ثقافة وفن

رسائل وطنية في المعرض الكاريكاتيري للفنان عبد اللـه العبيد

| الحسكة - دحام السلطان

تناول معرض الكاريكاتير الفني الذي أقامه الفنان «عبد اللـه عكَلة العبيد»، وبدعوة نوعية لمثل هذا النوع من الفن، من جمعية «صفصاف الخابور» الثقافية وبالتعاون والتنسيق بينها وبين مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة، تناول مجموعة الأنشطة الثقافية والفنية المقامة للجمعية خلال أيام الأسبوع الجاري، كما أعطى المعرض الذي احتضتنه صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي في الحسكة، مجموعة رسائل وطنية هادفة وحالة لونية متنوعة قدمت مجموعة عناوين مباشرة، صوّرت واقع الحال الراهن وإرهاصاته الحياتية التي أرّخت بظلالها على ابن المنطقة اليوم وزادت في معاناته، وهو الذي لايزال يعيش تحت وطأة الاحتلالين «الأميركي- التركي» وأدواتهما.
وبيّن الفنان العبيد لـ«الوطن» أنه توجه لفن الكاريكاتير، على اعتباره الفن الأكثر ملامسة لهموم وشجون الناس والأقرب إلى الحالة البصرية والذهنية لديهم، مؤكداً أنه حاول قدر الإمكان أن يقوم بنشر المواضيع المهمة والنوعية التي تناجي هموم وظروف المجتمع بالمفهوم العام، في ظل تكالب وظهور أطماع القوى العالمية الكبرى علناً، التي جنّدت فلول الإرهاب التكفيري والظلامي الذي حاول النيل من الشريان الفكري والهوية الوطنية والانتماء القومي للمواطن في سورية.
ولفت العبيد إلى أن تجربة الكاريكاتير هي التجربة الأولى له من خلال هذا المعرض، مبيناً أن جميع إسهاماته كانت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، شاكراً بدوره جمعية «صفاف الخابور» الثقافية والمركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة وفرع اتحاد الكتاب العرب، الذين تبنّوا فكرة تنفيذ المعرض الفني في دعوة صريحة وشفافة لملامسة الواقع عن قرب أكثر من خلال ما رسمته اللوحة بشكل مباشر ومحاكاة ما يريده الجمهور وبتماس قريب منهم.
وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية «صفاف الخابور» الباحث أحمد الحسين، إلى أن تجربة معرض رسوم الكاريكاتير هي حالة فنية جديدة من هذا النوع بالنسبة لنشاط الجمعية، وخاصة لمعرض يقام بهذا الحجم وبهذا التنوع وبهذا المستوى الفني، مبيناً أن المعرض يحمل مجموعة رسائل تنم عن تعزيز البناء الفكري من خلال طرح جملة من المواقف المحددة للثوابت السياسية السورية، والتي تصور أشكال العدوان الذي تتعرض له، إضافة إلى بعض من أشكال المعاناة التي يعاني منها المواطن في سورية، والتي يقف وراءها قوى الاحتلال والأدوات الإرهابية المرتبطة به.
وبيّن الحسين أن المعرض جمع في محتواه حالة مزج لوني بين جانب فكري واضح الملامح وجانب فني بمفهومه التقليدي، وحقق كل منهما الغرض المراد والمطلوب، من خلال أول مشاركة لفنان تشكيلي واحد، قدم من خلال موهبته الذهنية رسالة فنية راقية للجمهور الفني الذوّاق والتوّاق والمتابع والمهتم بمثل هذا اللون من الفن المتميز في كل جوانبه وأبعاده ومراميه الفكرية.
وأكد عبد الرحمن السيد مدير الثقافة في الحسكة، أن المعرض يُقام ضمن مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المنفذة بالمركز الثقافي بمدينة الحسكة وبالتعاون بين جمعية «ضفاف الخابور» الثقافية وفرع اتحاد الكتاب العرب، مشيراً إلى أن مديرية الثقافة ترحب بشكل دائم ومستمر على الدوام في مد وبناء جسور التعاون مع الجمعيات والمؤسسات الثقافية التي ترعى وتُعنى بالمواهب الأدبية والفنية وتعمل على إظهارها عبر منابرها الثقافية بشكل دائم ومستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن