شؤون محلية

منها بصواريخ الإرهابيين.. ومنها بفعل فاعل … 8 حرائق في الغاب وريف مصياف تلتهم مئات الدونمات من الحراج والأشجار المثمرة

| حماة- محمد أحمد خبازي

لم تمنع كل الخطط الوقائية، والإجراءات المسبقة التي اتخذتها الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، ومركز حماية الغابات بمصياف، قبل موسم الحرائق، من نشوب نحو 8 حرائق منذ يوم الخميس الماضي حتى ليل أمس، بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي ريف مصياف الغربي، والتي التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحراج الطبيعية، وهددت منازل الأهالي بخطر محدق، ولولا تحييدها وقطع فرق الإطفاء وبواسل الجيش العربي السوري النيران لحلت بها كارثة مأساوية.
وبيَّنَ رئيس مركز الإطفاء في شطحة التابع للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب ناهل سليمان لـ«الوطن» أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة بنسبة 90 بالمئة ــ حتى ساعة إعداد هذه المادة ــ على الحرائق التي نشبت في «مرداش وعين الكروم وعين الحمام وناعور جورين» نتيجة استهداف الإرهابيين المتمركزين بالزيارة وخربة الناقوس للقرى المذكورة بعدة قذائف صاروخية.
وأوضح أن ثمَّة بؤراً وتشعبات صغيرة في حريق عين الحمام وناعور جورين، تتعامل معها فرق الإطفاء، موضحاً أن الرياح الشديدة كانت عاملاً رئيسياً بسرعة النيران، التي التهمت مساحات واسعة من الأشجار المثمرة كالزيتون وغيره، وقد عملت فرق الإطفاء التابعة للهيئة، وفوجا إطفاء حماة واللاذقية، ووحدات من الجيش وفعاليات المجتمع المحلي، على إخمادها.
وأشار إلى أن لم يبق من تلك الحرائق سوى بعض البؤر الصغيرة بعين الحمام وناعور جورين.
وقد بيَّنَ رئيس مركز حماية الغابات بمصياف مدين العلي لـ«الوطن»، أن 4 حرائق حراجية وزراعية نشبت خلال الأيام الأخيرة بريف مصياف الغربي، وتحديداً في ربعو والسويدة وديرماما وكفرلاها، وكانت أضرارها محدودة، ماعدا حريق غربي مصياف الذي امتد من الأراضي الزراعية الحراجية، وهو أكبر الحرائق.
وكشف أن حريق دير ماما تم بفعل فاعل، وقد صار اسمه لدى مديرية المنطقة التي تبحث عنه للقبض عليه وتقديمه للقضاء لينال العقاب المناسب، موضحاً أن كل الحرائق المذكورة أخمدت، بينما حريق كفرلاها تحت المراقبة، حيث ترابض فرق الإطفاء وعناصر الحراج فيها حتى تتأكد من انطفائه تماماً وعدم اشتعال النيران فيه مجدداً، بسبب الرياح الشديدة التي تسود المنطقة.
ولفت إلى أن نقاط القوة في عمل فرق الإطفاء التي شاركت بإخماد تلك الحرائق، تجسدت في سرعة التحرك، وتوزيع الصهاريج بمواقع حساسة، وسرعة الإدلال على الحرائق من قبل عناصر الحراج الموزعين بالمناطق الحراجية.
أما نقاط الضعف فكشف العلي أنه يمكن اختزالها بشدة الوعورة التي تتسم بها المناطق الجبلية بمصياف، إضافة إلى الطرقات الصعبة التي تعوق حركة الصهاريج الثقيلة.
وعن عدد عناصر الإطفاء بالمركز، بيَّنَ أن عددهم نحو 200 عنصر بين مؤقت ودائم، مشيراً إلى أنه كلما زاد عدد العناصر والعمال، كانت آلية العمل أسرع وأفضل، منوهاً بالتعاون الكبير من الأهالي والذي كان مثمراً، مشيداً بتجاوبهم سريعاً.
وحول منع حدوث حرائق بمنطقة مصياف، أو على الأقل منع النيران من التمدد، مادام هذا الكم الكبير من العناصر متوافراً، وثمة خطوط نيران كثيرة، بيَّنَ العلي أن منطقة مصياف واسعة وشاسعة، ولا يمكن تغطيتها كلها، وخصوصاً أن الحريق قد ينشب بثوان نتيجة رمي عقب سيجارة مثلاً. وأوضح أن خطوط النار تسهل حركة رجال الإطفاء والآليات وتقطع النار أحياناً، إذا لم تكن الرياح شديدة وقوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن