رياضة

ملف أبطال الدوري السوري في النسخ الخمسين السابقة «1» … الاتحاد البطل الأول ولقبان لشيخ الأندية السورية

| محمود قرقورا

يوم الجمعة المقبل الثالث عشر من آب ينطلق قطار الدوري السوري الممتاز بكرة القدم وسنكون معكم على مدار الأسبوع باستعراض حكاية الأبطال العشرة الذين هيمنوا على النسخ الخمسين السابقة، مع الإشارة إلى أن ناديي بردى والحرية ليسا بين فرسان النسخة المرتقبة.

جديد النسخة الجديدة هبوط أربعة أندية والتنافس يبدو على أشده بين تشرين حامل اللقب والجيش الباحث عن استعادة العرش والوحدة المتحفز، وتبقى عودة الاتحاد والكرامة لمكانهما الطبيعي سبيلاً لارتفاع منسوب المنافسة.

في هذه الوقفة على مدار الأسبوع نستعيد ذكريات الأندية العشرة التي انضمت لمصاف المتوجين حسب ترتيب تتويجها وأهم الومضات التي خرجت بها.

البداية

الدوري السوري انطلق يوم الجمعة السابع من تشرين الأول عام 1966 وفي ذاك اليوم جرت أربع مباريات وفق التالي:

على أرضية الملعب البلدي في دمشق التقى دمشق الأهلي (المجد) مع ضيفه السوري (اليرموك) وقادها عدنان بوظو وانتهت 3/1 للفريق الزائر، وشهدت المباراة جملة أمور، فهدف دمشق الأهلي جاء من ركلة جزاء ترجمها ليفون أورشايان كأول هدف من علامة الجزاء، وأضاع لاعب دمشق الأهلي أحمد علان ركلة جزاء كأول ركلة جزاء ضائعة، وسجل للسوري انترانيك ماليان هدفين وهو صاحب أول هدف في الدوري السوري، والأول في الدقيقة الأولى وسجل الثالث كيفورك أفانيان.

وفي ذاك اليوم التقى الفداء (الوثبة) مع قاسيون (الوحدة) بصافرة قيس رويحة وتعادلا بثلاثة أهداف لكل منهما كأول تعادل في الدوري السوري.

والمباراة الثالثة حسمها الحسكة (الجزيرة) بفوزه على مضيفه غازي (الفتوة) بهدفين لهدف والصافرة لعبد القادر مجوّز.

المباراة الرابعة جمعت أمية الحموي مع ضيفه الساحل اللاذقي الذي فاز بسداسية دون رد سجلها موريس عصفورة هاتريك ونعمان فتاحي هدفين ومصطفى عاتكة، وقادها بدوي المسدي، وهي أول مباراة ألغيت نتيجتها وأول هاتريك مصادر لأن أمية انسحب وشُطبت نتائجه.

ويوم 9 تشرين الأول استهل حلب الأهلي مبارياته مع ضيفه الحسكة بصافرة رشاد حواصلي وفاز بهدف مقابل لا شيء سجله أحد مدافعي الحسكة من كرة سددها محمد هواش ليكون أول هدف عكسي في الدوري السوري.

الأبطال العشرة

عشرة أندية فقط أحرزت اللقب والنادي الأخير الذي انضم لقافلة المتوجين يستحق ذلك وهو الوحدة موسم 2003/2004، وأحد هذه الأندية لم يلعب سوى موسمين منذ تتويجه الثاني وهو بردى الذي كان أحد فرسان الدوري الذي لم يكتمل 1971/1972 ثم حضر بين الكبار موسم 1995/1996 وهبط ولم يتأهل من حينها.

في الدوري القادم ثمانية أبطال حاضرين وهم: الاتحاد والجيش والكرامة والشرطة وتشرين وجبلة والفتوة والوحدة، ويستمر غياب بردى، إضافة للحرية الذي هبط إلى الدرجة الأولى.

وللعلم فإن الدوري لم يقم أو يستكمل لأسباب مختلفة مواسم 1970/1971 و1971/1972 و1973/1974 و1977/1978 و1980/1981.

تاريخياً ثلاثة أندية لم تدافع عن لقبها أو لم تكمل موسم الدفاع عن اللقب وهي بردى 1972/1973 والجيش 1974/1975 و1976/1977 و1979/1980، والشرطة 1981/1982.

سجل الأبطال

الاتحاد 6 مرات: 1967 و1968 و1977 و1993 و1995 و2005.

بردى مرتين: 1969 و1970.

الجيش 17 مرة: 1973 و1976 و1979 و1985 و1986 و1998 و1999 و2001 و2002 و2003 و2010 و2013 و2015 و2016 و2017 و2018 و2019.

الكرامة 8 مرات: 1975 و1983 و1984 و1996 و2006 و2007 و2008 و2009.

الشرطة 3 مرات: 1980 و2011 و2012.

تشرين أربع مرات: 1982 و1997 و2020 و2021.

جبلة 4 مرات: 1987 و1988 و1989 و2000.

الفتوة مرتين: 1990 و1991.

الحرية مرتين: 1992 و1994.

الوحدة مرتين: 2004 و2014.

الاتحاد.. والبحث عن المجد الضائع

كان يقال سابقاً: إذا كان نادي الاتحاد بخير كانت الكرة السورية بخير لكثرة اللاعبين الذين تخرّجوا من مدرسته وكانت لهم صولات وجولات مع المنتخبات الوطنية، كما أنه كان يوماً ما الرافد الحقيقي لناديي الشرطة والجيش، القطبين الأهم للكرة السورية في السبعينيات والثمانينيات، وما أكثر الشواهد التي لا يتسع المجال لذكرها!

فإذا كان الجيش زعيم أندية سورية لكونه الأكثر تتويجاً باللقب وصاحب البصمة والحضور عربياً وقارياً، فإن الاتحاد يستحق أن يكون الركن الثاني المكمل والأكثر أهمية رغم فوز الكرامة ببطولة الدوري أكثر منه لاعتبارات عديدة منها:

هو النادي الوحيد الذي لم تغب شمسه عن بطولة الدوري السوري منذ النسخة الأولى 1966/1967 فحضر في كل النسخ البالغة خمسين نسخة، إضافة للنسخ التي لم تكتمل وهذا عنوان للعراقة، ودليل على أنه أحد الأطباق الشهية التي لا غنى عنها على مائدة الدوري السوري، وهو النادي الأكثر شعبية وجماهيرية في بلدنا تاريخياً، وكلنا يتذكر كيف كان ملعب الحمدانية وحلب الدولي يمتلئان عن آخرهما.

وهو البطل الأول للدوري السوري موسم 1966/1967، كما أنه أول ناد احتفظ باللقب في الموسم التالي 1967/1968.

وهو صاحب النتيجة الأعلى بتاريخ الدوري السوري على حساب النصر في ذهاب موسم 1976/1977 عندما فاز 14/صفر.

أفرز ثلاثة فازوا بلقب الدوري لاعباً ومدرباً وهم فاتح زكي وياسر السباعي وأمين آلاتي مع فارق أن آلاتي استفاد من تنحية روميلو في التجمع الأخير من دوري الأقوياء 1995.

إحدى أيقوناته محمد عفش من أوائل السوريين الذين احترفوا في القارة الأوروبية وهو بحق أفضل لاعبي النادي في العصر الحديث وأكثرهم شعبية وجماهيرية في حلب الشهباء.

قارياً هو أحد ناديين سوريين فازا بلقب كأس الاتحاد الآسيوي إضافة لفريق الجيش وكان ذلك عام 2010 مع ميزة أنه حقق اللقب متحدياً عاملي الأرض والجمهور يوم نازل القادسية الكويتي بعقر داره.

خرّج ستة لاعبين فازوا بلقب هداف الدوري سبع مرات بداية من محمد هواش 1968 بعشرة أهداف مروراً بمحمود سلطان 1977 بخمسة وعشرين هدفاً ومحمود السيد 1988 بأحد عشر هدفاً ومحمد عفش 1992 بتسعة عشر هدفاً محرزاً جائزة الحذاء الذهبي التي يقدمها الاتحاد العربي لكرة القدم بالتعاون مع مجلة الوطن الرياضي لهداف الدوري الأعلى بين دوريات الوطن العربي، ومهند البوشي 1993 بأحد عشر هدفاً بالتشارك مع عساف خليفة لاعب الوحدة والبوشي نفسه 1995 بواحد وعشرين هدفاً، وانتهاءً برضوان الأبرش 2002 بأربعة عشر هدفاً.

فاز بلقب الدوري ست مرات آخرها موسم 2004/2005 ومن يومها جافاه التتويج رغم اقترابه غير مرة ولعل أشهرها موسم 2017/2018 عندما تفوق عليه الجيش بفارق المواجهتين المباشرتين، والعودة إلى منصة التتويج مطلب جماهيره التي لا تتخلى عنه وفي كل موسم تقول آن الأوان.

بردى.. لقبان منصفان

يعد نادي بردى شيخ الأندية السورية، ولاعبوه ومحبوه وأعضاؤه القدامى عندهم من الوفاء ما يمكن اعتباره دروساً وعبراً للاعبي هذا الجيل.

بردى من الأندية التي أصابها الدمج بالموت السريري فبقي طريح الفراش أكثر من عقدين وتوزع لاعبوه على الأندية وأغلبهم اتجه لفريق الشرطة.

وعندما بدأ بالعودة خلال التسعينيات توفي داعمه وليد الصباغ فعاد أدراجه إلى فراش الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة دون بوادر أمل للشفاء، لدرجة أن لعبة كرة القدم التي كانت أساس شهرة النادي اندثرت ولم تعد متوافرة رغم إمكانيات البنية التحتية في النادي، من حيث المنشأة والملاعب والاستثمارات، ولولا لقبا نادي بردى في ثالث ورابع نسخ الدوري لكان اسماً بلا جسم، ولذلك هما لقبان مستحقان منصفان لركن من أركان الكرة السورية في الماضي.

خرّج العديد من اللاعبين الذين لا يطولهم النسيان كأحمد عليان ومحمد خير ضاهر وأيقونة المدافعين في بلدنا إبراهيم محلمي، والهداف يوسف تميم أفضل لاعب سوري عام 1965 والحارس أحمد عقاد، وهؤلاء الأعمدة ساهموا بحصد لقبي الدوري، وقبل ذلك لا ننسى عديد اللاعبين الذين انتقلوا للجيش ومثّلوا المنتخب كالحارسين مروان دردري وفارس سلطجي.

وأحمد عليان أضحى مع نهاية دوري 1969/1970 أول من يفوز باللقب لاعباً ومدرباً بآن معاً ولم يقلده إلا جميل جرو مع الكرامة وأنور عبد القادر مع الفتوة.

بردى لم يكن مجرد ناد تأثيره ودوره داخل المستطيل الأخضر، بل ركن من أركان الرياضة السورية في القرن العشرين، فأتحفنا بالكثير من القامات الرياضية القيادية والإدارية والإعلامية والتحكيمية أمثال خير الدين البكري أول رئيس لاتحاد كرة القدم السوري، وفيصل شيخ الأرض الإعلامي الألمعي، وعدنان وفاروق بوظو اللذين دخلا إلى كل بيت في الوطن العربي وليس سورية، وجمال الشريف أول عربي يحضر في ثلاثة مونديالات من بين أصحاب الزي الأسود وقد أتى بعده الإماراتي علي بوجسيم، والمعلق الرياضي ياسر علي ديب ترأس النادي في دوري 1995/1996 حباً وشغفاً باسم النادي واعتبر ذلك وساماً على صدره.

شارك بردى في النسخة الثانية من الدوري فأخذ الأوكسجين المطلوب من الخبرة والدراية لاحتكار اللقب في النسختين الثالثة والرابعة بفضل أسماء تعد نبراساً في الوفاء والانتماء والإخلاص لكرة القدم.

هدافه اللامع يوسف تميم تربع على عرش الهدافين موسمي 1968/1969 و1969/1970 بعشرة أهداف ثم 12 هدفاً على التوالي وكان قادراً على صنع الفارق في أي مباراة.

في مسابقة الكأس سجل بردى فوزاً مهماً على الجيش خلال نسخة 1967 ورغم أن بردى خسر صفر/5 أمامه ذهاباً، إلا أن أهمية الانتصار تكمن في أن بردى أول ناد محلي يفوز على الجيش رسمياً.

وخاض نهائي الكأس 1965 وخسر أمام أهلي حلب بهدف لأربعة ومن سوء حظه أنه واجه أهلي حلب في الشهباء.

بردى يعيش على أنغام الماضي التي تحوّلت إلى ذكريات مفرحة محزنة بآن معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن