عربي ودولي

الخارجية الإيرانية تستنكر الاتهامات الأميركية والبريطانية بشأن استهداف السفينة الإسرائيلية وتصفها بـ«الكاذبة» … روحاني: زمن التشدد والإفراط انتهى والتوازن والتعامل البنّاء هما الوسيلة لإنقاذ البلاد

| وكالات

اعتبر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني، أن «زمن التشدد والإفراط قد انتهى»، مشيراً إلى أن السبيل لإنقاذ البلاد هو التوازن والتعامل البنّاء. بينما استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية والبريطانية بشأن استهداف السفينة الإسرائيلية في بحر عُمان، ووصفتها بـ«الاتهامات الكاذبة».
وقال روحاني في كلمة له باجتماع مع كبار المديرين في حكومته أمس الإثنين حسبما نقلت عنه وكالة «إرنا»: إن «ما كنت أفكر به عام 2013 كطريق لحل مشكلات البلاد هو ما أفكر به اليوم، من دون زيادة أو نقصان وهو أن التوازن والتعامل البنّاء هماغ الوسيلة لإنقاذ البلاد».
وأضاف: «اليوم وبعد تجربة 8 سنوات، أكرر القول إن التوازن في الداخل والخارج والتعاطي البناء مع الداخل والخارج أيضاً، هما طريقا النجاح، وبالتالي فإننا لن نصل إلى نتيجة من خلال التشدد ولا من خلال الإساءة لبعضنا بعضاً».
وتطرق روحاني إلى جوانب من الظروف الصعبة التي مرت بها حكومته، وجهودها في توفير ما يحتاجه المواطنون، إضافة إلى جهودها الدبلوماسية في رفع 7 قرارات دولية كانت مفروضة على الشعب الإيراني، واصفاً ذلك بأنه «لم يكن عملاً سهلاً».
وأضاف روحاني قائلاً إن «ما قام به وزير الخارجية محمد جواد ظريف والوفد الإيراني المفاوض (في الاتفاق النووي الإيراني) لم يكن عملاً بسيطاً حتى إن البعض كانوا يائسين من تحقيق أي نتيجة، لكنها تحققت فعلاً»، مشيراً إلى أن «القرار 2231 ألغى 7 قرارات مرتبطة بالفصل السابع».
من جانبه قال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: إن الحكومة حاولت أن تلتزم بالوسطية والاعتدال وأن تتعامل مع العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وفي مؤتمره الصحفي الأخير بصفته متحدثاً باسم الحكومة الإيرانية، لفت ربيعي إلى أنه لا يمكن الحديث عن أداء هذه الحكومة من دون ذكر الأمور الداخلية والخارجية التي عرقلت مهامها، كما لا يمكن أن نتجاهل النمو الاقتصادي الذي حققناه في السنوات الثلاث التي تلت توقيع الاتفاق النووي.
وقال: «في الملفات الخارجية حاولنا أن نلتزم بالوسطية والاعتدال، إلى جانب التزامنا بالمصلحة الوطنية والوقوف أمام عنجهية بعض الدول، كما تعاملنا مع العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وأكد ربيعي أن الحكومة واجهت في دورتين من تولي حسن روحاني الرئاسة، أزمات دولية كبيرة وعلى رأسها «داعش» والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهما نموذجان بارزان عن التشدد.
وشدّد ربيعي على أنه «لولا هذه الحكومة المعتدلة لكان من المحتمل أن يواجه الشعب الإيراني إلى جانب المشاكل الاقتصادية المزيد من الأزمات والويلات ويضطر لتحمل خسائر كبيرة».
ومن المقرر أن تجري مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي يوم الخميس المقبل بحضور شخصيات ووفود خارجية.
من جانب آخر أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة ما وصفها بالاتهامات الكاذبة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني وكررها وزير الخارجية الأميركي، لافتاً إلى «أنها مليئة بالتناقضات والكذب والتحريض المؤسف».
زادة، وفي تصرح له، قال: إن «هذه التصريحات المنسقة بحد ذاتها تحتوي على مضمون متناقض، حيث توجه اتهامات معادية لإيران من دون أي وثائق ثم تتحدث عن «احتمالات ذلك»، وأضاف: «إيران داعمة ومدافعة عن الملاحة الآمنة وغير الضارة للسفن في الخليج والمياه الدولية المحاذية للخليج ومستعدة دائماً للتعاون في توفير الأمن البحري مع دول المنطقة».
وأضاف: «إيران تعتبر تدخل القوى الأجنبية عن المنطقة في مياه الخليج والدول المجاورة مزعزعاً لأمن واستقرار المنطقة»، وأردف قائلاً: «من المؤسف أن هذه الدول التزمت الصمت في وجه الهجمات الإرهابية والاعتداء على السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر والمياه الدولية، بدعم صامت لذلك ولكنها اليوم تهاجم إيران باتهاماتها الكاذبة».
ودعا خطيب زادة هذه الدول إلى إظهار الوثائق التي تثبت ادعاءاتها الكاذبة، مشدداً على أن إيران لن تتردد أبداً في الدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية وسترد مباشرةً بقوة وحزم على أي مغامرة محتملة.
هذه التصريحات تأتي رداً على ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيانٍ أصدره بشأن الهجوم على سفينة «ميرسر ستريت» أنه «بعد مراجعة المعلومات المتاحة، نحن على ثقةٍ بأن إيران نفذَّت هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين باستخدام طائرةٍ مسيَّرةٍ انتحارية».
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أول من أمس الأحد: إنَّ «الهجوم كان متعمَّداً ومقصوداً، وانتهكت إيران به القانون الدولي»، مشيراً إلى أن بلاده «تعمل مع شركاء دوليين للرد على هذا الهجوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن