رياضة

اتحاد كرة اليد إلى أين يسير؟ .. دهمش: قرارات ارتجالية وشخصية لا تخدم اللعبة وتطورها

| ناصر النجار

فتحت مباراة ناشئي النواعير مع اليقظة بكرة اليد الباب أمام تساؤلات عدة مشروعة، أهمها: إلى أين تسير كرة اليد؟

وإذا كانت مشكلة بسيطة ستنتهي في المهد بصافرة حكم فإذا بها تحولت إلى شجار وعنف كبيرين بين الفريقين من دون أن نجد الرجل الرشيد الذي يوقف هذه المهاترات، فكيف بهؤلاء النشء عندما يصبحون رجالاً؟

لكن هذا الموضوع فتح جراحات مستمرة حول طبيعة عمل اتحاد كرة اليد والقرارات الارتجالية التي يتخذها والتي باتت مصدر شك بأهلية الاتحاد وذلك من خلال الاستقالات والإقالات العديدة سواء في الاتحاد أم لجانه العليا وخصوصاً لجنة التحكيم، أو في تهديده للفرق مثلما فعل باليقظة على شاشة التلفزيون بكلام من المعيب أن يصدر عن مسؤول رياضي.

لكن القضية التي أثارت استغراب الكثير من المتابعين معاقبة ثلاثة فرق من السيدات (قاسيون والنبك والكرامة) لأنهم اعتذروا عن المشاركة ببطولة السيدات التي تضم ستة فرق فقط، وسبب الاعتذار أن البطولة التي قررها تزامنت مع الامتحانات الرسمية والجامعية، وقرر حل الفرق الثلاثة وتحرير كشوف اللاعبات في قرار يهدف إلى هدم اللعبة ولولا العفو الذي أصدره الاتحاد الرياضي العام لانتهت كرة اليد بفئة السيدات تماماً.

أحد الخبثاء قال لـ«الوطن» وفضّل عدم ذكر اسمه: إنه يريد تحرير كشوف هذه الأندية ليعزّز فريقه (النصر) باللاعبات اللواتي سيخرجن من هذه الأندية.

«الوطن» اتصلت بعصام دهمش المدرب الوطني وسألته عن هذه التخبطات فأجاب:

المشكلة في مباراة الناشئين كان لها أن تحل دون ما وصلت إليه لو أن الحكم أو المراقب أو أعضاء الاتحاد الموجودين في المباراة أوقفوا المباراة لمتابعة اللاعب المصاب وهذا ما تنص عليه القوانين الدولية لأن سلامة اللاعب أهم من الرياضة بحد ذاتها، واتحاد اللعبة أصدر عقوباته وهي لا تتوازن مع حجم الشغب الحاصل، ونحن أمام أمرين أحلاهما مرّ، فنحن بقرارة أنفسنا لا نريد معاقبة اللاعبين لأنهم قاعدة كرة اليد وفيهم الموهوبون وبعضهم سيستدعى للمنتخب الوطني، ولا نريد أيضاً أن تفلت الأمور وتصبح صالاتنا عرضة لجحيم الشغب، لذلك أرى أن تمارس الأندية دورها الأخلاقي والتوعوي في ضبط سلوك لاعبيها وأن توجه كل الأندية إنذاراً للاعبيها بالفصل إن تسببوا بشغب أو خروج عن النص في الصالات والمباريات، نحن بحاجة إلى وعي وإلى تكريس الأخلاق في صفوف لاعبينا، وإن لم تنفع هذه الإجراءات فالبتر هو الحل لأن الرياضة وقدسيتها وأخلاقها فوق الجميع.

قصة غريبة

يضيف دهمش: اتحاد اليد تشكل بقرار من المكتب التنفيذي بعد أن تم حل الاتحاد السابق، وعندما جاء الاتحاد الجديد أكد أنه سيتابع روزنامة مسابقات الاتحاد السابق، ولا يوجد ضمن الروزنامة أي نشاط لكرة السيدات في شهري أيار وحزيران، لكن الاتحاد الجديد أقر هذا البطولة في هذا التوقيت ما أجبر فرق النبك وقاسيون والكرامة على الاعتذار لأن أغلب لاعباتهم من الطالبات اللواتي لديهن امتحانات (بكالوريا) أو جامعة، فاتخذ قراره بالحل فوراً من دون الرجوع للأندية ولم يبق لديه بالدوري إلا فرق النصر ومحردة والشرطة، والقصة الغريبة أنه دعا فريق محردة للحضور إلى دمشق مع المراقبين والحكام والنزول إلى الصالة وتسجيل سكور بانسحاب قاسيون، أليس هذا القرار الغريب العجيب فيه مشقة لمن دعاهم وهدر للمال العام؟

من المفترض أن يسعى اتحاد كرة اليد إلى توسيع قاعدة اللعبة الأنثوية وأن يرغّب الأندية التي ماتت عندها اللعبة بأن تعيد بناءها من جديد أما أن يكون عندنا ستة أندية فقط فنقوم بشطب نصفها، فلعمري هذا التصرف الغريب من الأمور التي لا تصدق!

تهديد معيب

وعن تهديد رئيس اتحاد كرة اليد لفريق اليقظة على شاشة التلفزيون قال عصام:

فريق اليقظة فريق عريق عمره أكثر من خمسين سنة باللعبة وله تاريخ وإنجازات وكلنا يعرف أن ظروفه الحالية صعبة للغاية، لذلك طلب مساعدة تقنية أو مالية أو أي نوع من المساعدة من اتحاد اللعبة ليتمكن من المشاركة بـ(البلاي أوف) دوري الرجال، لكن رئيس الاتحاد وعلى شاشة إحدى الفضائيات هدد الفريق وقال: عندما رفعنا العصا شارك ولو لم يشارك كنا سنوقف الفريق وسنحرر كشوفه!

نحن بدورنا نقول: هل هذا الاتحاد يريد هدم اللعبة أم بناءها؟ ولماذا يصر في عقوباته على تحرير الكشوف وشطب الأندية؟ وإن قدر له الاستمرار لنهاية هذه الدورة الانتخابية ربما لن نجد نادياً واحداً يمارس كرة اليد!

تخبطات

وعن الاستقالات قال: هناك استقالات عديدة وإقالات في اتحاد اللعبة، والسبب أن رئيس الاتحاد لا يضع أعضاء الاتحاد أو أعضاء اللجان العليا في تصورات العمل وخصوصاً موضوع التسويق وتغيير اللجان الفرعية وتغيير لجنة الحكام، ونلاحظ أن رئيس الاتحاد يبعد خبراء اللعبة وكوادرها المخلصين الذين حافظوا على اللعبة زمن الأزمة ورعوها خير رعاية، والبدلاء لم يكونوا على المستوى نفسه من ناحية الخبرة والكفاءة.

نحن مع إدخال دماء جديدة على اللعبة ولكن مع الحفاظ على الخبراء والمتميزين، بالنسبة للحكام نرى استقالاتهم مستمرة واستقالات الخبرات التحكيمية، وقد نصل إلى يوم لا نجد فيه حكاماً، لذلك نجد أن قرارات رئيس الاتحاد غير سليمة، فضلاً عن وجود انسحابات كثيرة من الفرق تحدث في بقية الفئات من الدوري نظراً للقرارات الارتجالية والتفرد بها وكلها غير مدروسة ولا تتناسب مع الأندية وظروفها ومصالحها.

هدر المال العام

وأضاف: تعاقد رئيس الاتحاد مع المدرب المقدوني لمنتخب الناشئات الذي كان يعمل في لبنان ولم يحقق أي إنجاز هناك، والتعاقد معه غير مفيد لأننا نحن بحاجة إلى المال لبناء اللعبة في الأندية، والمدرب المقدوني سيكلفنا أكثر من ثلاثمئة مليون في السنة وهذه المبالغ لو وزعت لتطوير كرة اليد في الأندية فستكون النتائج أفضل بكثير لأننا بوقت نحن بحاجة إلى بناء اللعبة وتطويرها وتوسيع قاعدتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن