سورية

علاقات بلدينا مبنية على الاحترام المتبادل والوضوح في الرؤية … سفير عُمان في سورية لـ»الوطن»: هناك برامج تعاون جاهزة وننتظر تهيؤ الظروف المناسبة لتبادل الزيارات والخبرات

| سيلفا رزوق

اعتبر سفير سلطنة عمان في سورية تركي بن محمود البوسعيدي، أن العلاقات العمانية السورية ومنذ قيامها مبنية على الاحترام المتبادل، والوضوح في الرؤية، والثبات في المواقف، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي مبادئ تلتزم بها السياسية العمانية، والتي تؤمن بأن الاستقرار والسلام هما أرضية أساسية للتنمية ورفاه الإنسان.

وخلال لقاء جرى على هامش الزيارة التي قام بها رئيس تحرير جريدة «الوطن» الزميل وضاح عبد ربه، لسفارة سلطنة عمان في دمشق، أشار البوسعيدي إلى أن تداعيات وباء «كورونا»، والأزمات التي تعيشها المنطقة، تبطئ من سعي السلطنة لتوسيع مجالات التعاون المشترك بالقدر الذي تطمح إليه، ومع ذلك فإن الزيارات الرسمية قائمة، والمشاركات المتبادلة في الفعاليات الثقافية والاقتصادية متواصلة، فضلاً عن أن الدعوات لعدد من الأنشطة لاتزال مقررة، لكنها بانتظار تراجع القيود التي فرضها وباء كوفيد 19 على العالم أجمع، لافتاً إلى التعاون في مجال الآثار والمتاحف وترميم وتجديد الأحياء التاريخية، وتبادل الموجودات الأثرية والمخطوطات، وزيارة فرق من الخبراء لدراسة المواقع الأثرية.
وكشف السفير البوسعيدي عن وجود برامج تعاون جاهزة، تنتظر تهيؤ الظروف المناسبة لتبادل الزيارات والخبرات في مجالي التقنية والاتصالات، وأنظمة الأرشفة والمحفوظات وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وبأن هناك أفقاً واعداً للتعاون بشأن الاستفادة المثلى من الثروات والإمكانيات في القطاعات الزراعية والسمكية، وقال:» عرف عن السوريين بأنهم شعب نشيط ومنتج، نستطيع أن نرى ذلك بحكم إقامتنا بينهم، ولدينا في السلطنة جالية سورية موهوبة، ونشاطها ومثابرتها تؤكدان الفكرة ذاتها، على اختلاف وظائفهم ومهامهم، وهم مهنيون متخصصون كالأطباء والمهندسين وغيرها من المهن، وهناك أيضاً أصحاب الحرف، ومثال ذلك القائمون على معامل إنتاج الأثاث السوري، وهو ما يلقى رواجاً متنامياً في أوساط المجتمع العماني، وذلك لجودة المنتج وجماليته».
وبين السفير البوسعيدي أن سلطنة عمان لديها خطة طويلة المدى حتى عام 2040، وقال:» العهد الجديد لجلالة السلطان هيثم بن طارق «حفظه الله ورعاه» يعمل باتجاه تنمية وتحديث أساليب العمل والإدارة، وتطوير أساليب الإنتاج ومجالاته ، وتعزيز مساهمة القطاعات الصناعية والاستثمارية والسياحية في الاقتصادي العماني، وقبل هذه الأشياء وبعدها، رفاهية وجودة حياة الإنسان، عمان تتمتع بموقع جغرافي مميز، وبنى أساسية واسعة، وهناك عمل جاد لتوظيف هذه الإمكانيات وغيرها، لتنويع مصادر الدخل والثروة، وهو ما يعود بالخير العميم على الوطن والمواطن».

ولفت السفير البوسعيدي إلى أن دول العالم تواجه حالة غير مستقرة للاقتصاد العالمي، وتتنافس على جذب الاستثمارات الأجنبية، وفي سبيل تحقيق ذلك، تمكّنت السلطنة من إقامة موانئ ذات مستويات عالمية، وقادرة على التعامل مع كافة متطلبات التجارة البحرية، وكذلك الحال بالنسبة للمطارات ووسائط النقل، فضلاً عن توفر أرضية قانونية مواتية ومسهلة للاستثمار وريادة الأعمال، وفرص مشاريع صناعية وتجارية مربحة، بحكم قربنا للعديد من الأسواق المهمة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، كاشفا عن الرغبة بتنظيم لقاء بعدد من رجال الأعمال السوريين، بهدف التعريف والترويج، والاستماع للملاحظات ووجهات النظر، وبالتالي الوصول إلى توافقات مشتركة حول شكل التعاون الممكن بين البلدين في قطاع الاستثمار.
سفير سلطنة عمان في دمشق، تمنّى لسورية قيادة وشعباً كل الخير، معبّراً عن أمله بأن تتهيأ الظروف المناسبة لنجاح المساعي المبذولة في سبيل تجاوز أزمات المنطقة، وقال:» نعبر من خلالكم عن تقديرنا للصحافة السورية، وقدرتها على مواكبة الأحداث، ونأمل أن توفق الجهود الرامية لإحياء التعاون الإعلامي بين المؤسسات الصحفية والإعلامية في بلدينا، وتبادل الخبرات الصحفية في التغطية الاعلامية للمناسبات والفعاليات المهمة في البلدين، ولدينا مسار باتجاه تحقيق ذلك، على الرغم من تباطؤ كل أشكال التعاون والتفاعل بين المؤسسات والدول، ومرد ذلك هو تداعيات الجائحة والإغلاقات المتكررة وما شابهه من تعقيدات مستجدة»، وأضاف:» نغتنم هذه المناسبة للتعبير عن امتنانا للحكومة السورية، على حرصها المشهود لتسهيل مهام عملنا، والتقدير موصول لصحيفة «الوطن» وكوادرها على المحتوى المتميز الذي يقدمونه للجمهور».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن