سورية تدين الاتهامات المفبركة بحق إيران بشأن الهجوم على «ميرسر ستريت» … طهران: مستعدون لمواجهة العدو كما فعلنا في عين الأسد
| وكالات
على وقع تصاعد حدة التوترات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، يستمر العدو الإسرائيلي مدعوماً من الغرب بصياغة ما يناسبه من السيناريوهات حول الحوداث البحرية التي وقعت الأسبوع الفائت قبالة سواحل شبه الجزيرة العربية، زاعماً مسؤولية طهران عنها، وهادفاً في الوقت ذاته صرف النظر عن جرائمه وأفعاله اللاإنسانية.
بدورها، جددت سورية تأكيد موقفها الداعم لإيران إزاء هذه الادعاءات الزائفة والحملة الهستيرية، حيث أدانت بشدة الاتهامات المفبركة للعدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية ضد إيران.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ«سانا» أمس: «تدين الجمهورية العربية السورية بشدة الاتهامات المفبركة التي تحيكها إسرائيل والإدارة الأميركية وبريطانيا وبعض الدول الغربية التابعة لها والتي تأتي في إطار الاستهداف الممنهج للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وتابع المصدر إن الجمهورية العربية السورية إذ تجدد تضامنها ووقوفها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء هذه الادعاءات الزائفة والحملة الهستيرية فإنها واثقة بقدرة إيران على إفشال هذه الخطوة المتجددة من الاستهداف الأميركي والغربي.
وأضاف المصدر إن تلك الادعاءات لن يكون لها أي تأثير في خيارات إيران الوطنية ودورها البناء بحفظ الاستقرار في المنطقة في مواجهة سياسات الغرب والكيان الصهيوني لإشاعة الفوضى وخلق وتأجيج التوترات في المنطقة ولاسيما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكدت عدم قيامها بمثل هذه الأعمال التي تعودت إسرائيل القيام بها بدعم من الدول الغربية وحلفائها في المنطقة.
من جانبها طهران ردت مراراً على المزاعم الغربية، وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية رفضها للبيان الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، الذي يحمل طهران المسؤولية عن الهجوم على السفينة الإسرائيلية «ميرسر ستريت» قبالة ساحل عمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في بيان له: «ندين بشدة البيان الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، الذي وردت فيه مزاعم لا أساس لها من الصحة».
وأضاف: يُشار إلى أن هذا الحادث كان سيناريو مفبركاً فقط قبل أيام قليلة من أداء الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية اليمين الدستورية، وهو مظهر من مظاهر الانتقال الديمقراطي للسلطة في إيران.
وتابع خطيب زادة: مثل هذه السيناريوهات التي لا أساس لها، والتي غالباً ما يكون وراءها الكيان الصهيوني، مصممة لإرباك الأوضاع، وللأسف أيضاً، كسب زبائن مستعدين فوراً لاستنتاجات غير واقعية وغير حكيمة.
وتابع قائلا: في الحقيقة، فإنه بالنسبة للخبراء والمطلعين على تاريخ هذه المنطقة، فإن تخطيط الكيان الصهيوني لمثل هذه المؤامرات في أوقات مختلفة ليس بالأمر الجديد.
وأضاف خطيب زاده إن «طهران ملتزمة بتأمين الممر المائي الإستراتيجي في الخليج العربي ومضيق هرمز وتعتبره جزءاً من أمنها».
وتابع: «إيران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة في إرساء الأمن والاستقرار لكنها لن تترد في الدفاع عن حقوقها السيادية في المنطقة».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، اللواء أبو الفضل شكارجي، أنه «لو قررت إيران مواجهة الأعداء، فستقدم على ذلك وتعلن بصورة واضحة كما فعلت في عين الأسد».
وقال أبو الفضل: «الروايات الملفقة الأخيرة التي يطرحها الأعداء تأتي في إطار الحرب النفسية، وتعبر عن خوف العدو من وحدة الصفوف في إيران».
وأضاف: «تلفيق الوثائق المزورة ليس أمراً شاقاً وخاصة بالنسبة للإسرائيليين، الذين لديهم باع طويل في تزوير الوثائق، وتلفيق انفجار على متن سفينة أيضاً ليس صعباً بالنسبة لهم».
وأكمل شكارجي: إستراتيجية الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل مبنية على زعزعة أمن المنطقة لإيقاع اللوم على إيران».
وأكد أن «القوات الأميركية تدعي أنها أخرجت بقايا مسيرة إيرانية من البحر»، متسائلا: «في أي مختبر تم التأكد من ذلك»؟
على خط مواز، رد قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد حاجي زاده، على التهديدات الإسرائيلية، مؤكد أن «إيران سوف ترد على أي اعتداء بقوة، وأن الرد الإيراني سيكون قاسياً».
وقال حاجي زاده: «هم بغنى عن تجربة قوتنا، ولكن لو أرادوا فليجربونا مرة أخرى، نحن لدينا القوة الكافية والإرادة اللازمة لاستخدامها».
وأضاف: «سوف نرد على أي اعتداء بقوة، ولا يستطيعون ارتكاب أي خطأ»، مشدداً على أن «الرد الإيراني سيكون قاسياً».
ونشرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أول من أمس نتائج تحقيق أجرته حول الهجوم على ناقلة النفط «إم تي ميرسر ستريت» المشغلة من شركة إسرائيلية في بحر عمان، زعمت فيه أن طائرة مسيرة «صنعت في إيران» شاركت في قصف السفينة.
يأتي ذلك في وقت، جدَّدت نائبة مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة زهرة إرشادي، رفض طهران اتهامها بالهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية، واعتبرت أن هذا الاتهام هو «محاولة إسرائيلية لصرف الانتباه عن جرائم إسرائيل».
ووعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ«ردٍّ مشتركٍ» على طهران، بينما وصف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الهجوم بـ«غير المشروع»، على حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن حكومته تعمل على الرد على الهجوم.
يذكر أن ناقلة النفط ميرسر ستريت التي ترفع العلم الليبيري تعرضت لهجوم في بحر العرب الأسبوع الماضي، وتشغل السفينة شركة «زودياك ماريتايم» التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.