الخبر الرئيسي

مصير التسوية في درعا مرتبط بخروج المجموعات الداعشية … قرار بسط سلطة الدولة محسوم والتهدئة فرصة أخيرة حقناً للدماء

| الوطن

ساد هدوء حذر أمس حي «درعا البلد» ومحيطه عقب توتر افتعلته التنظيمات الإرهابية «الداعشية» المسيطرة هناك، وسط إصرار من قبل اللجنة الأمنية في المحافظة على بسط سلطة الدولة على كامل المنطقة الجنوبية، رغم المماطلة والتسويف الذي تمارسه ما تسمى «اللجان المركزية» الداعمة لتلك التنظيمات والميليشيات المسلحة.
وبعد رفض دواعش «درعا البلد»، أول من أمس الخروج من الحي، وانتهاء جولة المفاوضات مع «اللجان» إلى لا شيء، أقدم الدواعش منتصف ليل الإثنين الثلاثاء على إطلاق النار واستهداف مواقع الجيش في محيط الحي، الأمر الذي تعامل معه عناصر الجيش بحنكة، عبر استهداف البؤر التي يتحصّن فيها الإرهابيون الذين أفشلوا اتفاق المصالحة في الحي الذي تم التوصل إليه في 25 الشهر الماضي.
وتفيد معلومات «الوطن»، بأن الجيش تمكّن من لجم إرهابيي «درعا البلد» بعد أن استمر توتيرهم للوضع في المنطقة لساعتين.
وحسب المعلومات، فإن اللجنة الأمنية ومع تشديدها أكثر على بسط سلطة الدولة على كامل المنطقة الجنوبية، اتبعت «سياسة الصبر والنفس الطويل» ووافقت صباح أمس حقناً للدماء على تهدئة تستمر حتى منتصف ليل اليوم الثلاثاء، على أمل أن ترضخ «اللجان المركزية» والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وتنفّذ مطالب قرار الدولة الحاسم الذي لا رجعة عنه، وهو بسط سلطتها على حي «درعا البلد» وجميع المناطق التي ما زالت تنتشر فيها تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة في المحافظة وإعادة الأمن والأمان إلى كامل المنطقة الجنوبية.
وتشير المعلومات إلى أنه ومنذ صباح أمس يسود هدوء حذر منطقة «درعا البلد» مع تواصل المفاوضات التي لم يرشح عنها أي معلومات حتى ساعة إعداد هذا التقرير مساء أمس، في حين استغل الأهالي هذا الهدوء وتمكنت أعداد كبيرة منهم من الوصول إلى مناطق سيطرة الدولة في محيط الحي هرباً من الإرهابيين.
وفي دلالة واضحة على مواصلتها المراوغة والمماطلة والتسويف في تنفيذ مطالب الدولة، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن أن «اللجان المركزية» قدّمت مقترحاً يفضي بدخول قوات من الجيش العربي و«الفيلق الخامس» إلى مواقع في «درعا البلد» وإقامة نقاط لها وتنفيذ عملية تفتيش على السلاح، من دون أن تأتي على ذكر بند إخراج الدواعش الذين يتزعمهم المدعو مؤيد الحرفوش من الحي، وبند أن تشمل عملية بسط الدولة لسيطرتها كل المناطق التي تنتشر فيها تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة في المحافظة.
ونشرت مواقع إعلامية معارضة تقريراً عن الأوضاع في درعا اعتبرت فيه أن مصير درعا بات مرتبط بخروج شخصين ومجموعتيهما الداعشيتين، موضحة أن الشخصين هما المدعو مؤيد الحرفوش زعيم تنظيم داعش في درعا ويلقب بـ«أبو طعجة» والثاني هو المدعو «محمد المسالمة» ويُلقب بـ«الهفو»، وهو أيضاً متزعم مجموعة داعشية.
سفير الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمبعوث الخاص للمجلس الدولي إلى جنيف، السفير هيثم أبو سعيد، وفي تصريح لـ«الوطن»، طالب المجتمع الدولي بمساعدة الدولة السورية لوقف أعمال هذه المجموعات التكفيرية على ما تبقى من أراضٍ غير محررة لتستعيد الدولة السورية عافيتها ولتنطلق إلى الاهتمام بقضايا المواطنين المجتمعية وإصلاح ما تهدّم.
وأوضح، أنه عندما تمت المصالحات في سورية كان بموازاة ذلك طلب عربي من أجل عدم دخول الجيش العربي السوري وحلفائه إلى المناطق التي بدأت تتحرر الواحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى أن الجانب الروسي لم ينتبه إلى أن تلك المجموعات لا تلتزم بتعهداتها ولها أجندات خاصة بها، منها أمنية واقتصادية واجتماعية.
وحول توقيت عودة التنظيمات الإرهابية إلى ممارسة اعتداءاتها في درعا، رأى أبو سعيد، أن هذا مرتبط بما يدور إقليمياً في المفاوضات الجارية بين إيران والدول الغربية الخمس وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أنه إذا ما أخذنا النيات المبيّتة لأميركا وبريطانيا ومن ورائها الكيان الإسرائيلي المنفّذ للتعليمات والذي أخذ ضوءاً أخضر من تلك الدول بضرب إيران للضغط عليها من أجل تقديم تنازلات في المفاوضات، لأدركنا وفهمنا تحرك التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة ضد الجيش العربي السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن