سورية

روى فصول تعذيبه في سجون الاحتلال التركي … مواطن من عفرين: ثلاث سنوات تجرّعت خلالها مرارة الموت مرات

| وكالات

يستخدم الاحتلال التركي، شتى أنواع التعذيب والإجرام بحق السجناء ممن اختطفهم من أهالي منطقة عفرين بريف حلب، وتحولت تلك السجون إلى أماكن موبوءة تغزوها الأمراض، ويسودها الإهمال، حتى لا يكاد يمر يوم إلا ويشهد وفاة أحد السجناء.
ويروي المواطن (و،ج) المختطف السابق من عفرين المحتلة من النظام التركي منذ آذار 2018، قصصاً مروعة عن سجون الاحتلال التركي داخل الأراضي التركية والمناطق السورية المحتلة، بعد أن قضى فيها ثلاث سنوات ونيف، «تجرعت خلالها مرارة الموت مرات»، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ووصف (و، ج) حالته الصحية بعد خروجه من سجون الاحتلال التركي والتي مكث فيها قرابة الـ3 سنوات ونيف، وقد قضاها تحت التعذيب والإهانة لأنه كردي، قائلا: «أترنح عند المشي ولا أستطيع حمل كيلو غرام واحد».
وأشار إلى أنه إبان هجمات جيش الاحتلال التركي على مدينة عفرين في عام 2018 حيث كان يقطن في إحدى قرى ناحية جنديرس، لم يستطع سوى إخراج عائلته نتيجة شدة المعارك والقصف المكثف لقوات الاحتلال، حيث بقي في منزله وأصيب بشظايا قذيفة وقعت بالقرب منه.
وأشار (و، ج) إلى أنه لم يدرك ما كان يحصل في محيطه إلا أنه شعر بشخصين يجرانه ويدخلانه إلى سيارة عسكرية، في تلك اللحظة اختطف من مرتزقة ميليشيا «السلطان مراد» الموالية للاحتلال التركي، ليُساق إلى أحد السجون في تركيا.
ويقول: «لم أكن بوعيي. لا أتذكر شيئاً نتيجة إصابتي، وعندما استفقت أخبرني النزلاء بأني أمكث في سجن بالأراضي التركية والذي يحوي عشرات المدنيين من أمثالي، منذ 14 يوماً».
وأوضح (و، ج)، أنه بعد فترة تم تحويله إلى سجن مدينة الراعي المحتلة بريف حلب والذي تديره استخبارات النظام التركي، واتهم بالتعامل مع ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية وأنه عندما نفى ذلك، ردّ عليه المحقق في النظام التركي بأن هويته ككردي كافية لسجنه مدى الحياة أو حتى قتله.
ويبين، أن كل أساليب التعذيب مباحة في التحقيق، فهنالك الصعق بالكهرباء وغمر الرأس في الماء واستخدام الكلبشات للتعليق بـ«البلنكو» وحتى كسر الأصابع والأطراف والدولاب وغيرها من الأساليب الأخرى.
ويصف (و، ج) حال سجن الراعي بالأسوأ على الإطلاق، فالزنزانة التي ينام فيها 40 شخصاً مساحتها 4×2م فيها حفرة فنية للصرف الصحي فيما تنعدم فيها النوافذ أو منافذ التهوية لأنها تحت الأرض، مضيفاً: إن كل هذا عن الزانزنة وأساليب التعذيب الممنهج كافٍ لخلق بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم والفيروسات وانتشار الأمراض السارية كالسل والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض، ناهيك عن تلك الناتجة عن التهاب الجروح.
وأكد (و، ج)، أن 40 من المختطفين في السجن، أصيبوا بمرض السل، ولم يتم فصلهم عن الباقي فحسب بل نشرهم السجانون على الزنزانات الأخرى لانتشار المرض المعدي بين النزلاء، حاله حال مرض التهاب الكبد الوبائي، إذ حصد المرضان أرواح العشرات دون تقديم أي مساعدة طبية لهم.
ويضيف «لم يكن يمر يومان حتى يتوفى أحد النزلاء في زنزانتي؛ إما بمرض السل أو التهاب الكبد الوبائي أو حتى بسبب التهاب الجروح التي كانت تصيبهم نتيجة التعذيب وانعدام المرافق الصحية أو حتى الأدوية».
ويبين (و، ج)، أن السجانين من مسلحي مرتزقة «السلطان مراد» دأبوا على سرقة طعام وأدوية السجناء رغم قلتها، حيث كانت تعطى ثلاث حبوب مسكنة لآلام الرأس لـ40 شخصاً بشكل أسبوعي على أنها حبوب لمعالجة مرضى الأمراض المعدية، في حين يتم توزيع 10 ربطات من الخبز على 100 شخص، يسرق منها السجانون نصف الكمية، ويتبقى لهم النصف، يأكل منه كل نزيل مقداراً يكاد يبقيه على قيد الحياة.
ويوضح، أن استخبارات النظام التركي كانت تستخدم أحد مهاجع سجن الراعي لسجن النساء، حيث كانوا يسمعون أنين هؤلاء النساء نتيجة التعذيب الذي كن يتعرضن له، حيث رفضت اثنتين من النساء الممارسات التي تطولهن فأقدمن على إحراق أنفسهن وفضّلن الموت على الاستمرار بالعيش في ذلك السجن.
ويقول: إنه بعد مرور نحو أكثر من عام على اختطافه أراد إخبار أهله بأنه على قيد الحياة وموجود في سجن الراعي، فاتفق مع أحد السجانين الذي اشترط مبلغ ألف دولار أميركي تدفعها له العائلة شريطة التحدث مع ابنها وهو بالفعل ما حدث.
وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على الاختطاف تم تحويل (و، ج) إلى ما يسمى «المحكمة المركزية» لتوجه إليه تهم الإرهاب والتعامل مع ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، ويغرم بمبلغ 3200 ليرة تركية، وإجباره على دفع ألفي دولار لمحامي الدفاع لإخراجه من السجن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن