين الغربي والشمالي، كما قضت وحدة من الجيش على «بؤر لإرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات التكفيرية المنضوية تحت زعامتها في حي بني زيد» بالمدينة.
وأكدت «سانا» أن التنظيمات الإرهابية أقرت أمس بمقتل 42 إرهابياً من أفرادها بينهم 4 متزعمين خلال عمليات لوحدات من الجيش والقوات المسلحة في ريف حلب الجنوبي، إذ أشارت تلك التنظيمات على صفحاتها في فيسبوك إلى مقتل من سمتهم «القيادي العسكري في حركة أحرار الشام» الملقب أبو علي النعيمي و«قيادي في لواء عمر الفاروق التابع للحركة» المدعو عقبة أبو أحمد و«القائد العسكري في لواء حلب» صالح سندة و«القائد الميداني في الجبهة الشامية» المدعو عبد اللـه الرملة.
كما نشرت التنظيمات أسماء بعض قتلاها من بينهم خالد نايف النعسان ومحمد عبد الرزاق حسن مما يسمى «حركة نور الدين الزنكي» ومصعب الحاج عمر ومحمد يوسف الحاج سليمان وعلاء حسين السيد ومحمد عبد الكريم حمدان وعلي الدلوع وخالد إبراهيم الشريف وحسين علي الإمام ومحمد خير خليل الطه إضافة إلى أسماء 25 من متزعمي وإرهابيي ما يسمى «جيش الإسلام»، بعدما اعترفت أول أمس بمقتل من سمتهم «القائد العسكري في سرايا التوحيد والجهاد» التابعة لـ«جبهة النصرة» المدعو أبو معاذ الشامي و«القائد العسكري الميداني في حركة أحرار الشام» الملقب أبو آدم و«القيادي في الحركة» أشرف جمعة المحير أبو سهيل.