رياضة

آراء وأفكار حول الموسم الكروي الجديد … الانقطاعات ضارة وستسبب الإرهاق والملل والضغط

| ناصر النجار

سحبت قرعة الدوري الكروي الممتاز وصدر جدول مباريات الذهاب الذي سيبدأ في الموعد الجديد المتفق عليه في 13 آب الجاري على أن تنتهي مباريات الذهاب في الخامس من كانون الثاني من العام القادم وتنطلق مرحلة الإياب بعد شهر من هذا التاريخ في الرابع من شباط 2022.
وجاءت الروزنامة حسب تصريح عضو اتحاد الكرة رئيس لجنة المسابقات طلال بركات متوافقة مع الروزنامة الخارجية مراعية مشاركة منتخبي الرجال والأولمبي في الاستحقاقات الرسمية الودية.
وحسب البرنامج الموضوع فإن مرحلة الذهاب ستشهد خمسة انقطاعات طويلة:
الأول سيحدث في 19/8 بعد أداء مباريات الجولتين الأولى والثانية من الدوري وسيتوقف الدوري حوالي 25 يوماً.
الثاني في 24/10 وستقام قبله مباريات الأسابيع الثالث والرابع والخامس في 11 يوماً بين 13/9 و24/9 أي إن هناك أسبوعين مضغوطين والتوقف بعده 21 يوماً.
يستأنف الدوري يوم 15/10 فتقام مباريات الأسبوع السادس ثم يتوقف 17 يوماً وهو الانقطاع الثالث.
أيضاً تقام مباريات الأسبوع السابع يوم 2/11 ويتوقف الدوري لمدة 17 يوماً وهو الانقطاع الرابع.
الانقطاع الخامس سيكون اعتباراً من 23/11 وحتى 21/12 لمدة تقارب الشهر وقبله ستقام مباريات الأسبوعين الثامن والتاسع في أربعة أيام فقط بين 19 و23/11.
الأسابيع الأربعة الأخيرة من الدوري ستقام بين 21/12 و5/1 من العام القادم بفترة 15 يوماً.
لذلك نلاحظ أنه فضلاً عن الانقطاعات الطويلة فإن أغلب مباريات الدوري ستكون مضغوطة وستقام كل مرحلة بواقع 4 أيام حال استئناف الدوري.
اتحاد الكرة من جهته يولي المنتخب الوطني كل الهم والاهتمام وهو أمام امتحان صعب ومنافسة شرسة والمنتخب موضع اهتمام الشارع الرياضي بأسره، لذلك كان لابد من التضحية بمواعيد الدوري على حساب الأهم، ولم يكن من بد أمام اتحاد الكرة أن يقوم بمثل هذا الإخراج من أجل المنتخب ولتبقى النشاطات الداخلية قائمة، وبالأصل فإن فرقنا لديها العلم المسبق بروزنامة النشاط الخارجي للمنتخب الأول وللمنتخب الأولمبي وبالتالي لديها معرفة بأن الدوري سيكون متقطعاً وهذا ما فرضته الظروف.

صيحات الاستهجان سمعناها من عدد من مدربي الأندية وخصوصاً الذين يملكون لاعبين كثراً في المنتخبات الوطنية وقد أكدوا أنهم لم يتعرفوا على لاعبيهم بعد، وإن فترة الإعداد للدوري لم يحضرها هؤلاء اللاعبون، وهذه مشكلة حقيقية تواجه هذه الفرق.

احتجاج آخر صدر من فرق أخرى التي تأخرت بمرحلة الإعداد لظروف إدارية أو مالية ورأت أن موعد الدوري لا يتناسب مطلقاً مع ما وصلت إليه من جاهزية واستعداد، مطالبة بتأجيل الدوري إلى ما بعد النافذة الآسيوية الأولى التي سيلعب فيها منتخبنا مع إيران والإمارات.

وبالفعل فإن ما ذهب إليه المدربون طلب محق، فضلاً عن أن الأسلوب هذا الموسم ونقصد هنا التحضير والاستعداد والتدريب سيكون متعثراً وسيشوبه الضرر والملل بسبب الانقطاعات الكثيرة، ولكن لابد من التضحية كرمى عيون المنتخب الأول.

هذا الموسم سيكون استثنائياً بكل شيء، حتى بالهبوط لأنه سيشهد هبوط أربعة فرق.

ما حجم الضرر الذي ستحدثه الانقطاعات على فرق الدوري؟

وما الحلول المجدية لمواجهة هذه الانقطاعات؟

«الوطن» التقت مجموعة من مدربينا الوطنيين واستمعت إلى آرائهم وهاكم التفاصيل.

الحلول البديلة

الكابتن مهند الفقير قال: روزنامة الدوري ليست الخيار المفضل لاتحاد الكرة، وكان الخيار الوحيد الذي أجبر عليه بسبب الاستحقاقات الخارجية للمنتخب الأول والمنتخب الأولمبي.

ونحن نعرف أهمية التصفيات الآسيوية وقوة الفرق المتنافسة فيها على نيل بطاقات التأهل إلى مونديال قطر 2022، أهمية التصفيات تفرض على اتحاد الكرة إعطاء المنتخب الأولوية في كل شيء وخصوصاً أننا نخشى أن يتداركنا الوقت في الإعداد والاستعداد.

توقفات الدوري أمر غير جيد، وهو بالتأكيد سيضر بعض الفرق، لكن هذا الضرر سيكون جزئياً ويمكن تفادي الكثير من آثاره السلبية، والضرر لن يكون شاملاً إنما سيلحق بعض الفرق التي لديها عدد جيد من اللاعبين بالمنتخبين.

وبالوقت ذاته هو مفيد لبعض الأندية وخصوصاً التي تأخرت في تعاقداتها واستعدادها فمن خلال جولتي البدء يمكن للفريق استكمال التحضير وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أخطاء وعثرات فضلاً عن عملية الاستشفاء الضرورية أو متابعة حالات الإصابة إن حدثت، ونحن نعلم أن العديد من لاعبي الدوري مصابون ويحتاجون إلى بعض الوقت للجاهزية، لذلك ستكون فترة الانقطاع الأول مهمة في شفاء المصابين.

يمكن في فترات الانقطاع الأخرى أن تستعين الفرق بالمباريات الودية والتمارين الوظيفية والفردية للاعبين، وتبقى مسؤولية المدربين خلق حالة من الأجواء الجيدة التي تبعد اللاعبين عن الضجر والملل مع الانتباه إلى موضوع الأحمال البدنية وعدم تجاوزها الخط البياني المرسوم لها، حتى لا يتعرض اللاعبون لإصابات هم بغنى عنها.

صعوبة بالغة

الكابتن أحمد الشعار يعتبر أن المشكلة التي ستواجه الأندية في الروزنامة كبيرة جداً، وخصوصاً الأندية التي لم تتحضر للدوري بشكل جيد وسنجد آثاره السلبية في جولتي الافتتاح قبل التوقف الأول للدوري، ونحن لا نستطيع لوم اتحاد كرة القدم لأن المسابقات الرسمية واستحقاق المنتخبات الوطنية فرض عليه مثل هذا الموقف الذي لا يحسد عليه.

الأندية الأكثر تضرراً تلك التي تملك عدداً وافراً من اللاعبين بالمنتخبات الوطنية، لأن في فترة الانقطاعات الطويلة ستخسر وجود هؤلاء اللاعبين في صفوفها ولن تراهم إلا في المباريات وهذا يؤثر على جماعية الفريق وعملية الانسجام مع اللاعبين ومع المدرب الذي يريد أن يوصل الفكرة والمعلومة للاعب في التمرين وليس في المباراة، وهذا كله سيضع المدربين في حرج كبير لأن أغلب التوقفات سلبية، ولن تفيد إلا في حال وجود إصابات مؤثرة لأنها ستمنح اللاعبين المصابين الوقت الكافي للشفاء.

ولن يكون الحل مجدياً بأداء المباريات الودية، لأنها لا تأخذ الطابع التنافسي أولاً، ولأن اللاعبين قد لا يبذلون الجهد المفترض لعدم أهميتها.

الضرر الأكبر سيلحق بالأندية التي ستكون بالفورمة وبكامل الجاهزية وخصوصاً إذا حققت نتائج جيدة في الأسبوعين الأولين من الدوري لأن التوقف بعد أن يكون الفريق في ذروة نشاطه وحالته المعنوية العالية سيكون له التأثير السلبي من ناحية الضجر والملل وسيحد من فورة الفريق ونشاطه.

الدوري سيكون صعباً للغاية وخصوصاً مع قرار هبوط أربعة فرق ما يضع أكثر من نصف فرق الدوري تحت الضغط، والمدربون بشكل عام سيقعون بمشاكل عديدة في التحضير والحفاظ على الفريق ليكون في سوية واحدة من الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية، والحلول قد تكون في ساعتها وتفرضها الظروف، وأجزم أن مدربينا قادرون على الخروج من هذا الوضع بأقل الخسائر.

بين السالب والموجب

الكابتن فراس معسعس يعتقد أن التوقفات المتكررة ستكون آثارها إيجابية كما آثارها السلبية الواضحة، والأضرار متفاوتة، فالأندية التي استعدت للدوري وتحضّرت بشكل جيد وصفوفها مكتملة سيضرها التوقف، أما الأندية فستستفيد من التوقف من أجل ترميم صفوفها واستكمال تحضيرها وعلاج مشاكلها الفنية والبدنية والإصابات إن حدثت.

التوقف سيكون سيئاً في البداية، وكل مدرب سيواجه هذا التوقف بأسلوبه.

المشكلة الأخرى التي ستواجهها الفرق بضغط المباريات، فالكثير من المراحل لن يكون الفارق الزمني بينها أكثر من أربعة أيام، ثم توقف طويل ثم ضغط للمباريات، هذا سيكون أمراً عسيراً على الكثير من الفرق وخصوصاً التي لا تملك المخزون البدني الكافي والخط الاحتياطي المناسب.

هناك فوائد تتعلق بالاستشفاء والإصابات، ففترات التوقف ستعين اللاعبين على العلاج، لكن هذه الفوائد محدودة، لأن الإصابات تلحق البعض وليس بالكل، جميع اللاعبين يستفيدون من حالة الاستشفاء، والخوف دوماً من حدوث ما يشبه الضجر والملل لطول فترات الانقطاع.

على صعيد المدربين سنشهد تقلبات وتغييرات كثيرة، فمع كل فترة توقف سنشهد تبديلاً للمدربين بحثاً عن النتائج وغير ذلك، فالتوقف يمنح إدارات فرصة للتغيير بعكس الدوري النظامي المستمر ببرنامج أسبوعي ثابت.

على الصعيد المالي هناك إيجابيات عديدة بحيث إن الدفعات المالية ستكون مدتها أطول، فالموسم الحالي قد يمتد لأكثر من عشرة أشهر، على حين كان الموسم الماضي ثمانية أشهر وعشرة أيام، وهذا يعين الأندية ويساعدها على تدبر أمورها المالية.

من الإيجابيات إقرار هبوط أربعة أندية، فهذا مفيد من ناحية التعامل مع الدوري بجدية وعدم التهاون بأي مباراة، لكنه سيبقي الفرق على حذر وخوف وتحت الضغط طوال الدوري.

من الممكن مع فترات التوقف ترميم الفرق ببعض اللاعبين لسد النقص أو الحاجة إن بقيت الكشوف مفتوحة وذلك بعد إجراء مباراتين أو أكثر حيث تنكشف ثغرات كل فريق وعيوبه ونواقصه.

لن أدخل بالتفاصيل الفنية من إعداد عام وخاص وكيفية مراعاة الأحمال البدنية فكل مدربينا مدركون لهذا الأمر.

التغلب على الظروف

الكابتن باسم ملاح يقول: شعارنا وشعار كل جماهير الكرة السورية المنتخب فوق الجميع، وهذا الموسم استثنائي بكل شيء، فلابد من التعاون والتكاتف والتضحية من أجل المنتخب في مهمته الصعبة ونأمل أن يحقق آمال الجماهير السورية في التأهل إلى المونديال.

أنديتنا جميعها تعلم مسبقاً بالروزنامة الخارجية ومواعيد المباريات الدولية وتدرك من خلال ذلك أن الدوري سيطوله التوقف وسيكون هناك انقطاعات عديدة بسبب مشاركة منتخبنا بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.

الأضرار من خلال الانقطاع والتزام اللاعبين مع المنتخب ومعسكراته ستكون عديدة وستتناول الفرق الكبيرة بالدرجة الأولى كتشرين والوحدة والجيش الذين لهم العديد من اللاعبين مع المنتخبين الأول والأولمبي، فغياب اللاعبين عن فترة التحضير لها سلبياتها، والمدرب سيكون بعيداً عن هؤلاء اللاعبين، فكلما كان المدرب قريباً من اللاعب فهمه وفهم مستواه وتعرف على إمكانياته عن قرب.

نحن ننظر إلى الأضرار من باب فريقين أو ثلاثة، أما باقي الفرق فلن تتأثر بغياب اللاعبين لأنه ليس لديها ممثلون كثر بالمنتخبات الوطنية، الانقطاع وفترات التوقف الكثيرة والعديدة لها العديد من الحلول باتباع برنامج تحضير غير مرهق مترافق بالمرح والتسلية وبعض المباريات المفيدة.

والبرنامج التدريبي يضعه كل مدرب حسب إمكانيات فريقه وظروف اللاعبين، شكل الدوري منقطع ومزعج وغير محبب ولكن ليس باليد حيلة.

دراسة متأنية

الكابتن هشام شربيني من وجهة نظره أن المنتخب يستحق الأولوية في الدعم والاهتمام ولكن كان من المفترض أن تكون هناك دراسة متأنية لبدء الدوري، نحن نعيش صراع المنتخب والدوري، مدرب المنتخب حريص على منتخبه ويريد أن يرى أكبر عدد من اللاعبين وهم يؤدون مباريات رسمية وهذا حقه، بينما فرق الدوري ستجد صعوبة في افتتاح الدوري وخصوصاً أن أغلبها لم تتحضر بالشكل الجيد وبعضها لم ينه مشاكل لاعبيه، لذلك من وجهة نظري فإن تأجيل الدوري إلى ما بعد النافذة الآسيوية الأولى (بعد لقاءي إيران والإمارات) أفضل وهو بمصلحة الدوري وكل الفرق ولن يضر بالمنتخب كثيراً.

وعلى سبيل المثال فإن اللاعبين الموجودين مع المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول لن يحضروا الفترة الاستعدادية مع فرقهم قبل الدوري، فكل الفرق بدورة تشرين لن يشارك معها لاعبوها الموجودون مع المنتخبين وهذا يعطينا صورة ضبابية عن تحضير الفرق وخصوصاً التي لها كم جيد من الملتزمين مع المنتخب.

تعدد فترات التحضير لن تجدي نفعاً وتصيب اللاعبين بالملل أولاً وبالجهد العالي وما يخلف من مساوئ وإصابات.

لذلك أقول: أعان الله مدربينا على هذا الموسم، ولو كنت ملتزماً مع أحد الفرق لقدمت استقالتي، لأن مجرد التفكير بما سيحدث يصيبني بالضغط!

سيكون هذا الموسم من أصعب المواسم ليس بسبب الانقطاعات فقط، إنما لها علاقة أيضاً بسوء التحضير وتأثير قرار هبوط أربعة فرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن