عربي ودولي

حزب الله أكد أن ما حصل هو الرد المناسب.. وبري شدد على أن الكيان لا يرتدع بلغة الإدانة … نصر الله: العدو اليوم أكثر من أي زمن مضى قلق على وجوده

| وكالات

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الهدف من الرد السريع للحزب أول من أمس على العدوان الإسرائيلي الأخير كان لتثبيت المعادلات القديمة القائمة التي أراد العدو خرقها، و«ذلك من أجل حماية بلدنا، وردنا كان جهاراً نهاراً»، وقال: «قصفتم أرضاً مفتوحة فقصفنا أرضاً مفتوحة».
وفي كلمة له مساء أمس، بمناسبة إحياء ذكرى انتصار 2006، أكد نصر الله أن «القضية المركزية للعدو الإسرائيلي بعد العام 2006 هي مسألة سلاح المقاومة وتطور المقاومة، والعدو اليوم أكثر من أي زمن مضى قلق على وجوده بسبب ما يجري في فلسطين وتصاعد محور المقاومة»، مشيراً إلى أن «بعض الفئات في لبنان تساعد العدو من حيث تعلم أو لا تعلم على تحقيق هدفه بنزع سلاح المقاومة»، مؤكداً أن «بعض غارات العدو الإسرائيلي في سورية هي لنصرة الجماعات المسلحة أو القدرات التي تواجه هذه الجماعات، وبعضها يواجه القدرات التي تصل إلى المقاومة، لكن هذه الغارات لم تصل إلى شيء من هدفها، وما حصل قبل أيام تطور خطير جداً لم يحصل منذ 15 عاماً (…) وأمام الغارات الإسرائيلية كان لا بد من الذهاب إلى رد الفعل المناسب والمتناسب».
وجاء رد «حزب الله» اللبناني أول من أمس الجمعة واضحاً وصريحاً على القصف الإسرائيلي الذي طال جنوب لبنان، مذيلاً ببيان من الإعلام الحربي، لكن حتى لو لم يعلن الحزب رسمياً عن رده، لم يكن من الصعب على إسرائيل اكتشاف الأمر، نوعية الصواريخ ومداها ودقتها مختلفة، هكذا وصفت وسائل إعلام إسرائيلية رد «حزب الله» على الغارة.
رد الحزب الذي كان بقصد الردع، ثبّت معادلة تقول إن أي مسّ بالساحة اللبنانية سيكون الرد عليه سريعاً وغير متوازن، أي إن الرد سيكون بمستوى أعلى من الاستهداف الأول.
وتوالت المواقف السياسية والحزبية اللبنانية منددة بالقصف الإسرائيلي الذي طال جنوب لبنان، وبعضها أشاد بمواقف «المقاومة» والبعض الآخر طالب بالتعقل والحكمة والابتعاد عن التصعيد.
وأكد نائب الأمين العام لحزب اللـه الشيخ نعيم قاسم، الجمعة، أن الحزب «التزم علناً بأن أي اعتداء على لبنان، لا بد أن يقابل بالرد المناسب»، وقال في حديث تلفزيوني: «على إسرائيل أن تفهم بأن عليها أن تبقى مردوعة، وإلا فنحن جاهزون للرد»، لافتاً إلى أن «ما فعله حزب اللـه هو رد على عدوان، كل العالم رأى هذا العدوان ولا يمكن أن نسكت عليه، أما هل يكبر هذا العدوان أم لا، فلنر الأيام القادمة».
وأشار قاسم إلى أن الحزب «لا ينتظر أحداثاً حتى يكون مستعداً»، وقال: «نحن أعلنا مراراً وتكراراً أننا مستعدون في أي لحظة إذا حصل أي تطور وأي اعتداء من قبل إسرائيل»، إلا أنه أضاف: «لكن لا نعتقد أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد، مع ذلك حزب اللـه جاهز في الميدان ويدافع بكل ثقة وقرار وعزيمة».
بدوره قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام: «لو كانت بيانات الإدانة وعبارات الشجب تردع الكيان الإسرائيلي ومستوياته الأمنية والسياسية والعسكرية، وتكبح جماح عدوانيتهم، لكانت فلسطين قد تحررت غداة أيام قليلة من احتلالها، وما كانت إسرائيل لتتجرأ على ارتكاب المجازر في قانا والمنصوري، وقبلهما في دير ياسين وبحر البقر، ولو أن الإدانة تجدي لما فكر الكيان الإسرائيلي يوماً باستباحة سيادة لبنان واحتلال أجزاء واسعة من أرضه بسلسلة اجتياحات برية وجوية وبحرية، بدءاً من عام 78 وعام 82 وأعوام 93 و96 و2006».
وأضاف: «ما حصل بالأمس ويحصل اليوم من عدوان صهيوني على مناطق عدة في الجنوب يعبر عن طبيعة هذا الكيان القائم على العدوان، والذي لا يرتدع بلغة الإدانة، فهو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الوحدة والمقاومة.. بهما حررنا الأرض، وبهما نحصن ونحمي لبنان».
وأكد بري أن الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب أن يكون «بمسارعة المعنيين بالشأن الحكومي للقيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة، يقفل من خلاله كل الأبواب المشرعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة، لاسيما في السلطة التنفيذية، والتي وإن بقيت كذلك على النحو المستمر منذ سنة ونيف فهي ستفتح شهية الكيان الإسرائيلي على شن مزيد من الاعتداءات ضد لبنان وجنوبه.. فهل نعقل ونتوكل»؟
ورأى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أن «العدوان على الجنوب الذي لم يحصل مثله منذ تمّوز 2006 يعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته وبالرد على كل ضربة بمثلها وأكثر ولا يعتقدن أحد أن بإمكانه ليّ ذراع المقاومة بعد اليوم».
بدوره، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران أن «الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب مرفوضة ومستنكرة، وأن اللبنانيين مستعدون لمواجهة إسرائيل ولن نرضى أن تكون أرض الجنوب مستباحة للعدو ومحتلة من قبله.
واستنكرت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي، وأكدت «الوقوف إلى جانب المقاومة في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا واضعين كل إمكاناتنا بتصرف المقاومين».
في المقابل أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، أن التصعيد الجديد بين حزب اللـه وإسرائيل «خطير للغاية»، محذراً من «استغلال جنوب لبنان كمنصة لصراعات إقليمية».
وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو المتوتر على التواصل الاجتماعي وأن نحكم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنج».
وعاد الهدوء يخيم أمس السبت على المناطق الجنوبية اللبنانية، مشيراً إلى عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً.
وذلك بعد أن شهدت المنطقة الحدودية الجنوبية للبنان، أول من أمس الجمعة، توتراً وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني.
وفي وقت سابق، عرض الإعلام الحربي، مشاهد لعملية رد المقاومة في لبنان على الغارات الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في الجرمق والشواكير.
وبعد رد المقاومة، عمت الاحتفالاتٍ جنوب لبنان برد حزب الله، ورفع الجنوبيون علم فلسطين خلال استقبال المقاومين.
وكانت المقاومة في لبنان قد أعلنت أن مجموعات الشهيدين علي كامل محسن ومحمد قاسم طحّان قصفت محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا، بعد أن كان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف مساء الأربعاء الماضي أهدافاً في جنوب لبنان وفق ما ذكر الإعلام الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن