تحدثت تقارير إعلامية روسية، أمس، عن البدء بعملية ترميم قلعة مدينة حلب بمساعدة خبراء روس، وذلك بعد أن تعرّض جزء منها للتدمير على يد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، خلال فترة وجودها في المدينة.
وقالت كبيرة مهندسي المشروع «مشروع الترميم»، أمينة صابوني، في تصريح نقلته وكالة «تاس» الروسية أمس: «نقوم بترميم الجدران الشمالية والشرقية للقلعة التي تضررت أكثر من الجدران الأُخرى، كما دمرت بعض الأبراج بالكامل».
وأضافت: «أجرينا دراسة حددنا فيها درجة الدمار، وفي البداية أردنا استخدام الحجر الأصلي، أي إعادة القلعة إلى شكلها الأصلي، ولكن في بعض الأماكن يكون التدمير خطيرًا للغاية، ويجب استخدام المواد الحديثة».
وحسب تقديرات الخبراء، وصلت نسبة الدمار في القلعة إلى 20 بالمئة.
مدير متحف القلعة، أحمد حارب، من جهته أوضح في تصريح مماثل، أن عملية ترميم القلعة يقوم بها سوريون بمساعدة الخبراء الروس، إذ تم فحص الأشياء التاريخية المدمرة في سورية، من أجل إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد في أثناء رحلة استكشافية لمعهد «تاريخ الثقافة المادية»، التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
وسبق أن أعلن رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني التابع لوزارة الدفاع الروسية، ميخائيل ميزينتسيف، أن معهد «العلوم الروسية لتاريخ الثقافة المادية» وإدارة الآثار والمتاحف في سورية بدأ العمل على الحفاظ على مواقع التراث الثقافية في سورية.
جاء ذلك على هامش اجتماع ترأسه ميزينتسيف مع الحكومة السورية في مؤتمر «عودة اللاجئين والمهجرين السوريين»، في 26 تموز الماضي.
ومنذ اليوم الأول لمهاجمة مسلحي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة مدينة حلب عام 2012، دارت معارك ضارية بينها و بين قوات الجيش العربي السوري، وخاصة مع عناصر حامية القلعة الذين أبدوا بطولة لا مثيل لها في الدفاع عنها ومنع سقوطها في يد المسلحين الذين باءت كل محاولاتهم للسيطرة عليها بالفشل، على الرغم من كثافة التفجيرات والهجمات التي نفذوها لهذا الهدف والتي خلفت دماراً فيها.
واستعاد الجيش السيطرة على الأحياء الشرقية من مدينة حلب وطرد الإرهابيين والمسلحين منها عام 2016، ورغم هجمات الإرهابيين وتخريبهم لا تزال القلعة اليوم شامخة وتطل على المدينة من جهاتها الأربع.
وتشكل القلعة جزءاً من مدينة حلب القديمة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم «اليونسكو» منذ عام 1986 على لائحة مواقع التراث العالمي.