من دفتر الوطن

أولمبياد الفشل السوري

| فراس عزيز ديب

(لماذا يلعب كريستيانو رونالدو مع البرتغال وهو في ريال مدريد؟!)، هذه العبارة كانت في السابق تُقال للتندر من الذي والذين يدّعونَ متابعة كرة القدم وهم لايعرفون أدنى قوانينها. مع انطلاق أولمبياد طوكيو 2020 بدا وكأن هذه الحالة من الجهل لم تعد استثناء، تحديداً في آلية التعاطي مع ممثلي سورية في هذا الحدث. هذا الجهل وغياب الثقة بين المسؤول والمواطن انسحبا على كل المجالات بما فيها الرياضات الجماعية أو الفردية.
عندما خسرت الجوهرة هند ظاظا مباراتها مع البطلة النمساوية هناك مثلاً من رفضَ التعاطف مع دموع الطفلة البريئة، ظنَّاً منهم أنها شاركت وهي في هذه السن لأنها «مدعومة»، وهم لا يعرفون بالأساس أنها تأهلت لأنها بطلة عن غرب آسيا، وقتها ظننا بأن هذه الحالة استثناء ولا تستحق الكتابة عنها، لكن بعدَ ما حدث قبل أمس مع سقوط الفارس السوري أحمد حمشو عن حصانهِ واستبعاده من المسابقة عُدنا إلى المربع الأول.
مبدئياً دعونا نتفق على أن سقوط أي رياضي أو إصابته هو سبب إنساني ورياضي للتعاطف معه، فما بالك وهو رياضي سوري! لكن ما حدث عند نسبة لا يستهان بها من الجماهير السورية بدا عكسَ ذلك، تحديداً بأن البعض ظن وصول حمشو إلى هذه المنافسات كما هند جاء بالمحسوبية، هذا الأمر يجعلنا نطرح سؤالاً بسيطاً:
من المسؤول عن جهل متابعي الرياضة بآلية وصول هؤلاء إلى الأولمبياد؟ أين الإعلام الرياضي الذي عليهِ أن يقدم ويشرح عن هؤلاء الأبطال؟ هل يعلم القائمون على الرياضة وإعلامها أن جزءاً لا يستهان بهِ من الجالية السورية في فرنسا مثلاً لم يسمع باسم هند ظاظا إلا بعدَ أن تحدثت عنها الصحافة الفرنسية؟!
أين كان الإعلام الرياضي طوال الفترة التي سبقت الأولمبياد، أم إن بعضهم مشغول بتبرير الفشل من مبدأ «هذه حدودنا» والبعض الآخر منشغل بإعداد تقارير عن بطولاتٍ محلية بصياغةٍ هي أقرب للأهزوجة الطلائعية؟!
يبدو أننا سننتظر كثيراً حتى نحصل على أجوبة عن هذا السؤال البسيط، قبلَ أن نقررَ الدخول في السؤال الجوهري الأعمق:
إلى متى سنبقى نحمل خيباتنا؟ لأن الجواب عن هذا السؤال عند المعنيين واضح:
الحرب والحصار وغياب المنافسات والدعم، لكن قبل الإسهاب في تكرار هذهِ الأسطوانة المملة سنسأل ولاةَ أمر الرياضة السورية:
إن كان لديكم متسع من الوقت لمتابعة منافسات أولمبياد طوكيو 2020، هل مرَّ إليكم اسم البطلة «يوليمار روخاس»، صاحبة الميدالية الذهبية في الوثب الثلاثي للسيدات التي كسرت رقماً ظل صامداً منذ عام 1995، ما جنسيتها؟ ببساطة هي فنزويلية تُرى ألا تذكركم جنسيتها بشيء ما يشبهنا؟
نعم، الحصار والحرب والعقوبات و«التآمر الماسوني» إن شئتم، لكنهم تمكنوا من صناعة بطلة حملت علم بلادها ودارت بهِ ليراها كل الكوكب، أليست غريبة هذه المفارقة؟! الجواب عند من لا يميز بين السبب والشماعة، وحتى يحين الموعد الذي يتمكن فيهِ المعنيون من تحقيق هذا التمييز.. كل أولمبياد إخفاق سوري وأنتم بألف بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن