من دفتر الوطن

صناعة «مسؤول»!!

| عبد الفتاح العوض

هذه الزاوية مفتاحها غابات من الأسئلة المتشعبة.
– ما دور الفرد في تغيير الواقع والأحداث؟
– هل الإنسان المميز هو «بطل» أم إنه «كمية مهملة» ساعدتها تقاطعات التاريخ بالتواجد في المكان المناسب وبالوقت المناسب؟
– هل زوال شخصية من العظماء لسبب ما يؤثر في المستقبل؟
هذه الأسئلة ليست وليدة اللحظة فقد تمت مناقشتها بصيغ مختلفة بين المفكرين.
مدرستان رئيسيتان تتعاملان مع هذا الموضوع بتناقض حاد جداً.
المدرسة الأولى ترى أن الأفراد «الأبطال» هم شخصيات مميزة فعلاً ولديهم صفات مختلفة عن الآخرين، ويمتلكون مهارات فكرية عالية المستوى، وهؤلاء هم الذين يغيرون الواقع وهم الذين يستطيعون إنجاز الأكثر أهمية وبالتالي هؤلاء نسميهم صناع التاريخ.
أصحاب هذه المدرسة يقولون إن كل أمة وكل حضارة وجدت وتميزت من خلال أسماء مهمة ولولا هذه الشخصيات الكبيرة لكان مسار الأحداث مختلفاً، إنك لا تستطيع أن تتحدث عن أمم بعينها إلا من خلال أبطال هذه الأمة.
وهم من حيث العدد على مدار مئات السنوات ليسوا إلا قلة، وإنجازاتهم هي التي صنعت الأمجاد من بين ملايين أو مليارات الأشخاص الذين ينتمون لهذه الأمة.
والآن في هذه اللحظة يمكن لأي منا أن يتذكر مجموعة من الشخصيات الساحرة التي استطاعت أن تجعل اسمها لامعاً في صفحات التاريخ وفي مسار الأحداث.
المدرسة الثانية ترى أن للفرد دوراً لكن هذا الدور لا يعدو كونه دوراً ثانوياً بلغتهم «وعي الضرورة اللازمة لحادث ما ليس من شأنه إلا أن يزيد في طاقة الشخص الذي يواجه هذا الحادث».
بمعنى أبسط أن الظروف تكون جاهزة ليقوم هذا «الفرد» بعمل عظيم، وأن «الحتمية التاريخية» هي التي صنعت الأحداث الكبرى وأن هؤلاء الأشخاص هم «عابرون» في اللحظة المواتية.
ومؤيدو هذه المدرسة أن الفعل التاريخي هو سير حتمي، يقول ماركسيون: «الفرد مجرد أداة بسيطة في آلة كبيرة اسمها الحتمية التاريخية».
لا أريد أن أتوسع في عرض المدرستين بقدر ما أريد الآن أن أتحدث عن دور الأشخاص في تغيير الواقع العام في بلدنا.
هل وجود وزير ما يستطيع أن يغير الواقع؟! أم إن الظروف هي أقوى من الأفراد، وإن تم فعلاً واستطاع أحد ما بإنجاز معين فلأنه جاء في وقت أصبحت ثمار الإنجاز يانعة وما عليه إلا قطفها.
برأيي أن الفرد له دور مهم اختيار الأشخاص يغير من الواقع وإننا بحاجة لنماذج مميزة ولديها ما يمكن أن تقدمه.
لا نحتاج لمسؤولين يتصرفون كموظفين بل نحتاج لرجال دولة لديهم صفات خاصة تؤهلهم لتغيير الواقع.

أقوال:
القيادة هي مزيج من الإستراتيجية والشخصية.. ولو أن عليك أن تتخلى عن إحداهما، فتخل عن الإستراتيجية. «نورمان شوارزكوف»
القيادة يمكن تعلمها.. ويجب تعلمها. «بيتر دراكر»
على القائد أن يقف صامداً كالصخرة التي تتحطم عليها الأمواج. «كارل فون كلاوزفيتز»
الإبداع هو ما يميز القائد عن التابع. «ستيف جوبز»

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن