من دفتر الوطن

بالنسبة لبكرا شو؟

| عصام داري

واضح أنني لطشت عنوان زاويتي من مسرحية زياد الرحباني، فزياد يعجبني، وتعجبني أكثر سرقة العناوين، لكن فكرة المسرحية تختلف عن فكرة زاويتي هذه، ولكم أن تحكموا!.
المهم، قرأت منذ أيام في صفحة أحد المحللين الاقتصاديين المعروفين رأياً يقول: إن بكرا (أي غداً) سيكون أفضل، وأن ذلك ليس تحليلاً أو توقعاً وإنما معلومات!.
وقرأت أيضاً في صفحة الصديق والزميل وضاح عبد ربه رأياً مشابهاً، وربما متطابقاً إذ يقول: إن الآتي أجمل، وإنه لا يحلل بل يستند إلى معلومات، خيراً إن شاء الله!.
بشركما اللـه بالخير، لذا سأستعيد كلمة درجت كثيراً في السنوات الماضية وهي: «بكرا أحلى».
ولأنني متفائل جداً عند الضرورة، ومتشائم في الكثير من الأحيان، فسأسمح لنفسي بأن أشطح في الخيال بعيداً وسأحاول ترجمة ما قرأته إلى توقعات، وليس معلومات، وسأسأل: بالنسبة لبكرا شو؟ وكيف سيكون ذلك الـ «بكرا أحلى» وأتصور التالي:
1-إلغاء التقنين الكهربائي بالمطلق، أو تخفيفه ليصبح ساعة قطع وخمس ساعات وصل، أي عكس ما هو الحال اليوم.
2-إلغاء حصول المواطن على المحروقات (مازوت- غاز- بنزين – كاز- قطران وزفت) على البطاقة الذكية والعودة إلى الأسعار القديمة «البنزين مثلاً» يصبح سعر اللتر 250 ليرة، وشكراً يا حكومة.
3- تمكين المواطن المسحوق من تناول اللحم (ضأنٍ- عجل- فروج- أسماك) مرتين أسبوعياً إما بالسيطرة على جنون الأسعار، أو منحه قرضاً سنوياً اسمه «قرض البروتين الحيواني» ويتم التحقق من شراء اللحوم فعلاً ولم يصرف القرض بغرض الرحلة السياحية إلى هاواي أو ماليزيا!.
4- السيطرة على غلاء الأسعار بفرض عقوبات رادعة بحق التجار الذين يشفطون دم المواطن المعتر، بحيث تصل العقوبة إلى حد السجن المؤبد، ومنعهم من تناول الكافيار والحلويات لمدة شهر كحد أدنى، أو تخصيص قرض للمواد الغذائية على غرار قرض البروتين الحيواني!.
5-منح الموظفين المعترين مبلغاً مجزياً في الشهر تحت اسم «تعويض غلاء معيشة» يضاف إلى الراتب، وفي الوقت نفسه دعم الفلاح والصناعي من بيت مال المواطنين كي لا نحمل هذا ولا ذاك أي أعباء إضافية، وهذا ما نسميه «التدخل الإيجابي».
6- توزيع بطاقات ذكية خاصة ممهورة بخاتم الدولة تضمن للمواطنين الدخول إلى الجنة من غير حساب، وهذه هي الآخرة (والآخرة يا فاخرة). على غرار صكوك الغفران في أوروبا خلال العصور الوسطى، عندها يفرح المواطن ويتأكد من أنه لن يكتوي بنار جهنم مرتين، الأولى في الأرض والثانية في السماء.
هذه خطة طموحة ومعقولة لإدخال السعادة والفرح والمرح إلى نفوس المواطنين، اللهم آمين!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن