مهما حاولنا الابتعاد عن تفاصيل كرة القدم السورية نجد أنفسنا منغمسين فيها حتى النخاع، وكلما حاولنا خلعها تجدد التصاقها بنا.
نهاية الأسبوع الفائت عقد اتحاد الكرة مؤتمره السنوي، وكانت عناوين الحضور فيه، أو شوربة الانصراف منه، كافية للتدليل على مستوى عملنا الكروي، والذي لا نأمل منه الكثير بصراحة.
المسألة أبشع من روتين اعتدنا عليه، وأقرب للاعتراف بالعجز الكلي، ولا أريد أن أحرج السادة في اتحاد الكرة بتفاصيل أكثر وجعاً، وسأكتفي بالقول: إن كان أعضاء اتحاد الكرة يرون في هذا المؤتمر عبئاً وأن حضورهم هو مجرد رفع عتب، فعلى الدنيا السلام!
على هذه الأرضية (غير الجيدة)، ينطلق يوم الجمعة القادم دورينا، وإذا ما انتقلنا للحديث عنه، وعن مقوماته، وعن الاستعداد له، وتوفير عوامل نجاحه، فإن البكاء يحلّ مكان علامات الترقيم في كتاباتنا..
نعم، ستكون هناك مباريات، وسيكون هناك تنافس جماهيري عبر صفحات الفيسبوك، وستكثر التصريحات، وخاصة في اتجاه أن هذا اللاعب فضّل فريقه الحالي على كل العروض التي انهالت عليه، وأن الانتماء فقط (لا الملايين) هو سبب اقتران هذا المدرب بالفريق الآخر، وكلّ هذا لا يقترب من الجوهر، ومازلنا عند (القشور).
أما جوهر الوجع فهو ملاعبنا، هذه الملاعب التي تعيش خريفاً مستمراً، ووعورة تفرض عليها التقاعد (السريري)!
ملاعبنا ليست جاهزة رغم الوعود الكثيرة بتحسينها وتطويرها، وبالتالي لا يحق لنا أن ننتظر موسماً متطوراً عن سابقه، بل المنطقي هو أن تتجه المؤشرات نزولاً، وعلى الأغلب هذا ما سيحدث.
الدوري سيتوقف بعد أسبوعين، وسننشغل بحكايات المنتخب الوطني، والتي نتمناها أن تكون جميلة، وأن تستطيع أخذنا إلى ما هو أجمل من الدوري.