رياضة

ملف أبطال الدوري السوري في النسخ الخمسين السابقة «2» … الجيش زعيم تاريخي والكرامة نكهة لا غنى عنها

| محمود قرقورا

يوم الجمعة المقبل الثالث عشر من آب ينطلق قطار الدوري السوري الممتاز بكرة القدم وسنكون معكم على مدار الأسبوع باستعراض حكاية بقية الأبطال العشرة الذين هيمنوا على النسخ الخمسين السابقة، مع الإشارة إلى أن ناديي بردى والحرية ليسا بين فرسان النسخة المرتقبة.

جديد النسخة الجديدة هبوط أربعة أندية والتنافس يبدو على أشده بين تشرين حامل اللقب والجيش الباحث عن استعادة العرش والوحدة المتحفز، وتبقى عودة الاتحاد والكرامة لمكانهما الطبيعي سبيلاً لارتفاع منسوب المنافسة.

في هذه الوقفة على مدار الأسبوع نستعيد ذكريات الأندية العشرة التي انضمت لمصاف المتوجين حسب ترتيب تتويجها وأهم الومضات التي خرجت بها.

أمس استعرضنا فريقي الاتحاد وبردى أول فريقين متوجين بالدوري، واليوم نتناول ناديين عملاقين، الجيش الأكثر تتويجاً والكرامة ثاني أكثر المتوجين..

الجيش.. غيابه لم يؤثر في زعامته

فريق الجيش هو الرقم الأصعب في رحاب الكرة السورية وهو الرافد الأساسي للمنتخب الوطني على مر الزمن وهو النادي الأكثر استقراراً وحصداً للألقاب، فعندما كان يشارك في بطولة الدوري قبل حلّه في الثمانينيات كان البطل في كل نسخة.

والمرة الوحيدة التي كان ممكناً فيها عدم تتويجه موسم 1979/1980 يوم كان الشرطة بأوجه، وصحيح أنه البطل الثالث للدوري بعد الاتحاد وبردى إلا أنه حاز اللقب في مشاركاته الخمس الأولى واستحق الزعامة قبل قرار حله وبعده.

استقراره ساعده على التميّز والتفرّد، وصيغة العلاقة أحياناً كانت سبيلاً للقبض على النوابغ في ملاعبنا، والتحكيم تاريخياً أكثر إنصافاً له مقارنة مع بقية الأندية، لكن وراء التفوق إدارات حازمة قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة.

غاب عن مسرح أحداث الدوري لأسباب مختلفة 19 مرة واقتصر حضوره على 31 نسخة حقق اللقب في 17 منها وهذا رقم ترفع له القبعات، ويؤكد الهوة بينه وبين بقية المنافسين.

خرّج العديد من الأسماء اللامعة سواء عندما لم يكن يشارك في الستينيات أم عندما بدأ المشاركة في السبعينيات، كما رفد الكرة السورية بعديد المدربين منهم محمد خلف وطارق جبان وهما الوحيدان اللذان فازا باللقب لاعباً ومدرباً بين كل مدربي الزعيم، وها هو أحمد عزام يتسلم القيادة واعداً باستعادة اللقب كما بيّن في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأسبوع الماضي في مقر النادي وينفرد الزعيم بجملة أرقام قياسية:

هو النادي الأكثر تتويجاً بـ17 لقباً، هو النادي الوحيد الذي توّج بعلامة كاملة وكان ذلك في لقبه الأول 1973.

هو النادي الأكثر تهديفاً خلال موسم واحد بثمانين هدفاً في تتويجه الثالث 1979.

هو ثاني نادٍ دفاعياً من حيث المتانة خلال موسم ما بتلقيه ثلاثة أهداف في تتويجه الأول عام 1973، بعد الشرطة الذي تلقى هدفين في دوري 1980.

هو النادي الوحيد الذي حقق اللقب خمس مرات متتالية بداية من 2014/2015.

ستة وأربعون عاماً تفصل بين لقبه الأول ولقبه الأخير وهذا رقم قياسي أيضاً.

لاعبه محمد الواكد صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد بـ29 هدفاً في موسم 2018/2019.

خرّج خمسة هدافين للدوري بداية من سمير سعيد 1973 ثم مروان قسطلي 1976 وكيفورك مردكيان 1979 وزياد شعبو 2003 ومحمد الواكد 2019. و2020.

لاعبوه طارق جبان وعز الدين عوض ومحمد شريفة الأكثر تتويجاً مع ناد واحد بستة ألقاب.

مدربه أحمد الشعار الأكثر تتويجاً بلقب الدوري بواقع ست مرات أعوام 2001 و2002 و2003 و2013 و2016 و2019 سواء في بداية الموسم أم وسطه أم نهايته.

وعلاوة على كل ذلك هو أول ناديين سوريين فازا بلقب قاري وحدث ذلك في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي زمن ولادتها 2004 فضلاً عن الحضور المشرف في عديد البطولات العربية.

ولا نغفل دوره في تمثيل المنتخب بشكل مشرف في عديد المحافل والدورات الرسمية والودية.

الألقاب السبعة عشر لفريق الجيش تحققت أعوام 1973 و1976 و1979 و1985 و1986 و1998 و1999 و2001 و2002 و2003 و2010 و2013 و2015 و2016 و2017 و2018 و2019.

الكرامة.. ثمانية ألقاب توقفت فجأة

سفير حمص الكرامة يعد من كبار المسابقة وهو ركن من أركان اللعبة في بلدنا رغم تأخر مشاركته حتى النسخة الثالثة موسم 1968/1969 فهو ثاني أكثر المتوجين بثمانية ألقاب فضلاً عن احتفاظه بمكانه بين الكبار منذ حضوره الأول.

تأخر فوزه باللقب حتى النسخة السادسة موسم 1974/1975 بعدما سبقته أندية الاتحاد وبردى والجيش، ولكن الأب الروحي للكرامة ساطع أتاسي من بين الفرسان الأحد عشر الذين خاضوا أول مباراة دولية بتاريخ منتخب سورية الأول بكرة القدم أمام تركيا ضمن تصفيات مونديال 1950.

الكرامة من الأرقام الصعبة في كرة القدم السورية فهو النادي الأول الذي يفوز بلقب الدوري أربع مرات متتالية، وحدث ذلك مواسم 2005/2006 و2006/2007 و2007/2008 و2008/2009 ولم يكن أحد يراهن على أن لقب 2009 سيكون الأخير، لكنها الحقيقة الواقعة، ولا جدال في أن الأزمة السورية أثّرت سلباً في نادي الكرامة أكثر من غيره.

ويحسب له أنه النادي السوري الوحيد الذي لعب في نهائي دوري أبطال آسيا وحدث ذلك عام 2006 عندما فاز على تشونبوك الكوري الجنوبي بهدفين لهدف إياباً على مرأى من السيد رئيس البلاد بشار الأسد بعد الخسارة في مباراة الذهاب بهدفين دون رد، وبحق كان الكرامة يستحق التتويج ذاك العام وكان قوة ضاربة من جوانب عدة، ومن منا ينسى الفوز الكبير على الاتحاد السعودي بشحمه ولحمه 4/صفر في تلك النسخة؟

ومن سوء طالع الكرامة أنه خسر نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2009 فبقيت ألقابه على الصعيد المحلي فقط.

لم تجتمع جماهير أنديتنا على حبّ ناد وتشجيعه والوقوف خلفه كما حدث مع الكرامة يوم خوضه نهائي الشامبيونز الآسيوي عام 2006.

مدربه محمد قويض هو المدرب الوحيد الذي فاز باللقب أربع مرات متتالية أعوام 2006 و2007 و2008 و2009.

ولاعبه حسان عباس عانق اللقب خمس مرات ولا يسبقه في هذا الاتجاه إلا ثلاثي الجيش طارق جبان وعز الدين عوض ومحمد شريفة الذين فاز كل منهم ست مرات، وكذلك مالك شكوحي وراغد خليل مع الجيش وجبلة، وفراس إسماعيل مع الجيش والكرامة، وفوق الجميع بسبعة ألقاب أحمد مدنية مع الجيش وتشرين.

والأهم أن الكرامة جمع ثنائية الدوري والكأس خمس مرات كرقم قياسي أعوام 1983 مع جميل جرو، و1996 مع عبد النافع حموية، و2007 و2008 و2009 مع محمد قويض وهو الوحيد الذي حقق الثنائية ثلاث مرات متتالية.

خرّج ثلاثة لاعبين فازوا بلقب هداف الدوري وهم فواز شاهرلي 1975 ونبيل السباعي 1983 وماكيتي ديوب مشاركة مع علي صلاح لاعب الوحدة 2011.

ولكن الذاكرة تحفظ الكثير ممن تألق، وهناك عائلات كالسباعي واليبرودي والحموية وغرير، والكرامة خرّج الكثير من حراس المرمى الذين مثّلوا المنتخب كأحمد عيد وماهر بيرقدار وسالم بيطار ومصعب بلحوس.

كما أنه خرّج الهداف التاريخي لمنتخب سورية فراس الخطيب.

حاز اللقب في عقد السبعينيات، وأعاد الكرّة مرتين خلال عقد الثمانينيات ومرة في التسعينيات ثم أربع مرات متتالية خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، فتجاوز الاتحاد وجبلة من حيث عدد الألقاب.

التتويجات الثمانية 1975 و1983 و1984 و1996 و2006 و2007 و2008 و2009.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن