رياضة

غياب التوازن..

| مالك حمود

مع كل مباراة من المسابقة الحالية لكأس الجمهورية للرجال بكرة السلة وفق نظامها الجديد، يتجدد الحديث عن فوائدها وجدواها بعد حصرها بأعمار مادون (27) عاماً.
القرار ليس بخاطئ لكنه جاء في الوقت الخاطئ، أما اليوم فإن التجربة على أرض الواقع تكشف العديد من الملاحظات.
فالبطولة بنظامها الجديد وضعت مدربينا تحت ضغوط كبيرة وعسيرة، خصوصاً الأندية الأربعة التي كانت مشاركة في فاينال دوري الرجال، حيث كان عملهم على مجموعة من اللاعبين، واليوم يختلف الأمر كلياً مع التوجه نحو مجموعة أخرى، وهنا الصعوبة البالغة، فكيف لمدرب أن يبني فريقا خلال أقل من أسبوع.. وبمزيج من لاعبي الرجال والشباب وحتى الناشئين..؟!
وكيف للقرعة أن تكافئ فريقين بالتأهل المباشر من الدور الأول إلى نصف النهائي دون المرور بربع النهائي، في الوقت الذي وجدنا فيه فرقاً قوية ومرشحة للمنافسة على البطولة تضرب بعضها في الدور الأول؟!
وكيف للمدرب أن يقف تحت مقصلة التقييم في ناديه ولم يأخذ الوقت الكافي لحفظ أسماء بعض لاعبيه الجدد عليه على الأقل، قبل التعرف على إمكاناتهم الفنية؟!
وكيف لمدرب لا يجد المتسع الكافي لبناء فريق متكامل بمراكزه، ويضطر لتغيير مراكز بعض اللاعبين لاستكمال تشكيلة الفريق بأرض الملعب؟!
وكيف يمكن للمدرب إصلاح أخطاء فريقه والعمل على تنفيذ ما يجول في فكره وإعطاء الشبان الفرصة إذا وجد نفسه بعد مباراتين فقط خارج المسابقة.؟! وما هو حجم الفائدة التي يمكن أن يكتسبها اللاعبون خلال مباراتين، واحدة بأرضهم والثانية خارجها؟!
هذه المسابقة لم تأت بذلك الجديد المأمول، وحتى اللاعبون الذين برزوا خلال الدورين الأول وربع النهائي، معظمهم ممن كانوا يشاركون مع فريق الرجال، وممن كانوا يشاركون لمساحات كبيرة وواسعة بفعل القرار القديم بفرض لاعبين اثنين من الشبان بأرض الملعب مع فرق الرجال، ليتم إلغاء القرار، وبعدها تكون العودة لقرار تحت 27 سنة..!
القصة ليست تعنتاً أو فرض رأي، أو تسجيل براءة اختراع، وإنما هي خطوة فنية لخدمة السلة السورية، وثمة حلول عديدة وبديلة كان يفترض أن تتم، أقلها إعلان اعتماد المسابقة قبل بدء الموسم كي تأخذ الأندية الموضوع في حساباتها، وكان يمكن إقامة مسابقة جديدة وإضافية لما دون 27 عاماً، بدلاً من تغيير هوية مسابقة الكأس، كما كان من الممكن إقامة المسابقة الجديدة لأعمار تحت 23 عاماً، وهي الفكرة التي كان ينوي اعتمادها الاتحاد المؤقت نفسه بداية الموسم، ولكن لماذا تغير الكلام؟
سلتنا لن تتطور ما لم تتطور مسابقاتها ويزداد عدد مبارياتها وتنشط دماؤها، وتتسع مساحة تدريباتها وتحضيراتها على مدار العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن