شؤون محلية

استطلاع صحفي: معظم المواطنين في حماة غير راضين حالياً عن نوعية الخبز … اتحاد العمال: معتمدون حصلوا على كميات زائدة وآخرون لم يصلهم شيء .. التموين: الآلية في بدايتها وتتطلب وقتاً لتستقر الأمور

| حماة- محمد أحمد خبازي

قد يكون من المبكر الحديث عن محاسن ومساوئ تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع الخبز للمواطنين، بموجب البطاقة الالكترونية، فالتجربة في بدايتها، ولم تستقر بعد بشكل تام ليكون الحكم عليها دقيقاً وموضوعياً.
ولكن هذا لا يمنع من تسليط الضوء على ما رافق تلك البداية، من ملاحظات وممارسات، كي تلتفت إليها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتعمل على تلافيها.
فقد أجرت «الوطن» استطلاعاً للرأي شمل نحو 200 أسرة بحماة وريفها، حول الأيام الأولى من توزيع الخبز وفق الآلية الجديدة، فماذا كانت الخلاصة؟
أفاد نحو 10 بالمئة من المشمولين بالاستطلاع أن الآلية الجديدة جيدة وحققت العدالة، ومكنتهم من الحصول على مستحقاتهم من الخبز كاملة.
بينما رأى  13 بالمئة من المواطنين أن الآلية الجديدة مقبولة، ولكنها بحاجة للدقة.
وقد عدَّ 63.5 من المواطنين أنها آلية سيئة وفاشلة بامتياز، لعدم حصولهم باليوم الأول على خبزهم، وباليوم الثاني والثالث حصلوا على جزء من مخصصاتهم، إضافة إلى أنها لم تحسن من جودة الخبز، بل على العكس تماماً، فهو سيئ الصنع بالمخابز وخصوصاً الخاصة، وأسهم نقله بسيارات غير مؤهلة لنقل الخبز، وتكديسه لدى المعتمدين أيضاً، بسوئه وعدم صلاحيته للاستهلاك البشري إلا على مضض.
بينما رأى 13.5 بالمئة  أن الخطأ كان بإدخال البيانات وتوطين المعتمدين، وانتظار الرسائل.
وبيَّنَ مواطنون في حي النصر بحماة أن حيهم بالكامل بقي بلا خبز باليوم الأول.
وأفاد مواطنون من حي القصور بحماة أن الخبز سيئ ومحمض، وتكديس بعضه فوق بعضٍ زاد الطين بلة، إضافة لتوزيع كل 3 ربطات بكيس نايلون واحد، وبسعر 275 ليرة لكل ربطة.
وبين مواطنون من حي البعث أنهم اشتروا الربطة بـ1800 ليرة، ليسدوا النقص بمخصصاتهم.
أما على مستوى المناطق، فقد كان الواقع أكثر سوءاً، ففي دير شميل بريف حماة الغربي، 200 أسرة حرمت من الخبز باليوم الثاني، لتخفيض كمية الدقيق لمخبزها.
وفي الغاب وريفه، لم تحصل أسر عديدة سوى على ربطة واحدة فقط، وأسر لم تحصل على شيء مطلقاً. وثمَّة أسر تقاسمت الربطة الواحدة بينها، ليقتصر تناول الخبز على الأطفال فقط!.
وقالت هناء وردة: «يرجعونا لأيام المخابز، لأنه الشيء نفسه، اليوم الطابور عند صاحب المركز فيه 400 شخص، والخبز كله ملزق ببعضه ومعجن ولا يؤكل». وأضافت: «يعني الناس انحرمت اللحوم والأجبان والألبان والفواكه لسا لاحقينا على لقمة الخبز»!.
وقال محسن كليب: أخذنا ربطة فيها سبع خبزات، ولكن وصلتنا رسالة بربطتين!..
بدوره كشف رئيس نقابة عمال الصناعات الغذائية باتحاد عمال حماة سعيد الغضة لـ«الوطن »، أنه بعد جولة على المخابز بحماة والمناطق، واللقاء مع العمال والمواطنين والمعتمدين، تبين وجود نقص كبير بالمخصصات، وسوء توزيع عند المعتمدين، وأن أسراً كثيرة لم تحصل على مخصصاتها وفق ما حددته وزارة التجارة الداخلية.
وبيَّنَ أن معتمدين وصلتهم كميات زائدة وهناك آخرون لم تصلهم ولو ربطة، ومعتمدون أعادوا للمخابز ما وصلهم من ربطات لأنها غير صالحة للاستهلاك البشري « خبز علفي».
ولفت إلى أن بعض الأسر تقبلت الآلية الجديدة وبعضها رفضتها، وأن الخبز المنتج بمخابز القطاع العام أفضل من المنتج بالمخابز الخاصة.
أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة رياض زيود، فبيَّنَ لـ«الوطن» أن الآلية الجديدة في بداياتها، وتحتاج لوقت قصير كي تستقر وتجاوز الثغرات التي تعالج بحينها.
ولفت إلى أن دوريات حماية المستهلك تتابع على مدار الساعة عمل المخابز وتوزيع الخبز، وقد نظمت من بداية الأسبوع أكثر من 170 ضبطاً، أكثرها بحق مخابز مخالفة بإنتاج خبز سيئ الصنع، وربطات ناقصة الوزن، وبحق معتمدين لبيعهم الخبز بسعر زائد، ولتلاعبهم بمخصصات المواطنين عبر البطاقة، ولعدم تقيدهم بشروط وتعليمات نقل الخبز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن