ثقافة وفن

عرض «مسرحية».. يزور الجمهور في بيتهم الشامي!! … فرح الدبيات لـ«الوطن»: نقدم ساعة من المتعة والفرجة ونسلط الضوء على قضايا إنسانية حساسة

| سارة سلامة

تخوض الممثلة فرح الدبيات تجربة جديدة هي مشروع وانطلاقة حلم يجعلها تأخذ المسرح بيدها لتجلسه في حارتها الشعبية، تروي له قصصاً وحكايا عندما تطالبه بأن يجلس بيننا ويسمع حكاياتنا، تهمس له في الحيّ، تجمع الناس ليروا صورتهم من لحظة الاستيقاظ والخروج من المنزل إلى حين العودة، تقدم كل ما يمكن أن نعيشه من ضغوط نفسية واقتصادية واجتماعية.

خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية حملت هم المرأة بين أيديها، فهي كفنانة تعيش وسط المجتمع أدرى بحقيقة معاناتها، تحس وتشعر وتنتقد تصرف المجتمع الذي يحكم دائماً عليها دون حتى أن يرى.

تحمل فرح أمنيات الكثيرين بإعادة إعمار المسرح حتى لو كان خارج سوره وإطارها، فهي تقول لنا إننا نستطيع أن نخلق مسرحاً أينما أردنا شرط أن نوظف المكان ونخلق الفضاء المناسب له.

حيث تطرح في عرض مسرحيتها التي تحمل اسم «مسرحية»، قضايا عن الاستغلال والتحرش الجنسي.

وتلقي اللوم على المجتمع الذي لطالما ظلمها وقدمها ضحية ومكسورة.

والعمل من بطولة: لوريس قزق، مرح حسن، مرح حجاز، حيث يقدمون شخصيات من أجيال مختلفة، للمؤلف أمير أبو الخير استناداً إلى قصص واقعية جمعتها مخرجة العرض.

واقع المرأة في سورية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشفت مخرجة العرض فرح الدبيات أن: «المسرحية فكرتها قائمة على تجربة جديدة، أخوضها بمساعدة مجموعة من الأشخاص، هذه التجربة قوامها المرأة السورية وكوني أعيش بدمشق منذ عشر سنوات أعتبر نفسي واحدة من هذا الجيل، وكنت على تماس مباشر مع الجيل الأصغر مني، وأدرّس طلاب وأشتغل وأتعامل مع خريجين وخريجات من الوسط الفني، وكذلك أنا على تماس مع الجيل الأكبر مني، ربما لأنني كممثلة أولاً وأخيراً وكفنانة لدي هدف من وراء هذه المهنة التي قررت امتهانها، وأرى أن مهنتنا تعتمد على مراقبة المجتمع، ومراقبة الشخصيات التي نصادفها كل يوم، ونترقب أثر الضغط النفسي والمادي في المجتمع، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، وكيف تتعامل الطبقات الاجتماعية مع بعضها، كل ذلك وتأثيره على وضع المرأة في سورية».

وأضافت الدبيات أن العديد من العوامل كان لها أثر كبير في إجحاف دور المرأة وتهميشها ومنها: «عدم وجود الفرص، جعل التعامل مع المرأة في مجتمعنا بطريقة أصعب من قبل، فيها الكثير من التضييق، وغياب الحرية وخصوصاً للعاملات في مجالنا، من هنا كانت الانطلاقة، كما أطرح في العرض موضوعات مهمة جداً ليس فقط عن المرأة».

مكان بديل

أما عن عرض المسرحية في بيت عربي فبيّنت الدبيات: «قررت أن أعرض المسرحية في مكان بديل وهو عبارة عن بيت عربي، وبالطبع تعد هذه مخاطرة أن أجعل من البيت الذي أقيم فيه مكاناً للعرض كونه بيتاً كبيراً وفيه فضاءات كثيرة، ربطنا أنا والكاتب درامياً المكان مع المواضيع التي نتحدث فيها، حيث استطاع الكاتب أن يوصل كل ما يدور بمخيلتي، لأننا أصدقاء بداية ولأنه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراسات، حيث نطرح كل ما يمكن أن يحصل معنا عندما نخرج من المنزل إلى لحظة العودة إليه، وأكاديمياً نحن نستطيع أن نعرض المسرحية بمكان بديل ولكن يجب أن يكون هذا المكان موظفاً بشكل صحيح، ولدينا ثلاثة مشاهد منفصلة تحمل كل منها فكرة، من خلال ثلاث ممثلات ولا يوجد اتصال في الحكاية حيث إن كل مشهد يحمل فكرة حقيقية وفضاء محدداً».

أكثر الأمور التي أغرتها في خوض تلك التجربة: «هي أننا نتحدث عن المجتمع وتأثيره على الإنسان في سورية وعلى المرأة تحديداً، كما أننا جعلنا الجمهور جزءاً من اللعبة وبالنسبة لي يعني لي أن أؤثر في المجتمع حتى لو كان التأثير ضئيلاً، لأن الفن مهمته الأساسية هي المساهمة في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع، وعملت مع الكاتب والفريق كله لأقدم صورة فنية جديدة، تجرأت أن اختبرها بمكان بديل، وبمشاركة الجمهور الذي سيدخل معنا اللعبة، فهو يمثل المجتمع».

تضييق في المجتمع

ولأن الدبيات تؤمن بالاختصاصات فإن لكل شخص في الفريق عمله الخاص، حيث قالت: «نعمل على تقديم عرض وصورة بصرية ممتازة وتأليف موسيقي أيضاً يصيب الحدث بشكل دقيق، وتحتوي المشاهد المنفصلة على شخصيات متعددة تحكي كل منها فكرة مربوطة مع بعضها بالإضاءة وبعلاقة الممثلات مع بعضهن البعض وبالفضاء المسرحي الذي افترضناه، لأن ما يعني لي هو استعراض لحظات مهمة تؤثر في حياة النساء وأخبر الجمهور أن هناك ظلماً ولا يوجد عدل وهناك تضييق في المجتمع السوري وتقييم وحكم وتقييد لكل شيء تجرب أن تقوم به، وفي نهاية العرض هناك جزء توثيقي يخص الطفلة نهلة عثمان التي توفيت منذ شهرين وهي قصة حقيقية».

وأفادت الدبيات أنه وبالرغم من أن الميزانية قليلة جداً: «إلا أن الناس تعمل معي بالقليل من المال لأنهم لمسوا إيماني بالمشروع، الذي أتطرق فيه للحظات إنسانية حقيقية، يهمني كثيراً أن يراها الجمهور وليس بالضرورة أن يعجب بها فقط أو يعجب بالأداء أو بالصورة البصرية، ما يهمنا أن يعيش الجمهور هذه اللحظات المؤلمة التي تمثل فعلياً كل شخصية منها أكثر من 100 ألف امرأة حول الكوكب وليس فقط في سورية، ولنوصل رسالة للمجتمع أنه عليك أن تكون محباً وغير مؤذٍ ولا تظلم ويجب أن تقدر الإنسان الذي يقابلك على اختلاف نوعه وعرقه، وقد يكون تحقيق هذا التوازن في المجتمع ضرباً من الخيال من خلال عرض مسرحي واحد ولكنني أطمح الآن أن نوصل الرسالة للناس سواء كانت مختصة أم عادية».

ساعة من المتعة

وختمت الدبيات حديثها حول رسالتها من العرض قائلة: «لأن المسرح استعراض حياة أو صناعة لحظات حقيقية تبني جسراً بين الممثل والصورة البصرية والأداء والشكل والأزياء والجمهور ولحظات إنسانية نصنعها، أسعى لتحقيق هذا النوع من المسرح في سورية لأن المسرح بالنسبة لي صناعة حياة ولحظات إنسانية تخلق بكل عرض وبكل بروفة نخلق شيئاً جديداً فهو تفاعل وجسد وروح وعيون وصوت وموسيقا، الرسالة هي تقديم ساعة من المتعة والفرجة والتفاعل مع الجمهور وتسليط الضوء على قضايا إنسانية حساسة وهموم ومشاكل نضيء عليها لتحفر في ذاكرة الفن تؤثر فينا عبر الأيام والأجيال».

وفي تفاصيل بوستر العرض الرسمي،

بطاقة العرض فهي:

إخراج: فرح الدبيّات، دراماتورجيا: أمير أبو الخير.

الممثلات: لوريس قزق، مرح حسن، مرح حجاز.

تصميم الديكور: محمد وحيد قزق، تأليف موسيقي، والتقنيات: رامي الضللي، تصميم إضاءة: مجدي المقبل، تصميم بوستر: محمود داوود، تصميم، بروشور: نيكول عبيد، تنفيذ فني للديكور، والإكسسوار: عروب المصري، فوتوغراف وميكينغ أوف: سلاف المكي، تحريك ديكور وتنفيذ الإضاءة: أحمد حميدي، آدم غندور، عيسى الشريفي، كبرئيل عمسو، نيكول عبيد.

وفي كلمة شكر خاص يتوجه صناع «مسرحية» إلى نقابة الفنانين ومديرية المسارح والموسيقا: علي وجيه، عبود الكردي، أدموند ديرديريان، غياث طباخ، بانة بلال، أمجد المر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن