قضايا وآراء

من شبَّ على شيءٍ شاب عليه

| رزوق الغاوي

على غرار مافعله الغزاة الأوروبيون بأصحاب الأرض الجديدة التي سميَت فيما تلا احتلالهم لها منذ أكثر من 250 عاماً، بالولايات المتحدة الأميركية تيمناً باسم الرحالة الإسباني «أميركو فيسبوشي» الذي وصل إليها عام 1499 ثم أطلق عليها فيما بعد اسم أميركا، على غرار ذلك درجت الولايات المتحدة الأميركية على احتلال العديد من بقاع الأرض وارتكاب جرائم وحشية بحق شعوبها والسيطرة على ثرواتها في مختلف أرجاء الإمبراطورية السكسونية البائدة التي لم تغب عنها الشمس.الفصل الأميركي الأخير وليس «الآخر» تمثل بالاحتلال الأميركي لأجزاء مهمة من الأرض السورية الغالية على قلوب الشعب السوري والغنية بثرواتها الباطنية من «النفط والغاز» وخاصة تلك الواقعة شرق الفرات، ومنتجاتها الزراعية الغذائية من القمح والشعير والخضروات والفاكهة على اختلاف أنواعها، والصناعية «كالقطن والأصواف» وقطعان الماشية والمنتجات الحيوانية ومشتقاتها، وقد يتساءل سائل، هل الولايات المتحدة الأميركية حقاً بحاجة لنفط وغاز وحبوب ومختلف المنتجات الزراعية والحيوانية السورية لتقدمها للشعب الأميركي، أو لبيعها واستثمار أثمانها؟ والإجابة عن هذا التساؤل تتلخص طبعاً بكلمتين اثنتين لاغير «ليست بحاجة»، لكنها تحاول من وراء سرقاتها تلك، النيل من السيادة الوطنية ورفع وتائر عقوباتها الوحشية المفروضة على الشعب السوري والتمادي في التضييق الإجرامي عليه وحرمانه من حياته الإنسانية المتوافرةً لديه أصلاً من خلال ما يمتلكه من الثروات الوطنية، وتقديم تلك الثروات للفصائل المسلحة المحمية من الاحتلالين الأميركي والتركي.
المؤكد حسب منطق الأمور أن ما ألحقه الطغيان الأميركي بالهنود الحمر أصحاب الأرض الجديدة السابقة «أميركا» لن يتكرر في سورية ولن يعيد التاريخ نفسه، فسورية التي كان قدرها أن تتصدى عبر تاريخها الطويل لكل الطامعين بها وبثرواتها وموقعها الإستراتيجي، تحافظ اليوم على سيادتها الوطنية وكرامة شعبها عبر تضحيات قواتها المسلحة الباسلة وشعبها المكافح الأصيل ودعم أصدقائها الشرفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن