شؤون محلية

مصروف جديد لأهالي حلب … ألواح «البوظ» 4000- 8000 ل.س للواحد والمحافظة لا تتابع والتموين لا تخالف

| حلب- خالد زنكلو

 

فاقم تقنين التيار الكهربائي وارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء بحلب من أزمة الحصول على ألواح البوظ أو الثلج، التي تضاعف سعرها ليصل إلى ٨ آلاف ليرة سورية للوح الواحد، في ظل ندرة المعامل التي توفر المنتج.
وفرضت درجات الحرارة، مع تسجيلها معدلات ارتفاع جديدة في «آب اللهاب»، واقعاً جديداً لا يمكن الاستغناء فيه عن استخدام البوظ سواء لمياه الشرب أو لتبريد المأكولات في البرادات والثلاجات، مع استمرار فرض تقنين التيار الكهربائي، والذي لا تتعدى ساعات وصله أكثر من ٤ ساعات يومياً مقسمة على فترتين نهارية وليلية.
وأوضح قاطنون في شطري المدينة الغربي والشرقي، المحرومين من الكهرباء، لـ«الوطن» أن كهرباء مولدات الأمبير لم تعد توفر المياه الباردة في البرادات بسبب ارتفاع درجات الحرارة لتلامس أو تزيد على ٤٠ درجة مئوية، الأمر الذي يضطرهم إلى شراء ألواح البوظ بسعرها المرتفع، والذي يفوق قدرتهم الشرائية.
ويقول أبو أحمد أختريني، من سكان حي الشعار شرقي المدينة لـ«الوطن» إنه لم يكن بحسبانه أن يخصص ٤ آلاف ليرة يومياً من دخله اليومي، من عمله كبائع بسطة للخضار والفواكه، لشراء نصف لوح بوظ بغية توفير الماء البارد لعائلته صباحاً ومساء لأنه لا يمكن احتمال شرب الماء ساخناً في مثل هذا الظرف المناخي.
ويروي محمود السيد، سائق تكسي عمومي، لـ«الوطن» معاناته في تأمين البوظ لعائلته: «اضطررت إلى شراء نصف لوح البوظ وبسعر ٤ آلاف ليرة، كما صرفت بنزين بأكثر من ٤ آلاف ليرة قيمة سعره في السوق السوداء خلال تجوالي بالسيارة للعثور على بائع بوظ، بعد أن قصدت أكثر من حي حتى عثرت على بائع عند حديقة سيف الدولة».
من جهته، اضطر أبو محمد حميدي للوقوف أكثر من نصف ساعة على دور ألواح الثلج في حي بستان القصر الشعبي، للحصول على المادة «التي لا غنى عنها حالياً، وتضاف إلى عناء تأمين مصدر رزق إضافي لعائلتي كوني موظفاً حكومياً يقضم غلاء المعيشة راتبي في الأيام الأولى من الشهر», وطالب مشترون للبوظ من سوق باب جنين بمركز المدينة الجهات الرقابية بوضع بائعي ألواح الثلج والمعامل المنتجة لها تحت مجهر رقابتها «لأن بعض مصانع الثلج تعتمد على مياه آبار ملوثة وغير صالحة للاستخدام البشري بدليل الشوائب الموجودة داخل ألواح البوظ، كما لا يوفر بائعو الألواح الشروط الصحية من تعقيم الآلات الحادة المستخدمة في تقطيع الألواح إلى حفظها داخل خرق ألبسة ملوثة»، وفق قول أبو حميد الكهربجي لـ«الوطن».
ويعتمد بائعو الفروج والسمك إلى استخدام ألواح الثلج بهدف الحفاظ على درجة برودة مقبولة لها داخل البرادات والثلاجات الخاصة بها لمنع تلفها، ولذلك يستجرون كميات كبيرة من الألواح على مدار الساعة، ما يزيد من تكاليف مبيعاتهم «التي نحمّلها على سعر البيع للمستهلك في فصل الصيف وعند فرض ساعات تقنين كبيرة للتيار الكهربائي لأنه لا طاقة لنا على استخدام المولدات الكهربائية لتبريد المحفوظات بسبب ارتفاع سعر ليتر المازوت اللازم لتشغيلها في السوق الموازي إلى ٢٥٠٠ ليرة».
كما اضطر بعض أصحاب المؤونة المخزنة في ثلاجات داخل بيوتهم إلى شراء ألواح البوظ يومياً لوضعها بين أكياس المؤونة للحيلولة دون تلفها، وهو ما زاد من قيمة تخزين المؤونة «التي أصبحت عبئاً كبيراً علينا مع الظلم الذي نتعرض له جراء ساعات التقنين الطويلة للتيار الكهربائي، والتي تصل أحياناً إلى ١٧ ساعة قطع متواصلة خلال النهار وفي عز ارتفاع درجات الحرارة»، بحسب قول إحدى السيدات لـ«الوطن».
المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب لم يحرك ساكناً لجهة فرض تسعيرته التي أقرها في آذار الماضي على ألواح الثلج، والبالغة ١٠٠٠ ليرة للوح الواحد من المصنع، كما أنه لم تصدر أي مخالفات لبائعي ومصنعي ألواح الثلج من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، على الرغم من وصول سعر اللوح إلى ٨ آلاف ليرة بمقاييسه المعتمدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن