إيران تدخل عهد الرئيس إبراهيم رئيسي بعناوين الاقتصاد والتجاذب مع الغرب … خامنئي: الحرب الإعلامية للأعداء مستمرة للتأثير على الرأي العام ضد إيران
| وكالات
نصّب الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي أمس الثلاثاء رسمياً رئيسا للجمهورية في إيران، في مهمة يواجه منذ مطلعها تحديات أزمة اقتصادية وتجاذباً مع الغرب ولاسيما بشأن الحظر الأميركي والمباحثات النووية.
وصدق المرشد الإيراني علي خامنئي على حكم الدورة الثالثة عشرة لرئاسة الجمهورية، الذي يتسلَّم بموجبه الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي منصبه الجديد، والأخير أكد أن وجوده في الساحة هو لخدمة الشعب.
واعتبر خامنئي أن «الشعب تمكّن مرة أخرى من تسجيل خطوة الانتخابات ذات المعاني الكثيرة»، وتحدّث عن «مؤامرة كان يحوكها الأعداء تهدف لمقاطعة الشعب للانتخابات».
المرشد الإيراني وفي كلمة له أمس الثلاثاء في مراسم التعيين أكد حسب ما نقل عنه موقع «الميادين» أن «مراسم الإنفاذ هذه المستندة إلى الدستور هي تجلٍ لانتقال السلطة بشكلٍ مرن وسلس»، وأوصى خامنئي الرئيس بالاستماع إلى صوت الشعب، معتبراً أن «هذا أمر مهم جداً»، وأنه «يجب إجراء حوار صادق مع الشعب الإيراني وتحديد الحلول والبرامج وتقديم المساعدات له».
ودعا خامنئي إلى «استقطاب الطاقات الشبابية المتوافرة التي بإمكانها التغلّب على المشاكل، وإلى مكافحة الفساد على نحو قاطع ولاسيما من خلال السلطة التنفيذية».
واعتبر أن «أي خطوة اقتصادية يجب أن تستند إلى خطة تمّ تقديمها مسبقاً، وأنه يجب الإسراع في تأليف الحكومة لأن الظروف غير مناسبة لتأخير هذه العملية»، وأكد أن «هناك حرباً ناعمة تشن على إيران من خلال حرب إعلامية ضخمة يجري تمويلها للتأثير على الرأي العام»، معتبراً أن «هذه الحرب مستمرة للتأثير على الرأي العام العالمي ضدّ إيران».
من جهته، أعلن رئيسي أن «انتخابات 28 أيار كانت رسالة الشعب لمكافحة الفساد ورفع المشاكل الاقتصادية».
وفي كلمته بعد تعيينه قال رئيسي، حسب وكالة «فارس»، إن «الانتخابات الأخيرة جسدت إرادة الشعب الذي سجّل ملحمة جديدة بعثت اليأس في قلوب الأعداء»، وأضاف: «نحن على ثقة بأننا سنتمكن من حلّ مشاكلنا بفضل شعبنا وشبابنا وكفاءاتنا»، وقال: إن «حضوري في هذه الساحة هو لخدمة الشعب (…) وسنعمل على رفع العقوبات عن إيران لكننا لا نربط الملفات الاقتصادية بالعقوبات»، وأكد أن «الصعوبات المعيشية والاقتصادية وجائحة كورونا ومشكلات المياه والخدمات هي من أبرز التحديات التي نواجهها».
ولفت إلى أننا «حددنا مكامن الخلل في مختلف المجالات ونعد المواطنين بالعمل على رفعها»، وقال: «سنغير الوضع الحالي من خلال الاعتماد على الطاقات الشبابية وتجارب الخبراء ونخب المجتمع»، مؤكداً أنه «أتى من أجل خدمة الشعب وحل العقد والمشاكل التي يعاني منها المواطنون وتحكيم العدالة».
وشارك في المراسم بالإضافة إلى المرشد الأعلى، رؤساء السلطات الثلاث ورئيس مجلس صيانة الدستور ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق حسن روحاني مع عدد من وزراء حكومته المنتهية ولايتها، إلى جانب عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين وقيادات عسكرية.
والخميس، سيؤدي رئيسي (60 عاماً) اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان)، في خطوة يتبعها تقديم أسماء مرشحيه للمناصب الوزارية من أجل نيل ثقة النواب على تسميتهم.
وأبدى رئيسي في تصريحات أوردها مكتبه قبل أيام، «أملاً كبيراً بمستقبل البلاد»، مشدداً على أنه «من الممكن والمتاح تخطي الصعوبات والقيود الحالية».
وقال الباحث في المعهد الجامعي الأوروبي في إيطاليا كليمان تيرم لوكالة «فرانس برس»، إن هدف رئيسي الأساسي «سيكون تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول المجاورة»، عبر «تأسيس نظام اقتصادي يحمي النمو الاقتصادي لإيران، من الخيارات السياسية الأميركية»، ويعزز تبادلاتها مع الجوار وروسيا والصين.
وأبرمت إيران في عام 2015، اتفاقاً مع القوى الكبرى بشأن ملفها النووي أتاح رفع الحظر عنها، مقابل الحد من أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، لكن مفاعيله باتت شبه لاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه عام 2018، وإعادة فرض الحظر على طهران ما انعكس ذلك سلباً على اقتصادها.
وأكد رئيسي بعد انتخابه أن أولوية سياسته الخارجية هي العلاقات مع دول الجوار، وسيتولى منصبه في حين تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع الحظر الأميركي وتعيد واشنطن إليه، في مقابل عودة إيران للالتزام بتعهدات نووية تراجعت عن تنفيذها بعد انسحاب واشنطن.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تولى مهامه خلفاً لترامب مطلع 2021 أبدى استعداده للعودة إلى الاتفاق.
وأجريت ست جولات مباحثات في فيينا بين نيسان وحزيران، وأكد مسؤولون إيرانيون أن التفاوض لن يستكمل قبل تولي رئيسي منصبه.