«موسكو 3» الأسبوع المقبل.. وتيارات المعارضة في الداخل لم تدع إليه حتى الآن … المقداد في طهران: لا نتحدث نهائياً عن «فترة انتقالية» وإنما عن حوار وطني وحكومة موسعة .. التنسيق اعتبرت أن اجتماع فيينا وضع قطار الحل السياسي على السكة
الوطن – وكالات :
بينما حط نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس في طهران، وأعرب عن رفض دمشق فكرة «فترة انتقالية» لحل الأزمة في البلاد، مؤكداً أن الحكومة السورية تتحدث عن «حكومة موسعة وحوار وطني»، أعلنت موسكو عشية استقبالها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن عزمها عقد لقاء «موسكو 3» بين ممثلي الحكومة والمعارضة الأسبوع المقبل.
في الأثناء أوضحت تيارات معارضة تعمل في الداخل لـ«الوطن» أنها حتى الآن لم تتلق دعوات من موسكو للمشاركة في هذا اللقاء، لكنها أعربت عن توقعاتها بأنه سيتم دعوتها في الأيام القادمة.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء بحث المقداد في طهران أمس مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وإيران بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك ومحاربة الإرهاب.
كما جرى خلال اللقاء بحث التطورات الأخيرة على الساحة السورية والجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والمستجدات السياسية في ضوء مؤتمر فيينا حول سورية إضافة إلى بحث المقترح الإيراني فيما يتعلق بالمسار السياسي في سورية. حضر اللقاء الدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران وأحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين.
وفي تصريحات له خلال الزيارة، رفض المقداد فكرة فترة انتقالية لحل الأزمة في بلاده وقال: إنها موجودة فقط «في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع»، وأضاف على ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «نتحدث عن حوار وطني في سورية وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمى بفترة انتقالية». وتابع: «لم نتلق أي شيء رسمي فيما يخص لقاء الحكومة السورية مع المعارضات».
في موسكو، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا للصحفيين «غداً (الأربعاء) سيتم لقاء بين سيرغي لافروف و(ستيفان) دي ميستورا، وموضوعه الرئيسي هو العملية السياسية في سورية وإنشاء حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة السورية» على ما ذكرت وكالة «أ ف ب». وزار دي ميستورا دمشق يومي الأحد والاثنين حيث دعا قبل مغادرته دمشق إلى وقف لإطلاق النار فيما يكثف الغرب والروس ودول الشرق الأوسط الجهود الدبلوماسية سعياً لإنهاء الحرب الدائرة في سورية منذ أربع سنوات ونصف السنة في البلاد.
وقال: «إنه ناقش خلال زيارته دمشق جوانب محادثات فيينا لأن الحكومة السورية لم تكن حاضرة ولا المعارضة»، معتبراً أنه «من المهم جداً أن يكون كل سوري مشاركاً ومطلعاً على هذا الموضوع وانه من واجبه القيام بهذه المهمة».
وعشية اللقاء المرتقب بين لافروف ودي ميستورا قال نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف إنه «من المتوقع أن يعقد لقاء بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في موسكو الأسبوع المقبل».
وأضاف بوغدانوف في تصريح للصحفيين في موسكو: «سندعو ممثلي المعارضة السورية الأسبوع المقبل للتشاور في موسكو وإن لقاء ما اصطلح عليه بموسكو3 من المخطط أن يعقد الأسبوع المقبل مع إمكانية انضمام ممثلي الحكومة السورية إليه».
وشدد بوغدانوف على أن هذه ليست محادثات رسمية بل هي «فرصة لقاء في مكان واحد وفي وقت واحد لتبادل الآراء والتشاور في أطر التحضير للعمل المقبل».
وأوضح بوغدانوف أن لقاء موسكو3 حول سورية سيكون حاضراً على جدول أعمال لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي سيتم غدا في موسكو مشيراً إلى أن «مواضيع جديدة دخلت على جدول الأعمال والأهم فيها أنه جرى بحثها في فيينا».
ولفت بوغدانوف إلى أن «موسكو أزالت الاقتراح الأميركي خلال اجتماع في فيينا بشأن وضع أطر زمنية لتشكيل حكومة انتقالية في سورية».
وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط أن المبعوث الأممي «أجرى مؤخراً اتصالات مع دمشق. نأمل الاطلاع على نتائج زيارته» إلى سورية، على ما نقلت وكالة تاس الروسية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوة التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم، رداً على سؤال: إن كانت الحكومة السورية دعت الهيئة إلى لقاء موسكو المرتقب «حتى الآن لم يتصلوا بنا، ولكن هم حريصون على الاتصال بنا». وقال: «الروس بسعيهم لحصول توافق على الحل السياسي بموازاة محاربة الإرهاب يحرصون ألا يقتصر التوافق على الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية والعربية والأمم المتحدة والجامعة العربية ولكن أيضاً يركزون على ضرورة توافق المعارضة في الداخل والخارج على حل سياسي وآلياته بموازاة محاربة الإرهاب». واعتبر عبد العظيم، أن قطار الحل السياسي لأول مرة وضع على السكة بموازاة محاربة الإرهاب بعد اجتماع فيينا والبيان الذي صدر عنه، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى استكمال.
من جانبه أوضح القيادي في جبهة التغيير والتحرير المعارضة فاتح جاموس لـ«الوطن»، أنه لم يبلغ من زملائه حتى الآن إن كانت موسكو دعت الجبهة للقاء، لكنه اعتبر أنه من «البداهة» أن تتلقى الجبهة دعوة لهذا اللقاء.
كما ذكرت أمين سر هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة ميس كريدي لـ«الوطن» أن الهيئة «لم يتحدث معها بهذا الأمر وليس لديها أي فكرة عن اللقاء»، مشيرة إلى أنها والأمين العام للهيئة موجودان حالياً في بيروت.
وبالعودة إلى طهران فقد جدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري رفض إيران التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى مثل سورية.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن جعفري قوله في كلمة خلال الملتقى الأول لمناهضة أميركا عقب الاتفاق النووي إن «الرئيس بشار الأسد يحظى بتأييد أغلبية الشعب السوري وهو ركن أساسي في محور المقاومة الذي يقف ضد المتغطرسين والغرب ولذلك لا يمكن تجاوز دوره أبداً».