عمد الكثير من اللاجئين السوريين إلى تغيير أسمائهم، وذلك خوفاً من العنصرية في دول اللجوء أو حفاظاً على مستقبل أبنائهم، حيث خضعت أسماء السوريين للكثير من التغيير والتبديل.
وبرزت ظاهرة تغيير اللاجئين أسماءهم لأسباب شخصية وعامة واضطر الكثير منهم للاعتماد على أسماء وجوازات مؤقتة إبان رحلة اللجوء بل غيروا لون شعرهم وعيونهم ليناسبوا تلك الهوية المؤقتة وليس الأسماء فحسب، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
فقد اضطر الكثير من اللاجئين الذين يحملون أسماء «جهاد» و«أسامة» مثلاً لتغيير أسمائهم التي تثير المخاوف لأنها ارتبطت بأحداث 11 أيلول 2001 وباتت في أعقاب الحرب على «الإرهاب» مرتبطة في خيال الغربيين بالقتل الجماعي.
وبيّن «أحمد. ز» وهو سوري وصل إلى تركيا عام 2013 وحصل على الجنسية منذ 4 أشهر، أنه شعر بالندم لعدم تغيير اسمه حينما سألته موظفة إدارة الهجرة في النظام التركي أثناء المقابلة: إن كان يريد تغيير اسمه؟.
من جانبه، أشار مدير مؤسسة «هارموني للثقافة واللغات» في هولندا، أحمد جاسم الحسين، إلى أن أسباب ميل اللاجئين إلى تغيير أسمائهم مرتبطة بخيارات شخصية دافعها الشعور بالحرية الشخصية، أو الخوف من العنصرية بغض النظر إن كانت هذه العنصرية حقيقة أو متوهمة، والرغبة بالحصول على فرص أكثر، ظناً من اللاجئ أن الاسم قد يكون حاجزاً.
وأوضح أن السوريين في تركيا مثلاً يلجؤون إلى هذه الخطوة خاصة في الكنى، إما لأن النظام العام أو المجتمع «السيستم» لا يقبل كناهم الحالية، أو خوفاً من العنصرية أو حفاظاً على مستقبل أبنائهم.
ويجيز القانون في النظام التركي للاجئين السوريين تغيير أسمائهم بمعاملة بسيطة، فحسب القانون رقم 7039 الصادر عام 2017 يحق للشخص ولمرة واحدة ومن دون الحاجة إلى قرار المحكمة تعديل اسمه أو كنيته بمعاملة إدارية في دائرة النفوس التي يتبع لها.
ويمنح هذا القانون الأشخاص الذين توجد في أسمائهم أخطاء كتابية أو إملائية مخالفة للآداب العامة، مضحكة، ومذلة، أو تحمل معنى مغايراً للمعنى المراد، حق تغيير أسمائهم وألقابهم من دون الرجوع إلى المحكمة.
وبيّن الحسين أن الأسماء المختارة إما أن تكون أسماء أوروبية، أو اختصاراً لأسمائهم الطويلة أو البعد عن الأسماء ذات الطابع الديني، أو تغييراً للأسماء التي يصعب نطقها على ساكني البلد الأصليين.
وأشار إلى أن المعيار الأساسي بالنسبة للأسماء في أوروبا هو الخيار الشخصي وليس المجتمع، لذلك يسمي كل شخص نفسه حين يكبر بالاسم الذي يعجبه، لافتاً إلى أن الهولندي يدفع 1500 يورو ليغير اسمه رسمياً لعدم رضاه عن الاسم الذي اختاره أهله له، أو لرغبته بالتغيير.
وتختلف وجهات النظر بالنسبة لظاهرة تغيير الأسماء في أوساط اللاجئين من شخص إلى آخر ومن فئة عمرية إلى غيرها، ففي حين ينظر إليها الشباب على أنها اندماج وحرية شخصية، يرى فيها من هم فوق الثلاثين تقريباً انسلاخاً وابتعاداً عن الهوية، في حين يعدها الوسط المضيف للاجئين قضية شخصية ويهمه الاسم الذي يسهل نطقه فحسب، حسب المواقع.
وأكد الحسين أن الغربيين لا يشجعون على التخلي عن الاسم الأساسي إلا أن كان خياراً شخصياً لكون المعيار في أوروبا هو الخيار الشخصي وليس المجتمع، لذلك يسمي كل شخص نفسه حين يكبر بالاسم الذي يعجبه، على خلاف ما هو معروف في المجتمعات العربية.
بدوره، أكد الباحث طلال عبد المعطي مصطفى، المختص بعلم الاجتماع أن الموضوع الجدير بالدراسة والاهتمام قبل الحديث عن العوامل الاجتماعية الشخصية التي تقف وراء ظاهرة تغيير اللاجئين أسماءهم الشخصية والعائلية هو الدوافع التي تقف وراء تسمية الأبنــاء من قبل الآباء في سورية كظاهــرة اجتماعية بدءاً من التقليد المتعارف عليه إطلاق اسم الجد على الولــد الأول كنــوع مــن الاحتــرام وتخليد الاسم، وأحياناً تصل إلى تسمية بقية الأولاد بأسماء الأعمام أيضاً لذلك نجد ظاهرة تكرار الأسماء في العائــلات الكبيــرة.
ونوه مصطفى إلى أن رغبة الشباب السوري في دول اللجوء (تركيا وأوروبا) بتعديل أسمائهم أثناء التقدم للجنسية، هي نتيجة تصورات قد تكون وهمية وهي قدرتهم على الهروب من المواجهة العنصرية في المستقبل وخاصة بالنسبة لآبائهم بعد الزواج، حيث سيطلق عليهم اللقب الجديد المندمج مع الألقاب العائلية التركية والأوروبية، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على فرص عمل أفضل بعيداً عن الرموز الدينية والمذهبية والسياسية لألقابهم السورية.