الخبر الرئيسي

لتشكيل خط دفاع أول وتنفيذ عمليات انغماسية … النظام التركي يزجّ بالإرهابيين «الأوزبك» في جبهات جنوب إدلب

| حلب - خالد زنكلو

زجّ النظام التركي بأعداد كبيرة من الإرهابيين من ذوي الجنسية الأوزبكية في جبهات القتال بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وضمن تشكيلات «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، بغية تقوية تماسك خط الدفاع الأول في وجه أي عملية عسكرية مرتقبة للجيش العربي السوري، ولتنفيذ عمليات انغماسية ضده.
ويرتبط الإرهابيون الأوزبك بتنظيم القاعدة، وتمرّس الكثير منهم بالقتال داخل أفغانستان أو في باكستان إلى جانب حركة «طالبان» قبل الانتقال والاستيطان في المناطق الغربية من سورية تحت إشراف الاستخبارات التركية أسوة بالشيشانيين والإيغور الصينيين، وانضم بعضهم إلى «داعش»، على حين انضوى آخرون تحت راية «تحرير الشام».
وكشفت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «تحرير الشام» لـ«الوطن»، أن الاستخبارات التركية عمدت في الآونة الأخيرة، وبالتوازي مع الحشود التي استقدمها الجيش العربي السوري للمنطقة، إلى نقل أعداد لا بأس بها من الإرهابيين الأوزبك المتشددين من مناطق تمركزهم في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وفي محيط جسر الشغور غرب إدلب إلى ريف إدلب الجنوبي، عند خطوط التماس في جبل الزاوية بالتحديد، وذلك لتشكيل رأس حربة في أي مواجهة محتملة مع الجيش العربي السوري.
وبينت المصادر أن الهدف الرئيس الثاني من استقدام «الجهاديين» الأوزبك المتطرفين إلى جبل الزاوية للقتال في صفوف «تحرير الشام» كحليف تابع لـ«القاعدة» وموثوق به من قبلهم، هو تنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش العربي السوري لخبرة هؤلاء في القيام بمثل هكذا عمليات ونزعتهم العقائدية في تبني العمليات الانغماسية.
وأضافت المصادر: «من أجل ذلك، نفّذت أول من أمس مجموعة من الانغماسيين الأوزبك، عددها ٥ إرهابيين، عملية انتحارية ضد الجيش العربي السوري في محور الرويحة- حنتوتين إلى الشمال الغربي من معرة النعمان»، وأشارت إلى أن العملية فشلت وانتهت بمقتل أفراد المجموعة جميعهم، متوقعة تنفيذ عمليات مماثلة في الفترة المقبلة، لكنها لفتت إلى يقظة الجيش العربي السوري وإلى مقدرة الطيران الحربي الروسي – السوري المشترك على تحييد هؤلاء الإرهابيين وتصفيتهم بضرب مواقع تجمعهم وتمركزهم وتنقلاتهم المرصودة عبر الطائرات المسيّرة.
مصادر لفتت إلى أنه من أهم أسباب التكتيك الذي اتبعه النظام التركي بريف إدلب الجنوبي لجهة جعل جبهات جبل الزاوية مركز ثقل للإرهابيين «الأوزبك»، وربما لاحقاً لأشقائهم «الإيغور» و«التركستان»، هو التحاق مئات الإرهابيين أخيراً من ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية»، التي تندمج في صفوف ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» والمنضوية هي الأخرى في غرفة عمليات «الفتح المبين» إلى جانب «تحرير الشام»، بصفوف ما يدعى «الجيش الوطني» الذي شكله نظام رجب طيب أردوغان في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب، ما فرض الحاجة إلى تعبئة صفوف «تحرير الشام» بعناصر لهم وزنهم وخبراتهم القتالية قبل أن يقع الاختيار على الإرهابيين الأوزبك الذين تشهد مناطق تمركزهم الأساسية هدوءاً نسبياً.
على صعيد موازٍ، بيّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، ولليوم الثالث على التوالي، اشتبكت خلال تمشيطها البادية، مع خلايا لداعش في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وأوقعت العديد من أفرادها بين قتيل وجريح، فيما ارتقى عدد من عناصر الجيش شهداء.
ولفت المصدر، إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، شنّ عدة غارات على مواقع للدواعش ببادية حماة الشرقية، وما بين باديتي السخنة ودير الزور وبأطراف الرقة، على حين واصلت القوات البرية عمليات تمشيط البادية بعدة قطاعات.
هذه التطورات تزامنت مع أنباء عن قيام قوات الاحتلال الأميركي بنقل العشرات من إرهابيي تنظيم «داعش»، من سجون ميليشيات «قسد» في محافظة الحسكة بغية إعادة استخدامهم لتنفيذ مخططات واشنطن.
وأفادت مصادر في المنطقة بأن قوات الاحتلال الأميركي نقلت 40 من إرهابيي تنظيم «داعش» المحتجزين في سجن الثانوية الصناعية وسجن ما يسمى الدفاع الذاتي بمدخل مدينة الحسكة الجنوبي إلى قاعدتها بمدينة الشدادي.
ولفتت المصادر إلى أن من بين هؤلاء الإرهابيين، متزعم مجموعات تجسس في التنظيم الإرهابي وخبير تصنيع عبوات ناسفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن